الجيش الأميركي: «القاعدة» ستجد صعوبة في إعادة تشكيل صفوفها بعد مقتل زعيميها

مسؤول أمني عراقي لـ«الشرق الأوسط»: «القاعدة» لديها قدرة على إعادة خلاياها.. والأميركيون متفائلون

عناصر من القوات العراقية تتفقد مقرا لـ«القاعدة» قرب تكريت تم تدميره الأسبوع الماضي في غارة أميركية - عراقية مشتركة (إ.ب.أ)
TT

أعلن الجيش الأميركي أن تنظيم القاعدة سيجد صعوبة في إعادة تشكيل صفوفه وتجنيد متطوعين لتنفيذ عمليات انتحارية واعتداءات أخرى في العراق، وذلك بعد ساعات على تأكيد التنظيم مقتل زعيميه. لكنّ مسؤولا أمنيا عراقيا اعتبر هذا التصريح الأميركي «متفائلا»، مشيرا إلى أن التنظيم الأصولي لديه حركة ديناميكية لإعادة خلاياه.

وقال الجنرال رالف بيكر الضابط الرفيع المستوى في بغداد إنه لا يمكن لأحد أن ينكر أن مقتل أبو عمر البغدادي ووزير حربه أبو أيوب المصري، المرتبطين بصورة مباشرة بزعيم «القاعدة» أسامة بن لادن، شكّل ضربة «قطعت رأس» التنظيم.

وأكد بيان صادر عن تنظيم القاعدة ونقله أحد المواقع الجهادية أول من أمس، مقتل الرجلين، مؤكدا أنهما «تركا جيلا فريدا تربى على أعينهما». وأفاد البيان نقلا عن وزير الهيئات الشرعية في «دولة العراق الإسلامية» أبو الوليد عبد الوهاب المشهداني، أن الزعيمين كانا يشاركان في اجتماع في أحد المنازل حين «وصلت القوة المهاجمة»، مضيفا أنه «بعد قصف عدة أهداف بينها ذلك المنزل بالطائرات، وتأكدوا من تدميرها بالكامل وقتل من كان فيها، فوجئوا بوجود الشيخين».

وإن كانت «القاعدة» أثبتت في الماضي قدرتها على إعادة تشكيل صفوفها بعد تلقي نكسة، وهو ما فعلته عند مقتل زعيمها الأول أبو مصعب الزرقاوي عام 2006، فإن الجنرال بيكر اعتبر أنها اليوم في موقع أضعف بكثير وستجد صعوبة في إعادة تشكيل قواتها بعد اعتقال المئات من عناصرها في الأشهر الأخيرة.

وقال متحدثا للصحافيين: «حين قتل الزرقاوي حل شخص آخر محله على الفور، لكننا نعتقد أن ثمة اليوم في (القاعدة) عددا أقل من القادة المتمرسين أصحاب الكاريزما القادرين على تولي قيادة التنظيم منه في الماضي».

وأشار الجنرال إلى أن أجهزة الأمن والاستخبارات العراقية اعتقلت منذ يناير (كانون الثاني) بمساندة أميركية 404 من عناصر «القاعدة»، بينهم «عشرات المسؤولين من مراتب متوسطة وعالية».

وأضاف أن «صعوبات (القاعدة) في إيجاد بدائل لن تقتصر على قيادتها، بل نعرف أنها تجد صعوبات في تجنيد انتحاريين»، نتيجة تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود مع سورية.

من جهته أكد مصدر أمني رفيع المستوى ومتخصص في مجال العمل الاستخباري أن الجانب الأميركي متفاءل بعض الشيء في هذا الجانب لأن «الفكر التكفيري وخلايا تنظيمات القاعدة لديها ديناميكية على تكوين الخلايا وبسرعة». وقال اللواء حسين كمال وكيل وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات لـ«الشرق الأوسط» إن «من الصعب القول إن تنظيمات القاعدة انتهت أو ضعفت بشكل كبير بعد توجيه الضربات القوية الأخيرة إليها، لأن الفكر التكفيري يحاول إعادة تشكيل خلاياه بشكل سريع، لكن القوات الأمنية العراقية فعلا وجهت إليهم ضربات قوية جدا، لكن الديناميكية التي تمتلكها (القاعدة) يمكنها تكوين خلايا بنفس سرعة الضربات»، مشيرا إلى أن على الأجهزة الأمنية العراقية أن تستمر بالضغط على هذه الخلايا ودعم العركة استخباريا، لأن النجاح يكمن في المعركة الاستخبارية، حسب قوله، وعدم إفساح المجال للقيام بأنشطة إرهابية، وعدم السماح للقوات العراقية بأن تتحول إلى حالة دفاعية، بل هجوم دائم على تلك الأوكار بعد توفر المعلومات المطلوبة.

وحول العمليات الأخيرة فيما إذا كان الجهد الاستخباري هو من قاد إلى تنفيذها بنجاح، قال كمال: «العملية الأخيرة شهادة مهمة على تطور العمل الاستخباري، لكنه لم يستكمل بعد ويحتاج إلى دعم كبير»، مشيرا إلى أن الأجهزة الاستخبارية بدأت من الصفر والآن تطورت بشكل كبير بعد عمل سبع سنوات. لكنه أشار أيضا إلى تعرض الأجهزة الأمنية إلى الانتقادات بعد الدماء التي أريقت من مختلف الطوائف في الشارع العراقي، وأن هذه الانتقادات تحتاج لتصحيحها إلى دعم كبير ومساندة من كل القوى ليكتمل العمل ويتم الحفاظ على الدم العراقي.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أعلن الأسبوع الماضي مقتل البغدادي والمصري خلال مداهمة منزل في الثرثار في محافظة صلاح الدين شمال بغداد، خلال عملية مشتركة عراقية أميركية، مؤكدا العثور على مخططات لتنفيذ هجمات ضد كنائس، بالإضافة ضبط الكثير من المعلومات. وتلا إعلان مقتلهما بيوم واحد إعلان مقتل الزعيم العسكري لـ«القاعدة» في شمال العراق المدعو أحمد العبيدي الملقب بأبو صهيب.