هجوم انتحاري يستهدف قاعدة عسكرية لقوات الاتحاد الأفريقي في مقديشو

حركة «الشباب المجاهدين» تعلن مسؤوليتها.. والحكومة تغازل قياديا بارزا من الحزب الإسلامي

ضابط من البحرية البريطانية يرافق احد القراصنة الصوماليين الستة الذين اعتقلتهم البحرية البريطانية بعد عدة محاولات لخطف سفينة شحن في خليج عدن خلال عملية تسليمهم في ميناء مومباسا الكيني إلى السلطات الكينية لمحاكمتهم أمس (رويترز)
TT

تعرضت قاعدة لقوات الاتحاد الأفريقي لهجوم انتحاري، أمس (الثلاثاء)، حينما قام عدد من العناصر الانتحارية يقودون شاحنة ملغومة بتفجيرها في مدخل مقر لقوات الاتحاد الأفريقي في حي شنغاني بشرق العاصمة مقديشو، ونجم عنه انفجار هائل هز المباني المجاورة للمقر العسكري. وأفاد شهود عيان بأن الهجوم تسبب في وقوع خسائر بشرية في صفوف القوات الأفريقية التي تعرضت للهجوم، وأيضا في صفوف مدنيين كانوا بالقرب من موقع الحادث.

وأعلنت حركة الشباب المجاهدين المعارضة مسؤوليتها عن هذا الهجوم، وقالت إن عددا من الجنود الأفارقة من بينهم ضباط قتلوا في العملية، وأضافت حركة الشباب أن هناك تفاصيل أخرى لهذه العملية سيتم الكشف عنها في وقت لاحق.

لكن المتحدث باسم قوات الاتحاد الأفريقي في مقديشو الميجور بريجي بهوكو، قال: «إن الهجوم أسفر عن إصابة جنديين من القوات الأفريقية لحفظ السلام، ومقتل 3 انتحاريين كانوا في الشاحنة». وأضاف بهوكو: «إن الحراس في المدخل الأمامي أطلقوا النار على الشاحنة وتمكنوا من تعطيلها قبل تفجيرها الأمر الذي قلل من الخسائر الناجمة عن الانفجار». وأعقب الهجوم التفجيري قصف مكثف بقذائف الهاون لعدد من مواقع قوات الحكومة الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي. وكانت قوات الاتحاد الأفريقي قد أنشأت هذا المقر العسكري بشرق العاصمة قبل أيام لصد هجمات المقاتلين الإسلاميين المعارضين الذين تقدموا في اتجاه القصر الرئاسي في الأسابيع الأخيرة.

وكانت قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في مقديشو في حالة استنفار تحسبا لهجمات محتملة، وحذرت في وقت سابق من الشهر الجاري من احتمال وقوع هجمات انتحارية جديدة تستهدف قواعدها والمقرات الحكومية الأخرى، على صعيد آخر، أفادت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» بأن الحكومة توصلت إلى اتفاق مبدئي مع قيادات من الحزب الإسلامي المعارض الذي يقوده الشيخ حسن طاهر أويس، وكانت الحكومة تتفاوض مع قيادات بارزة من الحزب بقيادة الشيخ أحمد إسلان قائد جناح الحزب الإسلامي في أقاليم جوبا (كيسمايو وضواحيها). ووفقا لمصادر مطلعة من الجانبين توصل الطرفان إلى اتفاق مبدئي أحيط بسرية تامة يتضمن توحيد القوات الحكومية التي تتدرب في كينيا وقوامها 2500 جندي مع مقاتلي الشيخ أحمد إسلان، واعتبار حركة الشباب المجاهدين عدوا مشتركا لكلا الطرفين يجب مواجهته بشكل موحد، وتحرير مناطق جوبا من مقاتلي الشباب، وتشكيل إدارة موحدة لأقاليم جوبا بجنوب الصومال تمثل جميع العشائر الصومالية في المنطقة، والحفاظ على حسن الجوار مع دولة كينيا.

وذكرت المصادر أن الاتفاق المبدئي يحظى بتأييد من الحكومة الكينية التي كانت على علم بمجريات الأمور، وينص الاتفاق المبدئي بين الجانبين أيضا على أن يقوم الطرفان بحملة عسكرية مشتركة لتحرير مناطق جوبا. وكان الشيخ أحمد إسلان - الذي تخوض ميليشياته معارك ضد مقاتلي حركة الشباب في أقاليم جوبا الملاصقة للحدود الكينية - وهو أيضا قائد بارز في الحزب الإسلامي الصومالي المعارض، قد أجرى سلسلة من اللقاءات السرية مع ممثلين عن الحكومة الصومالية أسفرت عن هذا التفاهم الذي تم التوصل إليه في كينيا.

وفي مقديشو رفض الشيخ حسن طاهر أويس زعيم الحزب الإسلامي هذا الاتفاق المبدئي، الذي تم بين الحكومة وأحد قادة الحزب البارزين، وقال: «إن هذا لن يؤثر في تماسك حزبه»، متهما الشيخ أحمد إسلان بنكث العهد والانضمام إلى الحكومة «العميلة»، على حد تعبيره. وبعد ظهور أنباء هذه الاتفاقية انشقت قيادات بارزة من صفوف أحمد إسلان وانضمت إلى صفوف مقاتلي حركة الشباب. كما عارضت شخصيات قبلية بارزة هذه الاتفاقية بحجة إقصاء عشائرهم وعدم إشراكها في العملية. وتعرض الحزب الإسلامي المعارض لعدة انشقاقات، وكان عدد من قياداته قد انضم إلى الحكومة في وقت سابق من بينهم وزير الدولة بوزارة الدفاع الشيخ يوسف سياد انطعدي، بينما انضمت قيادات أخرى من الحزب إلى حركة الشباب مثل قائد معسكر رأس كميوني الشيخ حسن تركي نائب رئيس الحزب.

على صعيد آخر، أعلن الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد، أمس، عن إنهاء الخلاف السياسي والقانوني الذي كان قائما بين نواب البرلمان الصومالي حول استمرار رئيس البرلمان آدم مادوبي في منصبه، وقال شريف في مؤتمر عقده مؤخرا بالقصر الرئاسي إنه تم التوصل إلى حل لهذا الخلاف وإن البرلمان سيستأنف جلساته في وقت قريب. وكان نحو 300 نائب صومالي دعوا قبل أيام إلى عقد جلسة استثنائية وانتخاب رئيس جديد للبرلمان خلفا لمادوبي وأعلنوا عن تشكيل لجنة خاصة تتولى ترتيب عقد جلسة للبرلمان لانتخاب رئيس جديد له.

ميدانيا، نجا قيادي في حركة الشباب المجاهدين في بلدة دينسور بإقليم بكول في جنوب غربي البلاد من محاولة لاغتياله، وتعرض الشيخ عبد الحي نور قائد حركة الشباب هناك لهجوم تفجيري نفذه مسلحون مجهولون، وأدى الهجوم إلى إصابته هو و5 آخرين من بينهم قيادات ميدانية للحركة، ولاذ منفذو الهجوم بالفرار.