الملا عمر يسعى لإطلاق سراح «مؤسس» حركة طالبان

مصير العقيد المتقاعد والصحافي البريطاني في وزيرستان لا يزال مجهولا

TT

زار وفد يمثل زعيم حركة طالبان الأفغانية، الملا عمر، إلى المنطقة القبلية شمال وزيرستان للتفاوض على إطلاق سراح آمن لمسؤول الاستخبارات العسكرية الباكستانية السابق، العقيد إمام، الذي اشتهر بأنه منشئ حركة طالبان في القصص الخيالية حول منشأ طالبان في هذه المنطقة.

اختطف العقيد المتقاعد إمام على يد منظمة متشددة غير معروفة تطلق على نفسها «النمور الآسيويون» من شمال وزيرستان الشهر الماضي خلال زيارة للمنطقة مع خالد خواجة مسؤول الاستخبارات الباكستانية السابق، والصحافي البريطاني أسد قريشي.

قتل المسلحون المتشددون، الذين يتخذون من شمال وزيرستان مقرا لهم خالد خواجة، الذي خدم في أجهزة الاستخبارات الباكستانية عام 1985، بعد اتهامه بالتجسس لحساب وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية، حيث عثر على جثته في شمال وزيرستان قبل يومين، وأحضرت جثته إلى إسلام آباد أمس الأحد، حيث أمّ مولانا عبد العزيز صلاة الجنازة عليه.

ولا يزال مصير العقيد المتقاعد والصحافي البريطاني مجهولا، لكن سياسيا باكستانيا، جاويد إبراهيم باراتشا، الذي يقيم في منطقة الحدود مع أفغانستان، قال للصحافيين إن زعيم حركة طالبان الأفغانية الملا عمر أرسل وفدا إلى شمال وزيرستان للتفاوض على إطلاق سراح العقيد إمام دون أي شروط مسبقة.

تتمتع الميليشيات الموالية للملا عمر حقاني بنفوذ كبير في شمال وزيرستان. وإذا ما ضغطت حركة طالبان المحلية الموالية لحقاني على جماعة النمور الآسيويون فستضطر إلى إطلاق سراح الكولونيل إمام، الذي وصف بأنه مقرب جدا من الملا عمر. وقد طالب خاطفوه بإطلاق سراح بعض أبرز قادة طالبان المحتجزين في باكستان في مقابل المسؤولين المخطوفين، و10 ملايين دولار مقابل الصحافي البريطاني.

تقول الروايات الافتراضية بشأن نشأة طالبان (في كل من الأدب الباكستاني والعالمي) إن مسؤول الاستخبارات السابق الشهير، تم منحه صلاحيات بتمكين حركة طالبان في أفغانستان في بداية التسعينات.

تم تعيين الكولونيل إمام مسؤولا عن مركز للاستخبارات الباكستانية في كويتا في الوقت الذي بدأت فيه طالبان حملتها من أجل السيطرة على الجنوب الأفغاني في ظل قيادة الملا محمد عمر الذي كان يقيم في قندهار.

وقد قام العقيد إمام بإمداد حركة طالبان بالسلاح والمساعدات المالية خلال المرحلة الأولى من قيام الحركة.

وفي أعقاب تقاعده عاش إمام حياة منعزلة، على الرغم من ظهوره بين الحين والآخر على شاشات التلفزيون الباكستانية يدافع عن طالبان وقضيتها. ويقول الخبراء الباكستانيون إن خطف العقيد إمام يبرز الاختلافات بين طالبان الباكستانية والأفغانية. فمعروف أن العقيد إمام يحظى باحترام واسع في صفوف طالبان الأفغانية.