اليمن: الحكومة تدين محاولة اغتيال السفير البريطاني.. ومهرجان حاشد للحراك في ذكرى إعلان الحرب

صعدة: اتهام الحوثيين بقتل 3 مواطنين والأحمر يحذر من حرب سابعة

يمنيون يمشون في أحد الأسواق بالجزء القديم من العاصمة صنعاء وذلك بعد يوم من محاولة الاغتيال الفاشلة ضد السفير البريطاني لدى اليمن وفي الإطار صورة وزعتها الداخلية اليمنية للطالب اليمني الذي فجر نفسه في موكب السفير البريطاني (إ. ب. أ)
TT

أدانت الحكومة اليمنية والأحزاب السياسية والمنظمات، محاولة الاغتيال التي تعرض لها السفير البريطاني في صنعاء، أول أمس، بواسطة تفجير انتحاري، ووقف مجلس الوزراء اليمني في اجتماعه الأسبوعي، أمس، أمام تقرير مقدم من وزير الداخلية اللواء الركن مطهر رشاد المصري، حول الوضع الأمني في البلاد وتحديدا التفجير الانتحاري، وتضمن التقرير إيضاحات لم يتم ذكرها.

وتضمن بيان صادر عن المجلس إدانة شديدة اللهجة لذلك «العمل الإرهابي الذي يتصادم، بصورة مطلقة، مع قيم الشعب اليمني المؤمن الذي هو أحرص ما يكون على النفس البشرية والحفاظ على القيم وصون العهود والحرمات». وأضاف البيان أن «هذا الفعل الإجرامي والإرهابي يدين ويفضح مجددا حقيقة الأهداف العدائية، التي تسعى من ورائها الجماعات الإرهابية وعناصر (القاعدة) إلى الإضرار بالشعب اليمني ومصالحه».

ودعت الحكومة اليمنية المواطنين إلى «المزيد من التعاون مع الأجهزة الأمنية من خلال الإدلاء بأي معلومات حول هذه العناصر الإرهابية، لما من شأنه تعزيز جهود الأجهزة الأمنية في صون الأمن والحفاظ على السكينة العامة».

في هذه الأثناء، تواصل السفارة البريطانية ولليوم الثالث على التوالي، إغلاق أبوابها، بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها السفير تورولوت، في حين جرى تشديد الإجراءات الأمنية حولها وحول بعض السفارات الغربية، كما نشرت الكثير من نقاط التفتيش الأمنية في شوارع العاصمة صنعاء. أما موقع التفجير الانتحاري، فقد تحول إلى مزار للمواطنين الراغبين في مشاهدته إلى درجة جعلت بعض الباعة الجائلين يستفيدون من وجود المواطنين في تسويق بضائعهم، وتحفظت السفارة البريطانية عن الإدلاء بأي تصريحات بشأن محاولة الاغتيال، وقال مصدر في السفارة لـ«الشرق الأوسط» إن بيانا سيصدر بهذا الخصوص في وقت لاحق.

على صعيد آخر، اتهمت أجهزة الأمن في محافظة صعدة اليمنية، المتمردين الحوثيين، بقتل 3 أشخاص في مديرية سحار، وقال مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية إن «عناصر حوثية قامت بالتقطع وإطلاق النار على جماعة الشيخ عزيز، مما أدى إلى مقتل 3 من جماعة الشيخ هم: أمين منصور مطر شيناه (25 عاما), أحمد عدن العماري (27 عاما), مصلح عبد الله الدوالي (70 عاما), فيما أصيب في الحادث اثنان آخران من الجماعة نفسها, بالإضافة إلى شخص ثالث ليس من أي طرف صادف مروره أثناء إطلاق النار من قبل الحوثيين».

وأضاف المركز نقلا عن أجهزة الأمن قولها إنها «قامت بنقل جثث القتلى وكذا المصابين إلى المستشفى، وإن العناصر الحوثية بمحافظة صعدة ارتكبت عددا من الخروقات للنقاط الست وآلياتها التنفيذية, واعتداءات على المواطنين من أبناء المحافظة, محملة إياهم عواقب الاعتداءات والخروقات»، وأنها «فتحت تحقيقا في جريمة الاعتداء على جماعة الشيخ عزيز».

في هذه الأثناء، حذر الشيح صادق بن عبد الله بن حسين الأحمر، عضو مجلس الشورى اليمني وأحد أبرز مشايخ اليمن، من اندلاع حرب سابعة إذا استمرت الأجواء الراهنة التي تحيط بهدنة وقف إطلاق النار، وكذا عدم معرفة الآخرين بأسباب اندلاع الحرب وتوقفها في كل مرة، وكان الأحمر يتحدث في لقاء جمع، مساء أمس، لجنة الحوار الوطني التابع لأحزاب اللقاء المشترك المعارضة ومشايخ ووجهاء اليمن، عن الاتفاق الموقع مؤخرا بين أحزاب المعارضة والحوثيين والذي ينص على قبول المتمردين لمشروع الإنقاذ الوطني للمعارضة. وطالب صادق الأحمر أجهزة الأمن بالتوصل إلى من يقف وراء الحوادث الأمنية أو إعلان عجزها.

أما في جنوب البلاد، فقد شارك عشرات الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي، أمس، في مهرجان بمدينة لودر في محافظة أبين، وذلك لرفع مطالبهم بمناسبة الذكرى 16 لاندلاع الحرب بين شطري البلاد وللتنديد بما يسمونه «يوم احتلال الجنوب من قِبل الشمال»، الذي يصادف 27 أبريل (نيسان). ويصادف هذا اليوم نفسه ذكرى قيام أول انتخابات تشريعية جرت في اليمن الموحد، من عام 1993، ولذلك فإن السلطات تطلق عليه «يوم الديمقراطية».

ورغم تحذيرات وزارة الداخلية اليمنية لقوى الحراك الجنوبي من تحويل «يوم الديمقراطية» إلى فوضى، فقد تمكن عشرات الآلاف من محافظات الضالع، لحج، أبين، شبوة وعدن، من الوصول إلى لودر وإقامة المهرجان. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر محلية أن قوات الأمن اعتقلت العشرات من المشاركين في المهرجان بعد إقامته وأثناء عودتهم إلى مناطقهم، رغم أن المهرجان أقيم بصورة اعتيادية ولم تفرقه الشرطة، كما في كل مرة.

وتزامن مع مهرجان لودر مهرجان آخر نظم في منطقة المسيمير بمحافظة لحج وإن كان بمشاركة جماهيرية أقل، حيث شارك فيه المئات من أنصار الحراك الجنوبي الذي يطالب بـ«فك الارتباط» بين شمال البلاد وجنوبها. وتوحد شطر اليمن الشمالي والجنوبي في الـ22 من مايو (أيار) 1990م، بصورة سلمية، غير أن البلاد ما لبثت ودخلت في أزمة سياسية بحلول العام الثاني على قيام الوحدة، انتهت بحرب ضروس، أعلنت في 27 أبريل (نيسان) عام 1994م، بعد عام واحد على أول انتخابات تشريعية جرت في اليمن الموحد، في التاريخ نفسه من عام 1993م، ولذلك فإن ذلك اليوم تطلق عليه السلطات «يوم الديمقراطية» والجنوبيون «يوم الاحتلال»، وانتهت تلك الحرب، بالغلبة للطرف الشمالي أو لـ« قوات الشرعية».