الحرب الفلسطينية الإسرائيلية تشتد على جبهة الأغوار

إسرائيل تريدها محمية أمنية حدودية.. والسلطة تقول: لا دولة من دونها لأنها تشكل 26% من مساحة الضفة

TT

تشتد الحرب الإسرائيلية الفلسطينية على جبهة الأغوار الحدودية التي تشكل ما مساحته 26 في المائة من مساحة الضفة الغربية. وتتخذ هذه الحرب أشكالا مختلفة، على الأرض وعلى طاولة المفاوضات.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في الأغوار، أمس، منطقة عين الحلوة المحاطة بسبعة معسكرات إسرائيلية لتدريب الجيش، منطقة عسكرية مغلقة. كما هدم الجنود الإسرائيليون مزيدا من مضارب البدو في المنطقة. وتأتي هذه الهجمة الإسرائيلية ضمن سلسلة خطوات بدأت عمليا في عام 1967، عندما أعلنت أن غالبية أراضي الأغوار أراض تابعة للدولة.

ومنذ ذلك، سيطرت إسرائيل على ما مساحته 90 في المائة من أراضي الأغوار الحدودية مع الأردن، وتنظر إسرائيل إلى الأغوار كمحمية أمنية، وبينما تسعى إلى استيعاب مزيد من المستوطنين في المنطقة، فإنها لا تألوا جهدا في تهجير فلسطيني المنطقة. وتقول إسرائيل إنها تريد أن تحتفظ بالأغوار ضمن أي حل مع الفلسطينيين، لكن الفلسطينيين يقولون إنه لا دولة من دون الأغوار. وفي آخر زيارة قام بها رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض للمنطقة، قال إن الأغوار في سلم أولويات السلطة الوطنية، وهي توازي أهمية القدس. وأضاف: «على الرغم من الواقع المأساوي الذي يحاول الاحتلال فرضه، وتضييق سبل العيش على أهلها (الأغوار)، فقد باتت تشكل الأغوار ورشة عمل لمراكمة الإنجاز تلو الإنجاز، في جميع المجالات المختلفة كالصحة والتعليم والطرق والمياه، وكل ما من شأنه أن يشكل عونا أساسيا للمواطنين ومضارب البدو، وتعزيز قدرتهم على البقاء».

إلا أن هذا الطموح يواجه بسياسة إسرائيلية صارمة، إذ تحكم إسرائيل سيطرتها على الأرض، وتمنع المزارعين والبدو والأهالي من استثمار أراض كثيرة بحجج أمنية، كما تمنعهم من الوصول إلى مياه نهر الأردن وأي مصادر أخرى للمياه. وفوق كل ذلك فإنها تعزل الأغوار عن بقية الضفة وتمنع دخولها لغير أهلها الذين يحملون هويتها. وتغلق إسرائيل الأغوار بأربعة حواجز عسكرية، هي تياسير، ومعالي أفرايم، والديوك، ونقطة الارتباط، ويعيش في الأغوار 7500 مستوطن في نحو 26 تجمعا استيطانيا. وأوضح شداد العتيلي، مدير سلطة المياه أن كل الإمكانات تذهب للمستوطنين، وقال إن 7500 مستوطن في الأغوار يستهلكون وحدهم ما يستهلكه مليونا ونصف المليون فلسطيني من المياه. ولا تجد السلطة سبيلا للسيطرة على مصادر المياه الكثيرة في المنطقة، وهذا أضر كثيرا بقدرة المزارعين على الزراعة في المنطقة التي كانت تعرف بسلة خضار فلسطين.

ولهذا أطلقت السلطة مشاريع لدعم القطاع الزراعي، وقال فياض في حفل افتتاح «مشروع تحسين الوضع المعيشي للمزارعين في غور الأردن»، إن الحكومة رصدت 40 مليون دولار لتطوير ودعم الأغوار الفلسطينية. مؤكدا أن السلطة جادة في إحداث التغيير النوعي في المجالات، وبالوسائل المتاحة كافة.

ووجهت السلطة مؤخرا دعوة إلى أهل الأغوار بالصمود في أرضهم، وقال فياض: «البقاء مقاومة، ليس هنا فحسب بل في كل المدن والقرى الفلسطينية وخاصة تلك المهددة والمتضررة من الجدار والاستيطان، كما أن البقاء في القدس الشرقية والصمود فيها يشكل عنوان هذه المقاومة».

وتضع السلطة خططا لبناء مطار في المنطقة التي تأمل في تحويلها إلى بوابة للتصدير والاستيراد عبر الأردن، وهناك عشرات المشاريع الزراعية والمائية المتوقفة كذلك على موافقة إسرائيلية.

ورفضت السلطة في المفاوضات السابقة، التخلي عن المنطقة، وأبلغ مسؤول رفيع «الشرق الأوسط» أن إسرائيل أرادت استئجار المنطقة من السلطة 99 عاما، وبعدما رفضت السلطة، قالت إسرائيل إنها تعترف بالمنطقة فلسطينية، لكنها ستبقى محمية أمنية يمنع على الفلسطينيين دخولها. ومن بين الاقتراحات الإسرائيلية كان تركيب أجهزة إنذار متطورة في المنطقة الحدودية.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن جيشه سيبقى على الحدود، وفي الأغوار، وقالت السلطة إنها لن تبني الدولة من دون الأغوار.