نيودلهي وإسلام آباد تجنحان إلى التهدئة وتتفقان على تسريع تطبيع علاقاتهما

واشنطن «تدعم» خفض التوتر بين البلدين.. وتقارير عن مفاعلين نوويين جديدين في باكستان

TT

أفاد مسؤولون بأن رئيسي وزراء الهند وباكستان أجريا «محادثات جيدة جدا» أمس، وطلبا من المسؤولين في دولتيهما اتخاذ خطوات سريعة للتطبيع، فيما يعد مؤشرا على دفء غير متوقع في العلاقات. وجاء هذا في وقت أعلن مسؤول أميركي أمس أن الرئيس باراك أوباما يعتبر تقليص التوترات بين الهند وباكستان «أولوية كبيرة جدا».

وكانت العلاقات بين الهند وباكستان، الخصمين النوويين، دخلت مرحلة من الجمود الدبلوماسي بعد أن أنحت الهند باللائمة على متشددين يتخذون من باكستان مقرا لهم في هجمات مومباي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، وأدى ذلك إلى تجدد التوتر بين الجانبين، كما أدت حرب بالوكالة لمد النفوذ إلى إعاقة جهود تقودها الولايات المتحدة لإحلال السلام في أفغانستان.

وفي أول اجتماع لهما منذ 9 أشهر، اجتمع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ ونظيره الباكستاني يوسف رضا جيلاني، أمس، أثناء حضورهما قمة في بوتان لزعماء دول جنوب آسيا. وقالت وكيلة وزارة الخارجية الهندية نيروباما راو في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع: «مضمون الفكرة يتعلق باستئناف الحوار وتفهم الأمور». وأضافت: «كانت هناك الكثير من (جهود) البحث عن الذات. تسلطت الأضواء على المستقبل وليس على الماضي». ومضت تقول بأن رئيسي الوزراء طلبا من وزيري خارجيتيهما ووكلاء الوزارة أن يجتمعوا «في أقرب وقت ممكن لوضع سبل استعادة الثقة» والمضي قدما في الحوار.

من جانبه، قال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي بأن أجواء المحادثات تغيرت للأفضل، وأن الزعيمين طلبا من مسؤوليهما الاجتماع على نحو متكرر. وأضاف قريشي للصحافيين: «لا أعتقد أن أيا من الجانبين كان يتوقع مثل هذا التحول الإيجابي في الحوار. لقد كانت خطوة في الاتجاه الصحيح وبروح طيبة».

في غضون ذلك، قال بول جونز نائب الممثل الخاص لأفغانستان وباكستان في وزارة الخارجية الأميركية: «إنها أولوية كبيرة جدا للرئيس ولوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ولهذه الإدارة، أن تكون داعمة بقدر ما يمكننا لخفض التوترات بين الهند وباكستان». وتابع: «من الواضح جدا أن دعمنا يتحقق على أفضل ما يمكن بأسلوب هادئ من خلال مجرد تشجيع العملية وتقديم الدعم للأطراف بقدر ما يمكننا».

يشار إلى أن الجانبين الهندي والباكستاني كانا مترددين بشأن اجتماع أمس، بسبب الخلافات بينهما حول طبيعة المحادثات، فباكستان تريد من الهند استئناف عملية السلام التي أوقفتها بعد هجمات مومباي، بينما تريد الهند الإبطاء إلى حين تتخذ إسلام آباد إجراءات ضد مخططي الهجمات. لكن اجتماع أمس أعطى مؤشرا على اعتزام نيودلهي التحول عن موقفها الراسخ بشأن استئناف المحادثات، بعد أن قالت راو إن التركيز ينصب على سبل المضي قدما في الحوار لحل «كل القضايا محل الاهتمام».

وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت هذه المحادثات لا تعد استئنافا فعليا للحوار السلمي الأوسع الذي علقته الهند بعد هجمات مومباي، قالت راو: «لا أعتقد أنه يتعين علينا الالتزام الصارم بالمسميات. اتفق الجانبان على أن الحوار هو الطريق الوحيد للمضي قدما». وقال قريشي بأن الجولة الحالية للمحادثات غير مشروطة، وكل القضايا بين الدولتين مطروحة على طاولة الحوار. وأضاف: «اتفق رئيسا الوزراء على استئناف عملية الحوار التي ظلت معلقة لشهور كثيرة»، من دون إضافة مزيد من التفاصيل.

في سياق متصل، أعلنت الصين موافقتها على بناء مفاعلين نوويين مدنيين في باكستان، حسبما أفادت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أمس.

وأوردت الصحيفة الاقتصادية أن الشركات الصينية ستبني مفاعلين على الأقل بقوة 650 ميغاواط في شاشما في إقليم البنجاب. وبدأت الصين بناء مفاعل في شاشما في 1991 كما باشرت التحضير لمفاعل ثان في 2005 من المفترض أن ينتهي العمل به العام المقبل. وجاء في بيان نشر على موقع الوكالة النووية الوطنية الصينية في الأول من مارس (آذار) الماضي، أن الجانبين اتفقا على تمويل مفاعلين جديدين في شاشنا في فبراير (شباط) الماضي.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن متحدثة باسم الوكالة التي تشرف على البرامج النووية الصينية المدنية والعسكرية أنها ليست على علم بالاتفاق.