الزهار المستقيل من إدارة ملف شاليط ينتقد «القسام» بعد بثها شريطا كرتونيا عن الجندي الأسير

القيادي في حماس: الشريط لا يعبر عن موقف الحركة

TT

في أول انتقاد غير مسبوق من قيادي في حماس لكتائب القسام، الجناح المسلح للحركة، رفض محمود الزهار، عضو المكتب السياسي للحركة شريط الفيديو الذي بثته كتائب القسام، بشأن الجندي الإسرائيلي الأسير لديها، جلعاد شاليط.

وقال الزهار للصحافيين في غزة، على هامش اجتماع نواب من حماس مع وفد برلماني من جنوب أفريقيا، إن شريط الفيديو «لا يعبر عن الموقف الرسمي لحركة حماس». وانتقد الزهار بصورة خاصة ما تضمنه الشريط من إشارة إلى إمكانية قتل الجندي شاليط عبر تسليمه في تابوت إلى ذويه، قائلا «نحن لم، ولن نقتل الجنود الإسرائيليين الأسرى.. أخلاقنا وديننا يمنعاننا عن ذلك».

واعتبر الزهار أن الشريط «ليس محاولة سياسية أو إنسانية ولا يعكس موقف الحركة الذي هو ضد قتل الجنود الأسرى، ولا يسمح بذلك، حتى لا يبرر الموقف الإسرائيلي من الأسرى الفلسطينيين والعرب».

وكانت كتائب القسام قد بثت شريطا كرتونيا بلغت مدته ثلاث دقائق و17 ثانية، ومصورا بطريقة ثلاثية الأبعاد ((3D هددت فيه بأن شاليط سيلقى مصير الطيار الإسرائيلي، رون أراد، الذي فقد في لبنان عام 1986. وسلط الفيلم الكرتوني الضوء على نوعام شاليط، والد الجندي، وهو يحمل صورة ابنه الأسير، ويهيم في الشوارع، باحثا عن من يطلق سراح ولده.

ويركز الشريط على وعود عدة أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، بإطلاق سراح شاليط، دون جدوى. فيظهر صوت شاليط قائلا: «يؤسفني عدم اهتمام الحكومة الإسرائيلية وجيش الدفاع بقضيتي». ويتبع ذلك وعود أخرى من وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيفي ليفني، ورئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو بإطلاق سراح ولده دون جدوى.

ويظهر والد شاليط وقد نال منه الكبر بعد 20 عاما، وهو يحمل صحيفة إسرائيلية على قارعة الطريق تعلن عن جائزة قدرها 50 مليون دولار لمن يكشف عن مصير شاليط ورون أراد. وينتهي الفيلم بإعلان وزارة شؤون الأسرى والمفقودين الإسرائيليين (المفترضة) تسلمها أخيرا شاليط، لكن والده يذهب ليلقاه جثة هامدة في تابوت، عند معبر إيرز في غزة، فيصحو من نومه مفزوعا، فتقول له كتائب القسام «ما زال هناك أمل».

وكانت هذه محاولة من حماس للضغط على الرأي العام الإسرائيلي لتحريك ملف الأسرى، لكن التهديدات بعودة شاليط ميتا لم تعجب القيادي الزهار، الذي كان مسؤولا عن الملف حتى قبل شهرين، قبل أن يستقيل في فبراير ( شباط) الماضي احتجاجا على طريقة إدارة قيادة حركته للملف.

وجاء انسحاب الزهار آنذاك، بعد خلاف مع رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل وقائد القسام أحمد الجعبري حول الصلاحيات. وتركزت الخلافات حول مسألة إبعاد بعض الأسرى للخارج، إذ وافق الزهار مقابل إتمام الصفقة ورفض مشعل والجعبري. وردت إسرائيل على الشريط، بعنف، وقال مكتب نتنياهو «إن حماس تتصرف بشكل تهكمي، مما يدل على طابعها الإرهابي». وقال مكتب نتنياهو إن حماس تمتنع منذ شهرين عن إعطاء ردها على المقترح الذي تقدم به الوسيط في صفقة التبادل برعاية مصرية، والذي كان من شأنه أن يؤدي إلى عودة شاليط سالما إلى ذويه وشعبه.

ولفت مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أن نشر هذا الشريط يأتي بعد مرور يومين على سماح إسرائيل لابنة وزير الداخلية في الحكومة المقالة بالتنقل جوا إلى الأردن لغرض العلاج الطبي. أما نوعام شاليط، والد الجندي الأسير، فعبر عن «أسفه لاختيار قادة حماس مجددا الحرب السيكولوجية بدلا من المصادقة على اقتراح الوسيط الألماني لعقد صفقة تبادل»، مشيرا إلى أن هذا الاقتراح مطروح على الطاولة منذ 4 أشهر.