مع انتهاء مهلة سحب الترشيحات لأعضاء المجالس البلدية والهيئات الاختيارية في محافظة جبل لبنان منتصف ليل أول من أمس، سجل فوز نحو خمسين بلدية بالتزكية في أقضية بعبدا وكسروان وجبيل والمتن، وعشرات المخاتير والمجالس الاختيارية، بعد أن امتنع المنافسون عن الترشح نتيجة عملية «التوافق السياسي» في المحافظة التي ستجري فيها الانتخابات يوم الأحد المقبل. وأمل البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير أن «يسود التوافق كل المدن والبلدات والقرى اللبنانية في الانتخابات البلدية المقبلة». وخاطب لائحة «الإنماء التوافقي» في جونية برئاسة المهندس أنطوان افرام التي زارته أمس قائلا إن «الوفاق سيد الأحكام، وإذا كنتم متفقين بعضكم مع بعضكم فيمكنكم العمل فريقا واحدا، إلا أنه إذا كانت هناك خلافات وكل واحد يشد صوب صدره، فالأمور تضيع».
واعتبر عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب فؤاد السعد أن «الانتخابات البلدية والاختيارية ستؤكد بما لا لبس فيه أن (التيار العوني)، قد مني بمزيد من التراجع والخسائر والتضعضع وفقدان المشروعية على المستويين اللبناني عموما، والمسيحي خصوصا». وقال: «ألاحظ اليوم أن عون يدور على (الشحاذة) و(الاستعطاء)، مما يؤكد توقعنا أنه يتجه إلى خسارة الانتخابات البلدية والاختيارية، الأمر الذي جعله يطلب المقاعد هنا وهناك متجاهلا أبسط قواعد الديمقراطية»، مشيرا إلى أن عون «لم يفز بأي مقعد نيابي في بيروت، لكنه يطالب بمقاعد في بلدية العاصمة»، متسائلا عن «ما إذا كان ذلك يشكل استعطاء واستجداء أم لا للحصول على حصص، بينما يفتقر التيار العوني إلى أي مقدرة على تحقيق الفوز ليستحق ما يطالب به؟». وقال السعد إن عون «يستقوي بحلفائه في لبنان وعلى رأسهم حزب الله ومن هم وراء الحدود لممارسة الضغوط على قوى (14 آذار)، وتحديدا على رئيس الحكومة سعد الحريري» في انتخابات بيروت. وأوضح منسق عام قوى «14 آذار» النائب السابق فارس سعيد أن «الناس مهتمون بمعرفة كيف سيكون سلوك حزب الله وحركة أمل مع المسيحيين في القرى المختلطة؛ إذ إن هناك 4 قرى مختلطة، آسف القول إنه على الرغم من مساعي (التيار الوطني الحر)، فإنه أتى الرفض بإشراك الآخرين، مما أدى إلى أنه في قريتين أتت المجالس البلدية من لون واحد، ولا تضم مسيحيين. وتبقى قريتان من أصل أربع». ولفت إلى أن «رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون يريد القول إن رئيس الجمهورية ميشال سليمان يتدخل في الانتخابات، إلا أن توريط الرئيس أمر مرفوض».
إلى ذلك جددت قيادتا «تيار المستقبل» و«الجماعة الإسلامية» دعمهما لمساعي المرشح لرئاسة المجلس البلدي في مدينة صيدا (جنوب لبنان) محمد السعودي، «الهادفة إلى تشكيل لائحة توافقية». ولهذه الغاية، عُقد اجتماع في مجدليون حضره عن «المستقبل»، رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة والنائبة بهية الحريري، بالإضافة إلى عدد من أعضاء «الجماعة الإسلامية» برئاسة المسؤول التنظيمي في صيدا بسام حمود.