أحمدي نجاد: وكالة الطاقة فشلت.. ولدي مقترحات لإصلاح معاهدة الحد من الانتشار النووي

غادر طهران إلى نيويورك.. وسيكون على رأس قائمة المتحدثين

الرئيس الإيراني قبيل مغادرته طهران إلى نيويورك لحضور مؤتمر الحد من الانتشار النووي أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي غادر طهران أمس متوجها إلى نيويورك للمشاركة في مؤتمر حول معاهدة الحد من الانتشار النووي، أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية فشلت في مهمتها المتمثلة في «نزع الأسلحة النووية»، وأنه سيقدم «اقتراحاته» الشخصية، حسبما أفادت وكالة «فارس» الإيرانية أمس.

ونقلت الوكالة عن الرئيس الإيراني قوله إن «الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تنجح في مهمتها منذ أربعين سنة. إنها لم تفشل فحسب في نزع الأسلحة، بل إن دولا أخرى حصلت على السلاح الذري». وأضاف أن «الأمة الإيرانية لديها ما تقوله، ولديها اقتراحات ملموسة جدا تقدمها بشأن الأسلحة النووية التي تشكل أكبر خطر على الأمن العالمي». وأوضح أنه «من الضروري أن تشارك إيران على أعلى مستوى في هذا المؤتمر لإسماع موقف واقتراحات الشعب الإيراني».

وتابع أحمدي نجاد «إذا نجح مؤتمر نيويورك في إصلاح معاهدة الحد من الانتشار النووي فستكون خطوة كبير للأمن العالمي». وأكد أن معاهدة الحد من الانتشار النووي حددت ثلاث مهمات للوكالة الدولية للطاقة الذرية تتمثل في «نزع الأسلحة النووية» و«عدم انتشارها» و«استعمال كل الدول التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية»، معربا عن أسفه لفشل الوكالة في هذه المجالات الثلاثة.

وقبل ذلك بقليل أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية رامين مهمان باراست أن «الوفد الإيراني بقيادة الرئيس أحمدي نجاد غادر طهران للمشاركة في مؤتمر مراجعة معاهدة الحد من الانتشار النووي»، مضيفا أن الرئيس سيلقي «خطابه في أول يوم (اليوم) من المؤتمر».

وتستضيف الأمم المتحدة 189 دولة اليوم لافتتاح مؤتمر متابعة معاهدة الحد من الانتشار النووي الذي قد يشهد جدلا حول برنامج إيران النووي. وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إن «مشاركة إيران على أعلى مستوى في مؤتمر مراجعة معاهدة الحد من الانتشار النووي تدل على احترام إيران للمعاهدة، وإرادتها إنجاح مؤتمر نيويورك».

واتخذ الرئيس أحمدي نجاد قرار المشاركة في مؤتمر نيويورك في حين تشتبه الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة في أن طهران تسعى إلى امتلاك السلاح النووي تحت غطاء برنامج مدني، وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية مصرة على حقها في استعمال التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية. ويهدف المؤتمر الذي يتواصل حتى 28 مايو (أيار) إلى المضي قدما في مجال نزع الأسلحة وتعزيز مراقبة البرامج النووية في العالم. وتمثل وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الولايات المتحدة في هذا المؤتمر.

وقررت الأمم المتحدة وضع اسم الرئيس الإيراني على رأس قائمة المتحدثين في المؤتمر النووي. فيما قالت الولايات المتحدة إن المسؤولين الأميركيين لن يجتمعوا بأحمدي نجاد خلال المباحثات.

وقالت سوزان رايس، سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة «إيران تعلم عنواننا.. إنه مجموعة 5+1 (التي تتكون من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا والمعنية بتناول ملف إيران النووي)، وإذا كانت إيران تود أن تقول لنا شيئا ما فهي تعلم أين تجدنا».

وأوضحت رايس أن المباحثات ذات الصلة بفرض عقوبات إضافية على إيران تمضي «بخطى كبيرة وقوية». ويبدو أن الصين تبذل جهدها من أجل الحيلولة دون فرض تلك العقوبات، وتصر على إجراء المزيد من المباحثات. وقالت بيانات صادرة عن الأمم المتحدة إن أحدا لن يسبق نجاد (53 عاما) بالحديث إلا مندوب إندونيسيا الذي يلقي كلمة بمناسبة افتتاح المؤتمر. وذكرت الأنباء أن أحمدي نجاد سيلتقي اليوم مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

وكانت طهران قد اتهمت الولايات المتحدة أول من أمس بأنها أضعفت معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية. وقال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي للصحافيين في طهران «على مدار الأعوام الأربعين التي أعقبت صك معاهدة حظر الانتشار النووي.. عمدت عدة دول مثل الولايات المتحدة لإضعاف المعاهدة». ودعا متقي مؤتمر الأمم المتحدة المقبل لمراجعة معاهدة حظر الانتشار وخلق «مناخ من الشفافية» بدلا من تركه ليتحول لمؤتمر سياسي آخر.

وبدأ أحمدي نجاد ووزير خارجيته بالفعل ما تسميه طهران جهودا «دبلوماسية مضادة نشطة» في مسعى لتحييد الدعوات الأميركية والغربية لفرض عقوبات جديدة على إيران لتحديها مطالب مجلس الأمن الدولي بشأن وقف عملية تخصيب اليورانيوم لديها.

وقام أحمدي نجاد ومتقي بزيارات لكل من أوغندا والنمسا والبوسنة والهرسك، وهي الدول التي تحظى بالعضوية غير الدائمة في الدورة الحالية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كما استضافا وزيري خارجية البرازيل وتركيا اللتين تعارضان فرض العقوبات.