العطري: الحوار السياسي مع طهران يجب أن يحل مكان التهديدات

دعوة سورية - إيرانية لإقامة تكتل اقتصادي إقليمي.. في إطار اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين

الرئيس الأسد خلال استقباله نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي أمس (رويترز)
TT

أكدت سورية أمس، مجددا دعمها لإيران أثناء زيارة قام بها نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي لدمشق على رأس وفد كبير للمشاركة في اجتماعات اللجنة العليا المشتركة السورية - الإيرانية. ودعا البلدان إلى إقامة تكتل اقتصادي إقليمي يجمع دول المنطقة ويحقق الرخاء ويسهم في تعزيز الأمن والاستقرار فيها.

وأجرى رحيمي محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد. وقال محمد ناجي العطري رئيس الوزراء السوري، في تصريحات للصحافيين أمس، إن الحوار السياسي بشأن البرنامج النووي الإيراني يجب أن يحل مكان التهديدات. ويؤيد الأسد إيران في نزاعها مع الغرب، وقال إن سعي الدول الغربية لممارسة ضغوط على طهران يمثل نوعا من «الاستعمار الجديد». وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ونظيره الإسرائيلي إيهود باراك قد اتهما يوم الثلاثاء سورية وإيران بتسليح مقاتلي حزب الله اللبناني بأسلحة متطورة. وكشف تقرير للبنتاغون صدر الأسبوع الماضي أن حزب الله أعاد تسليح نفسه إلى مستويات تفوق ما كان عليه قبل حرب 2006 رغم الجهود التي تدعمها الولايات المتحدة لوقف نقل الأسلحة إليه.

وقال بيان رسمي صادر في دمشق، إن حديث الأسد مع رحيمي ركز على «أهمية العمل على إقامة تكتل اقتصادي إقليمي يجمع دول المنطقة ويحقق الرخاء لشعوبها ويسهم في تعزيز الأمن والاستقرار فيها». كما تناول البحث «جدول أعمال الدورة الثانية عشرة للجنة العليا المشتركة السورية - الإيرانية التي بدأت أعمالها في دمشق وسبل توسيع آفاق التعاون بين البلدين والارتقاء بحجم التبادل التجاري وإزالة المعوقات التي تحد من ذلك». بالإضافة إلى استعراض «آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وخاصة ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعراق». ونقل البيان عن رحيمي إعرابه عن «تقدير بلاده لمواقف سورية الداعمة لحق إيران في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية».

وكانت اجتماعات اللجنة العليا السورية - الإيرانية المشتركة قد بدأت أول من أمس في دمشق في دورتها الـ12 برئاسة العطري ورحيمي. ورأى رئيس الحكومة السورية أن التعاون الوثيق بين سورية وإيران أخذ «أبعادا كبيرة جدا، وشمل جميع القطاعات الاستراتيجية كالطاقة والكهرباء والنفط والصناعة والبنى التحتية». ‏ وأضاف العطري «سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات الجديدة والبرامج التنفيذية لبعض الاتفاقيات السابقة» لافتا إلى أن التعاون بين البلدين بدا واضحا من خلال الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين والمباشرة في عدد كبير من المشاريع التي بدأت الإنتاج، وفي مقدمتها معمل سيارات سيامكو الذي ينتج سيارات «شام» المتطورة ومعمل الإسمنت في حماة، إضافة إلى معمل الزجاج الذي يتم إنشاؤه في مدينة حسياء الصناعية والكثير من مشاريع إنتاج الطاقة الكهربائية.

وكانت وزيرة الاقتصاد السوري لمياء عاصي قالت إن مستوى التبادل التجاري بين سورية وإيران ما زال في مستوى أقل من مستوى العلاقات التي تربط البلدين وإمكاناتهما، وذلك على الرغم من دخول اتفاق التجارة التفضيلية بين سورية وإيران حيز التنفيذ منذ الشهر الثالث العام الماضي. ودعت الوزيرة عاصي إلى «توسيع نطاق هذا الاتفاق ليشمل المزيد من السلع السورية والإيرانية التي يمكن إن تلقى رواجا في أسواق البلدين مع مراعاة خصوصيات الاقتصاد لكل منهما». وأضافت الوزيرة السورية «أن تطوير المبادلات التجارية بين البلدين يعد من أولويات الأهداف المشتركة للجانبين» حيث سيتم اليوم توقيع مزيد من اتفاقيات التعاون في مختلف المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية.

كما أشارت عاصي إلى أن جدول الأعمال يتضمن برامج تنفيذية لتعزيز التعاون في مجالات التخطيط والإعلام وعمل الشرطة وقوى الأمن الداخلي والشؤون الاجتماعية والعمل والتدريب المهني والفني، إضافة لتوقيع مذكرة تفاهم في مجال الإذاعة والتلفزيون. كما سيجري بحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات التجارة والاستثمار ومناقشة مشاريع الشركات الإيرانية في سورية وإيجاد الحلول المناسبة للمشكلات التي تعترض سير عمل هذه الشركات، إضافة لمتابعة ووضع الآليات اللازمة لرفع وتيرة التعاون في مجالات النقل والصناعة والإسكان والتعمير والاتصالات والتقنية والكهرباء والنفط والثروة المعدنية والإدارة المحلية والبيئة والتخطيط والزراعة والشؤون الاجتماعية والمالية والجمارك والمصارف.

أما علي نيكزاد وزير الإسكان وإنشاء المدن الإيراني فقد رأى أن «التعاون والتنسيق لتحقيق الأهداف المشتركة بين إيران وسورية أسفر في السنوات الماضية عن التوصل إلى نتائج مثمرة وإيجابية». معربا عن استعداد إيران «لتبادل الخبرات العلمية والتقنية في المجالات المختلفة»، ودعا إلى الإسراع في إنشاء مصرف سوري - إيراني مشترك في سورية، حيث سيعد خطوة فاعلة بالنسبة لرجال الأعمال في البلدين وأصحاب المشاريع الاستثمارية، لافتا إلى ضرورة تعزيز التعاون الثنائي على أساس رؤية مستقبلية واضحة.