إسرائيل تغتال ناشطا عسكريا بارزا من حماس في الضفة الغربية

الحركة اعتبرت مقتله ثمرة تعاون السلطة الفلسطينية وإسرائيل

TT

اغتالت إسرائيل أمس أحد أبرز نشطاء كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، في الضفة الغربية، قالت إنه كان مسؤولا عن عدة عمليات ضد إسرائيليين، وكلف مؤخرا بتنشيط الذراع العسكرية لحماس. وحاصرت قوة إسرائيلية منزلا في بلدة بيت عوا جنوب الخليل (الضفة الغربية)، كان يتحصن بداخله علي السويطي (43 عاما)، المطلوب لإسرائيل منذ نحو 7 سنوات. وبعد اشتباكات متقطعة استمرت ساعات، قصف الجيش المنزل ودمره.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إنه تم تفجير المنزل بعد تطويقه بضع ساعات، مشيرا إلى أن السويطي أطلق النار على القوات التي حاصرته داخل المنزل، مما اضطرها إلى إطلاق النار عليه فأردته قتيلا. وفي أثناء عملية الجيش اشتبك أهالي البلدة مع الجنود وأمطروهم بالحجارة، فردّ الجيش، الذي فرض حظر التجول على المنطقة، بإطلاق الرصاص المطاطي، وأصاب 10 فلسطينيين.

وتتهم إسرائيل السويطي بقتل شرطي إسرائيلي عام 2004. وقال الجيش إن السويطي مسؤول عن تنفيذ عدد من عمليات إطلاق النار على أهداف إسرائيلية قرب الخليل، من بينها عملية إطلاق نار قرب مفرق إذنا - ترقوميا، قرب الخليل بتاريخ 26 أبريل (نيسان) 2004، أدت إلى مقتل الشرطي الإسرائيلي وإصابة اثنين آخرين بجراح.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن السويطي شخصية خطيرة ومركزية، أوكلت إليه مهمات تصعيد العمل العسكري لكتائب القسام مجددا في الضفة.

وقال شهود عيان إن الجنود الإسرائيليين أخرجوا جثة السويطي المشوهة من تحت أنقاض المنزل، وسلموها إلى العائلة. وقال محمد السويطي، ابن أخي علي السويطي: «إنه تجاهل نداءات القوات المحاصرة له بالاستسلام، فقام الجنود بإطلاق النار بكثافة على المنزل»، نافيا أن يكون علي تبادل إطلاق النار معهم.

ونعت حماس أمس السويطي وقالت في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن «العدو أقدم على إعدام السويطي بشكل بشع». واعتبرت حماس جريمة اغتيال السويطي «حلقة من حلقات مسلسل التصعيد الصهيوني الذي يستهدف الإنسان الفلسطيني في كل مكان، اغتيالا وإبعادا، وسجنا وتعذيبا، وحصارا وإذلالا».

وأضافت: «إن هذا التصعيد الأخير يدل على مدى رغبة العدو في تصفية المقاومة الفلسطينية تمهيدا لإحلال مشروع التصفية والتسوية الذي نسمع عنه في ما يسمى مفاوضات سرية ومفاوضات غير مباشرة، وفي إطار التنسيق الأمني». وقالت حماس إن «هذه الجريمة البشعة تأتي بالتزامن مع قيام ميليشيات فتح في الضفة الغربية بحملة اعتقالات طالت أكثر من 30 مناصرا لحركة حماس، ما يدل على وجود خطة هجومية تصعيدية ينفذها الاحتلال بالتعاون مع أزلامه لهزيمة المقاومة الفلسطينية الباسلة».

وزادت حماس قائلة: «إن مثل هذه الجريمة وغيرها من الجرائم بحق أبناء شعبنا ورجال المقاومة إنما يعكس مدى التعاون الأمني الذي تقدمه سلطة فتح في الضفة الغربية للعدو الصهيوني، حيث إنه لولا مثل هذا التعاون لم يكن العدو ليصل ببساطة إلى هؤلاء الرجال، أو ليتشجع على تنفيذ جرائمه بحقهم».

وقال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري، إن اغتيال السويطي هو «ثمرة خبيثة من ثمار التنسيق الأمني بين السلطة في رام الله وإسرائيل».

وتعهدت حماس باستمرار المقاومة، وقالت: «إن إرادة المقاومة ستظل حية رغم كل الجرائم التي يمارسها الاحتلال، والمقاومة وحدها كفيلة بلجم العدو وردعه وتصفية وجوده من أرض فلسطين».

يذكر أن السويطي متزوج من امرأتين، وله 14 ابنا.