غضب شعبي في إقليم كيني بسبب حظر مشاهدة مونديال كأس العالم 2010

رجال دين في مانديرا: قاعات الفيديو العامة قد تقود الأطفال إلى الانحراف وتلهيهم عن الذهاب إلى المدارس

TT

أثار قرار اتخذه رجال الدين في إقليم شمال شرقي كينيا – ذي الأغلبية المسلمة من أصول صومالية – بإغلاق قاعات الفيديو العامة التي كان من المقرر أن تعرض مباريات كأس العالم التي ستقام في جنوب أفريقيا في يونيو (حزيران) القادم، غضب مشجعي كرة القدم وبخاصة الشبان.

وكان رجال الدين في مدينة مانديرا بإقليم شمال شرقي كينيا قد أصدروا أول من أمس الاثنين قرارا بمنع مشاهدة مباريات كأس العالم في قاعات الفيديو العامة أو في المقاهي الشعبية، وذلك تخوفا من انحراف سلوك الأطفال هناك.

وقال الشيخ محمد خليف كبير رجال الدين في مانديرا إن قاعات الفيديو العامة والقنوات الفضائية تعرض الأطفال لمشاهدة صور إباحية، مما يؤدي إلى انحراف سلوكهم، لذا نأمر بإغلاق جميع قاعات الفيديو في الإقليم. وأضاف الشيخ خليف «نحن لا نمانع وليست لدينا أي مشكلة إذا كان الناس يريدون مشاهدة مباريات كأس العالم في منازلهم، أما في الأماكن العامة مثل قاعات الفيديو العامة، فلها تأثير سيئ على الأطفال وتشجعهم على إهمال الذهاب إلى المدارس».

وقد أثارت هذه الخطوة من رجال الدين، بإغلاق قاعات الفيديو التي تعرض مباريات كأس العالم، غضبا شعبيا واسعا، في بلد تحظى فيه كرة القدم بشعبية كبيرة. ويقول مشجعو كرة القدم في مانديرا بشمال شرقي كينيا إن هذا المونديال لعام 2010 في جنوب أفريقيا يحظى باهتمام خاص، باعتبار أنه الأول من نوعه الذي تستضيفه القارة السمراء؛ لذا يهتمون بمتابعة مجريات أحداث هذا المونديال.

ونفى الشيخ خليف أن يكون قرار رجال الدين في شمال كينيا متماشيا مع قرارات متمردي حركة الشباب المجاهدين الصومالية، الذين منعوا بدورهم مشاهدة مباريات كرة القدم في المناطق التي تسيطر عليها الحركة في وسط وجنوب الصومال. وقال خليف: «ليس لدينا أي صلة مع (شباب المجاهدين) الصومالية، وليس بيننا أي تنسيق فيما يخص هذا القرار، علينا مسؤولية في مراعاة سلوك أطفالنا».

ويأتي توجه الشباب إلى قاعات الفيديو العامة وإلى المقاهي الشعبية بسبب ارتفاع أسعار الاشتراك في القناة التلفزيونية المحتكرة لأحداث البطولة، حيث لا يستطيع كثير من الكينيين تحمل تكاليف تركيب وصلات الأقمار الصناعية في منازلهم؛ لذا يشاهد الكثير من الكينيين مباريات كرة القدم في قاعات الفيديو العامة عبر الأقمار الصناعية لأنهم لا يستطيعون تحمل هذه التكنولوجيا في منازلهم.

وهدد بعض مشجعي كرة القدم في إقليم شمال شرقي كينيا بأنهم سيفعلون أي شيء لمشاهدة نهائيات كأس العالم التي تبدأ في غضون 6 أسابيع. وقال بعض منهم: «سنذهب إلى نيروبي العاصمة، أو إلى إثيوبيا المجاورة، لمشاهدة مباريات كأس العالم». وقال حسن (17 عاما)، وهو أحد مرتادي قاعات الفيديو العامة في مانديرا لمشاهدة مباريات كرة القدم: «إذا لم يتراجع رجال الدين عن هذا القرار ولم يرفعوا الحظر الذي فرضوه ضد دور السينما وقاعات الفيديو العامة، فسوف أذهب إلى أي مكان لمشاهدة مباريات كأس العالم، أنا حريص على متابعة أحداث ومجريات كأس العالم، ولا أستطيع الاشتراك في الشبكة التلفزيونية المحتكرة بسبب ارتفاع أسعارها».