الحريري يؤكد تعامل لبنان مع تهديدات إسرائيل «بجدية» وأبو الغيط يبلغ كلينتون خشية مصر من تدهور الأوضاع

مباحثاته مع مبارك تطرقت إلى التهديدات الإسرائيلية

TT

استقبل الرئيس المصري حسني مبارك في منتجع شرم الشيخ أمس رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي هنأه على تعافيه من العملية الجراحية الناجحة.

وعقد مبارك والحريري جلسة مباحثات تناولت آخر المستجدات على الساحة اللبنانية وجهود مصر في تحقيق الاستقرار في لبنان وإعادة إعماره، والتطورات الأخيرة على الساحة العربية.

وتطرقت المباحثات أيضا إلى موضوع إطلاق صاروخ «سكود» من الأراضي اللبنانية، كما ادعت إسرائيل أخيرا، وموقف أطراف الإدارة الأميركية من هذا الادعاء. وفي مجال العلاقات الثنائية، تطرقت المباحثات إلى إجراءات تدعيم العلاقات الاقتصادية وتوسيع حجم التبادل التجاري والاستثماري بين مصر ولبنان وتشجيع رجال الأعمال في البلدين على إقامة مشروعات استثمارية مشتركة في جميع المجالات.

من جهته، أكد الحريري استقرار الأوضاع الداخلية في لبنان، وقال: «ليست هناك أي مشكلات في الداخل، والوحدة الوطنية اللبنانية بخير، وهى حجر الزاوية والركيزة الأولى لتحقيق الحماية للبنان»، مضيفا أنه طمأن الرئيس حسني مبارك على استقرار الأوضاع الداخلية في لبنان.

ووصف الحريري لقاءه مع الرئيس مبارك بأنه كان بناء وإيجابيا، وأنه استفاد من حكمة الرئيس مبارك ورؤيته الثاقبة حول مجريات الأمور في المنطقة، وقال في تصريحات صحافية عقب اللقاء إن «الاتصالات التي يجريها الرئيس مبارك شخصيا تسهم بشكل إيجابي في منع تعرض لبنان أو المنطقة لأي خطر».

وأضاف أن «اللقاء تناول التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان وسورية بسبب الاتهامات التي أطلقتها إسرائيل بتزويد سورية لحزب الله اللبناني بصواريخ (سكود)». وقال إنه أطلع الرئيس مبارك على الاتصالات الهاتفية الدولية التي تجريها الحكومة اللبنانية من أجل توفير الحماية للبنان بعد التهديدات الإسرائيلية الأخيرة، وذكر أن الرئيس مبارك أكد له أن مصر تجري اتصالات مكثفة من جانبها لتأمين الحماية اللازمة للبنان وسورية ضد هذه التهديدات.

وأشار الحريري إلى أن اللقاء تناول أيضا جهود إحياء عملية السلام في المنطقة والتعنت الإسرائيلي لعرقلة هذه الجهود مع التأكيد على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك مخاوف من نشوب حرب جديدة ضد لبنان قال الحريري: «إننا نتابع التهديدات الإسرائيلية بشكل جدي، وعلينا إجراء الاتصالات اللازمة لوقف هذه التهديدات، ومرفوض وضع لبنان في موقف اتهام، ومرفوض أيضا اتهام لبنان بالحصول على صواريخ (سكود) عن طريق سورية».

وأكد الحريري أن هذه الاتهامات من دون أي إثباتات، وقال: «نحن ننظر لهذا الموضوع على أنه محاولة لوضع حجج لاحتمال شن حرب على لبنان».

وحول تأثير سلاح حزب الله على استقرار الدولة اللبنانية، ذكر الحريري أن «هناك حوارا داخليا بين القيادات السياسية اللبنانية حول الشأن اللبناني والاستراتيجية الدفاعية للبلاد، وهذا الحوار يجب أن يكون بناء وبعيدا عن التخوين وضرب الوحدة الوطنية اللبنانية، وبعيدا عن التشنجات والاحتقانات، وأن نبعد هذا الحوار الدائر عن أي احتقان على الساحة الداخلية في لبنان».

وردا على سؤال حول الموقف الأميركي المتضامن مع إسرائيل بشأن الاتهامات الإسرائيلية، قال إن «الولايات المتحدة لديها بعض المعلومات غير الكافية وغير الواضحة، التي عملنا على توضيحها وتصحيحها»، وأضاف أن «الحجج التي تسوقها إسرائيل لمحاولة ضرب استقرار لبنان واستقرار سورية والمنطقة، مرفوضة، وتبني هذه المعلومات مرفوض»، وأشار إلى أن الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان عام 2006، والقبض على هذا الكم الكبير من عملاء إسرائيل يؤكد الحجم الهائل من العداء الإسرائيلي للبنان. وتابع أن «كل ما يخرج عن إسرائيل من اتهامات بأن لبنان يمتلك صواريخ وخلافه، يجب أن ننظر إليه بجدية، وأن نجري الاتصالات اللازمة بشأنه».

وحول التنسيق اللبناني - السوري لمواجهة التهديدات الإسرائيلية، قال الحريري إن هناك تواصلا بين حكومتي البلدين وإن الاتصالات جارية بينهما.

وأكد أن هذه التهديدات تثبت للعالم أجمع أنه «في الوقت الذي يتحدث فيه العرب عن السلام وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، فإن إسرائيل تتحدث بلغة الحرب، وهو منطق غير طبيعي، ويجب علينا كعرب تنبيه المجتمع الدولي إلى ما تقوم به إسرائيل، وأنها لا تقوم بأي جهد نحو السلام، وإنما تقوم بإطلاق التهديدات».

وحول ما إذا كان السلاح الفلسطيني خارج المخيمات يمثل استفزازا لإسرائيل لشن حرب جديدة ضد لبنان، أوضح الحريري أن هذه التهديدات ليس لها مبرر الآن في وقت يسعى فيه العرب والأوروبيون والأميركيون لإتمام عملية سلام جادة وإعادة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، سوى أن إسرائيل لا ترغب في إقامة سلام في المنطقة ويجب التنبيه على المجتمع الدولي لحث إسرائيل على اتخاذ خطوات جادة لإحلال السلام في المنطقة.

إلى ذلك، وجه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط رسالة إلى هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية تناول فيها ما لمسه خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان من خشية إزاء تدهور في الأوضاع قد يؤدي إلى وقوع مواجهة مسلحة على غرار ما وقع في صيف 2006 بين حزب الله اللبناني وإسرائيل.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم الخارجية في تصريح له أمس أن أبو الغيط أكد في رسالته على الأهمية التي يكتسبها الدور الأميركي لنزع فتيل التوتر وتجنب فرص انزلاق الموقف إلى مواجهة يدفع لبنان ثمنها من دون مسؤولية من جانب الدولة اللبنانية في التصعيد الحالي.

وأضاف أن أبو الغيط نقل للوزيرة الأميركية في رسالته القلق الذي يستشعره كثير من اللبنانيين إزاء التطورات الجارية والتصعيد الإعلامي وغيره من أشكال التوتر الذي ينذر بالخطر، مشيرا إلى أن أبو الغيط أكد أيضا في رسالته على وقوف مصر إلى جانب اللبنانيين ورغبتها وسعيها الأكيدين من أجل تجنيب لبنان أي مخاطر تهدد أبناءه واستقراره ومسار التنمية فيه.