ألمانيا: ملاحقة 350 شخصا بتهمة الإرهاب

رئيس شرطة الجنايات يصف محاولات «القاعدة» كسب الشباب الألمان «بالناجحة»

TT

ربط كل من رئيس شرطة الجنايات الاتحادية يورغ تسيركة، ورئيس دائرة حماية الدستور (الأمن العام) هاينز فرومة، بين تصاعد نشاط الإرهابيين في ألمانيا، وتوسع مهمات الوحدة الألمانية العاملة في أفغانستان ضمن القوة الدولية «إيساف». وعزا تسيركة توسع نشاط «القاعدة» بين الشباب الألمان، وخصوصا الذين اعتنقوا الإسلام، إلى الدعاية «الناجحة» التي يبثها التنظيم من خلال مواقعها وتنظيماتها، وعبر عن «أسفه» لذلك، وقال فرومة إن «حماية الدستور» تراقب كيفية نشوء ما يشبه «مستوطنة» ألمانية على الحدود بين باكستان وأفغانستان تضم النساء والرجال. ووصف فرومة هؤلاء الشباب بأنهم مستعدون لتنفيذ العمليات الإرهابية في أرجاء العالم كافة، بما في ذلك ألمانيا. ويحتفل هؤلاء الشباب بكل عملية تنفذها طالبان ضد الوحدة الألمانية العاملة في قندز، ويعتقدون أن كل صريع ألماني في المنطقة سيقرب يوم انسحاب الجيش الألماني من أفغانستان. واعترف فرومة، في حديث إلى مجلة «فوكوس»، نشر أمس، بأن الأمن الألماني لم يتعرف سوى على شخصية إيريك براينيجر، ولم يتعرف على شخصيات «الطالبان الألمان» الأخرى في المعسكرات الواقعة في الهندكوش، وهي إشارة إلى سلسلة الجبال التي تربط ما بين شمال وجنوب أفغانستان.

وكان براينيجر، من العاصمة السابقة بون، ظهر سابقا في عدة أفلام فيديو بثتها مواقع محسوبة على تنظيم القاعدة، ودعا الألمان المسلمين إلى المشاركة في «القتال» ضد الكفار. كما عرضت أفلام فيديو أخرى، أكدت الشرطة الألمانية صحتها، مجموعة من الشباب الألمان الملثمين دعوا الشباب الألمان، بلغة ألمانية سليمة، إلى الانضمام إلى معسكرات التدريب «الجهادي» التي تضم النساء والرجال. من ناحيته، تحدث رئيس شرطة الجنايات الاتحادية تسيركة إلى صحيفة «نوية أوسنابروكر تسايتونغ» عن ارتفاع «لم يسبق له مثيل» في عدد القضايا التي تلاحقها المحاكم الألمانية ضد مشتبه فيهم بالإرهاب. وأكد العمل على 350 قضية رفعها القضاء الألماني في السنة الأخيرة ضد مشتبه في علاقتهم بالإرهاب. وتتولى شرطة الجنايات متابعة التحقيقات في 220 قضية من هذه القضايا. وتصنف شرطة الجنايات حاليا نحو 1100 شخصا في قائمة «التطرف الأصولي»، وتخضع 127 مشتبها فيه للرقابة الدائمة. ولاحظ خبراء الشرطة ازدياد أعداد الألمان المسلمين الذي يلتحقون بمعسكرات طالبان، على الحدود الباكستانية الأفغانية، ويتخذون الطرق عبر بلدان ثانية وثالثة لبلوغ هذا الهدف. وتم رصد عبور 30 شابا ألمانيا، تتراوح أعمارهم بين 20 - 42 سنة، إلى أفغانستان عبر الحدود الباكستانية في السنة الماضية.

وحسب تصريح تسيركة فقد تمركزت «منذ ذلك الوقت مجموعة من الألمان في الهندكوش، تتألف من 10 إلى 12 شخصا، تعمل بنجاح على كسب مزيد من الألمان من خلال الدعاية الجهادية». أحد مديري شرطة الجنايات الاتحادية قال لمجلة «فوكوس» إن الخطر الأكبر على ألمانيا يأتي من الألمان الذين تحولوا مؤخرا إلى الإسلام. وتحدث المصدر عن تصنيف 11 ألمانيًا، من معتنقي الإسلام، في خانة «الخطرين» حاليا، إضافة إلى 26 شخصا آخرين تم تصنيفهم في خانة «الخطرين نسبيا»، بينهم 3 نساء. وأكد المصدر أن معظم المشتبه فيهم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 - 42 سنة.