«المستقبل» يلوح بالذهاب إلى معركة انتخابية في بيروت بعد طرح حزب الله شروطا «تعجيزية» في وجهه

قماطي لـ«الشرق الأوسط»: حزب الله خارج أي تفاهم لا يشمل عون والمعارضة السنية

TT

إذا كان التفاهم على تشكيل لائحة توافقية للانتخابات البلدية في بيروت صعبا بالأمس، فإن هذا التفاهم بات اليوم أقرب إلى المستحيل، بعدما رفعت بعض القوى سقف مطالبها في وجه «تيار المستقبل»، لا سيما من قبل حزب الله الذي تقول أوساط «المستقبل» إن شروطه لم تعد محصورة بإرضاء التيار الوطني الحر الذي يرأسه حليفه العماد ميشال عون، إنما تطورت إلى حد المطالبة بتمثيل «المعارضة السنية» في بيروت، أي الشخصيات السنيّة التي تخاصم رئيس الحكومة سعد الحريري سياسيا، الأمر الذي لا يستفز الحريري وحده بل تياره وقاعدته الشعبية في بيروت.

ومع ترجيح كفة فشل كل مساعي الاتفاق في بيروت، أكد نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي لـ«الشرق الأوسط» أن «الحوار والتواصل مع تيار المستقبل للوصول إلى تفاهم في بيروت يشمل العماد ميشال عون والمعارضة السنية ما زال قائما ومستمرا، والأمل لم ينقطع بإمكانية حصول تفاهم، وحتى الآن لم نصل إلى نتيجة لا سلبية ولا إيجابية»، ولفت إلى أن «التفاوض يرتكز إلى النسبية التي يمثلها كل طرف والتي تجلت في الانتخابات النيابية الأخيرة، وأن يتمثل كل فريق بحجمه وأن يكون الأعضاء موزعين في المجلس البلدي نسبة للأحجام السياسية». وقال «لقد أبلغنا الجهات المعنية أننا كحزب الله لن نشارك في أي تفاهم في بيروت لا يشمل العماد عون وحلفاءنا السنّة، وأعني بحلفائنا السنة كل الشخصيات والجمعيات والهيئات السنيّة المعارضة في بيروت، وإذا لم يحصل التوافق المذكور سنكون خارج التحالف، وإذا كنا خارج هذا التحالف فلا يعني ذلك أننا سنخوض معركة مواجهة». وردا على سؤال عمّا إذا كان حزب الله يقبل بتمثيل القوى التي لا تلتقي معه سياسيا في مناطق نفوذه مثل الجنوب والبقاع أشار قماطي «نحن كحزب الله طبقنا النسبية بيننا وبين حلفائنا، أما فيما خصّ القوى الأخرى فإن مبدأ التوافق يكون طوعيا بينها وبين القوى والعائلات».

من جهته أعلن عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد قباني لـ«الشرق الأوسط» أن «التوافق في بيروت بات صعبا جدا في ظل الظروف المستجدة، لكن لا نقول إنه مستحيل إلا عندما يعلن ذلك الرئيس سعد الحريري أو كتلته النيابية». وقال «نحن لسنا هواة معارك ولا نبغي معركة في بيروت، لكن مع الأسف فإن الطرف الذي نسعى للتفاهم معه يطرح مطالب غير معقولة، وهذا ما يعقّد الأمور ويجعل الحلول صعبة للغاية»، وردا على سؤال عن سبب استياء تيار المستقبل من شرط حزب الله تمثيل المعارضة السنيّة في بيروت، أكد أنه «لا يوجد في بيروت موالاة سنيّة لتكون هناك معارضة سنيّة، نحن نختار أصحاب الكفاءات ونرشحهم، وهؤلاء ليسوا موالاة بل عناصر ناجحة وصالحة للعمل البلدي». ولفت أيضا إلى أن «المفاوضات مع العماد عون وتياره ليست سهلة طالما أن شروطه تعجيزية، وحتى الآن لم نقفل الباب على أي نقاش ينطلق من معطيات مقبولة وموضوعية، لكن أن يطلب (عون) 47 في المائة من مقاعد المسيحيين، فنحن لا نقسّم قالب حلوى».

وعن ما يقصده بقوله أن لا مصلحة لحزب الله بمعركة انتخابية في بيروت، قال قباني «المعركة الانتخابية تحرّك العصبيات ولا مصلحة لأحد بذلك».

بدوره أعلن وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون إثر زيارته متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة، أن «إمكان التوافق في انتخابات بيروت ضئيل جدا وكل يوم يمر تكون النسبة (التوافق) أخف، فبعض الطروحات التي وضعناها، بالتنسيق مع الكتلة (المستقبل) ومع الحلفاء، كانت أكثر مما يتمناه الحلفاء وأقل مما كان مطلوبا من الآخرين، واعتبرناها طرحا منطقيا وكان الجواب سلبيا جدا». وعن سبب عدم قبول طرح النسبية في التمثيل قال «نحن اليوم في النظام الأكثري، وأنا أسأل الطرف الذي لديه الأكثرية في منطقته: هل يعرض النسبية في انتخابات المتن؟ هذا من جهة، ومن جهة أخرى، التيار (الوطني الحر) يريد التكلم باسم حزب الطاشناق، في وقت يقوم الطاشناق بمفاوضات مع الأحزاب الأخرى مباشرة وغير مباشرة». أما عضو كتلة المستقبل النائب عاطف مجدلاني فشدد بعد لقائه المطران عودة على أن «يكون المجلس البلدي مؤلفا من فريق عمل متجانس وأن يمثل أوسع فئة من أهالي بيروت لأنها في حاجة إلى مجلس بلدي فاعل»، وإذ أكد سعيه «إلى إشاعة جو تفاهم وتوافق»، قال «إن هذا لا يعني أنه إن لم يحصل توافق ألا تكون هناك معركة انتخابية، أو بالأحرى حالة تنافس على موضوع إنمائي يهمنا، ويهم بيروت وأهاليها».

إلى ذلك، أعلن عضو كتلة «المستقبل»، النائب عمار حوري، أن «الأمور ذاهبة إلى خوض معركة انتخابية في بيروت بسبب تشدد التيار الوطني الحر في فرض شروطه وآرائه». وأعلن أن «فرص الائتلاف حتى هذه اللحظة ضئيلة جدا، لأن الفريق الآخر ينطلق من مقولة (ما لنا لنا وما لكم لنا ولكم)، ويتحدث عن النسبية بطريقة مغلوطة». أضاف «نحن في (تيار المستقبل) نقول (كرم أخلاق) من جانبنا، أننا نمد يدنا باتجاه التوافق مع من لم يوفق في الانتخابات النيابية في بيروت، لكن أن يتحول بعض الفريق الآخر إلى جهة تملي شروطا وتفرض آراء وتحاول أن تعيد إحياء من هم في القبور فهذا أمر غير مقبول».