الجماعة الإسلامية في مصر تستعيد ملف المطالبة بإطلاق زعيمها الروحي من سجنه بأميركا

قطعت الطريق على خط التوسط القطري للإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن

TT

قاطعة الطريق على خط التوسط القطري للإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن، قالت مصادر مقربة من الجماعة الإسلامية في مصر إن الجماعة استعادت مرة أخرى ملف المطالبة بإطلاق سراح زعيمها الروحي الشيخ عمر عبد الرحمن المسجون مدى الحياة في الولايات المتحدة الأميركية، بعد إدانته عام 1995 بالتخطيط لتفجيرات في أميركا. وتقول أسرة عبد الرحمن إنه يعاني من متاعب صحية خطيرة، فيما أبدت عدة جمعيات حقوقية مصرية تعاطفا مع قضية الشيخ «من الجانب الإنساني»، مطالبة بعودته إلى أولاده في مصر.

وأضافت المصادر، التي طلبت عدم تعريفها لحساسية موقعها، إن أحد رموز التيار الإسلامي أجرى اتصالات بأنصار للجماعة في مصر واقترح عليهم الخروج في مسيرات احتجاجية في القاهرة للمطالبة بالإفراج عن الشيخ عبد الرحمن، لكن هؤلاء الأنصار اشترطوا الحصول على إذن من مشايخهم أولا. ويقول قيادي في الجماعة الإسلامية إن «نهج المسيرات» مرفوض بسبب الظروف الأمنية والسياسية التي تمر بها البلاد مع اقتراب الانتخابات البرلمانية.

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أمس إن الشيخ أبو عمر المصري الشهير بـ«إمام ميلانو»، المحسوب على التيار الإسلامي لا الجماعة الإسلامية، قدم استقالته من موقعه كمنسق إعلامي للحملة الدولية للإفراج عن الشيخ عبد الرحمن، بعد أقل من أسبوع من توليه هذا الموقع، وإعلانه عن نيته التحرك على الصعيدين الإنساني والسياسي لإطلاق الشيخ عبد الرحمن، وتزامن ذلك مع قول أسرة عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» الأسبوع الماضي إن قطر، عن طريق الشيخ يوسف القرضاوي، وافقت على التوسط مجددا لدى واشنطن للإفراج عن الشيخ للمرة الثانية خلال نحو ثلاث سنوات، بعد أن تعثرت محاولة قطر الأولى مع الإدارة الأميركية السابقة.

وبينما ظل هاتف أبو عمر المصري أمس مغلقا حتى إعداد هذا التقرير، أفاد مصدر مقرب من «إمام ميلانو» أنه «بالفعل استقال من موقعه».. وقال: «التوجه العام في مصر، المتعلق بملف الدكتور عبد الرحمن، لا يحبذ إعطاء القضية بعدا سياسيا وإقليميا (بتدخل الشيخ القرضاوي ودولة قطر)، وهذا ما يتوافق مع النهج العام الذي تتبعه الجماعة الإسلامية في هذا الخصوص. الملف يراد له أن يظل مصريا ذا طابع إنساني، بعيدا عن (أبو عمر) الذي سبق اختطافه من إيطاليا على أيدي عملاء مخابرات غربيين، للاشتباه في ضلوعه في تصدير مقاتلين للعراق».

وقالت مصادر الجماعة الإسلامية إنها تلقت مقترحات بالفعل من أبو عمر الشهير بـ«إمام ميلانو» حول سبل التحرك للضغط محليا وخارجيا للإفراج عن عمر عبد الرحمن، ومن هذه المقترحات «نزول أفراد الجماعة الإسلامية للشوارع للتظاهر وبعض الاقتراحات الأخرى غير التقليدية (لم تسمها).. هذه المقترحات تم رفضها».

على صعيد متصل أبدت عدة جمعيات حقوقية مصرية تعاطفا مع قضية الشيخ عمر عبد الرحمن «من الجانب الإنساني»، مطالبة بعودته إلى أولاده في مصر، وقال سيد فتحي، رئيس «مؤسسة الهلالي للحريات» في القاهرة، لـ«الشرق الأوسط»: «إن مؤسسته تبحث إجراء اتصالات وتعتزم عقد مؤتمر تضامني للمطالبة بالإفراج عن الشيخ لأنه لم يعد هناك معنى لاستمرار سجنه بأميركا، بعد أن تمكن منه المرض ووصل عمره لثلاث وسبعين سنة».

وأُدين الشيخ عبد الرحمن عام 1995 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة التآمر لنسف معالم مدينة نيويورك. ويبدي مسؤولون أمنيون في الولايات المتحدة مخاوف من أن تتسبب وفاة الشيخ عبد الرحمن في السجن هناك في وقوع هجمات لمتشددين إسلاميين على أهداف أميركية.