أوباما يتفقد مناطق التسرب النفطي والرياح تعوق جهود مواجهة الكارثة

بقعة النفط توسعت 3 مرات على السواحل الأميركية.. وتأثيرها يطال صيد السمك وحركة الملاحة

أوباما يتجه لركوب طائرة هليكوبتر عسكرية تنقله من واشنطن إلى لويزيانا أمس (رويترز)
TT

في حين توجه الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى سواحل الخليج الأميركي لتفقد المناطق المتضررة من تسرب النفط الناجم عن غرق منصة نفطية، كشفت السلطات المعنية أن النفط المتسرب يتحرك بشكل مستمر في اتجاه سواحل ولايات لويزيانا ومسيسبي وألاباما مدفوعا برياح قادمة من الجنوب.

وتحدثت الإدارة الوطنية للمحيطات عن احتمال وصول بعض النفط إلى شواطئ جزر شاندلير على حافة دلتا نهر مسيسبي، حيث يوجد «ملجأ بريتون الوطني للحياة البرية» وهو موطن مستعمرات كبيرة للطيور. ووضع حرس السواحل حواجز من البلاستيك على طول كيلومترات لمنع اقتراب البقعة النفطية لكن الرياح الشديدة والأمواج العاتية تعوق بشدة نشر مزيد من الحواجز وجهود رش النفط بمذيبات كيماوية من الزوارق والطائرات. وقال باتريك هيو، وهو عامل يشارك في جهود التصدي للبقعة: «الرياح قوية. إنها تساعدنا في الإبقاء على بقعة الزيت بعيدا عنا، لكن إلى متى؟ لا أعرف. إننا ننتظر ونأمل في الأفضل».

وغرقت المنصة التي تستثمرها شركة «بريتش بتروليوم» البريطانية في 22 أبريل (نيسان) الماضي بعد يومين من انفجار وحريق شب فيها، وأدى ذلك إلى تسرب نفط من بئر تقع على عمق 1800 متر. وتهدد بقعة النفط السواحل الأميركية في أربع ولايات من لويزيانا إلى فلوريدا ويقدر طولها بنحو 208 كيلومترات وعرضها بنحو 112 كيلومترا. وكثير من هذه المناطق المهددة ببقعة النفط كانت قد أصيبت من قبل بخسائر هائلة جراء إعصار كاترينا الذي ضرب المنطقة عام 2005.

وحذر حاكم ولاية لويزيانا بوبي جيندال من أن «هذه البقعة لا تشكل خطرا على المستنقعات وأماكن صيد السمك فحسب؛ وإنما على نمط حياتنا أيضا». وتجري عمليات عدة متزامنة في محاولة لحماية السواحل الأميركية، حسبما ذكر خفر السواحل وإدارة «بريتش بتروليوم».

وتوجه الرئيس أوباما أمس إلى لويزيانا لإظهار أن إدارته تتصدى لما يمكن أن يصبح كارثة بيئية كبرى. ويبدي أوباما اهتماما بمواجهة هذا التسرب النفطي خشية أن يتحول إلى كارثة اقتصادية وبيئية قد تفوق كارثة إكسون فالديز عام 1989 في ألاسكا التي كانت أسوأ حادثة تسرب نفط تشهدها الولايات المتحدة.

وطلبت إدارة أوباما من شركة «بريتش بتروليوم» (بي بي)، التي مقرها لندن وهي مالكة للبئر المنفجرة، أن تبذل مزيدا من الجهد لوقف تسرب النفط واحتواء البقعة المتنامية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناطق باسم شركة «بي بي» جون كيري قوله إن الشركة ما زالت تسعى إلى وقف تسرب المحروقات. وتحاول أربع آليات تحت البحر إغلاق صمام أمان البئر.

ويفترض أن تبدأ الشركة حفر آبار إنقاذ لخفض الضغط قبل إغلاق البئر نهائيا. وقال كاري إن هذه العملية يفترض أن تستغرق بين ثلاثين وتسعين يوما. وقال الرئيس أوباما إن 1900 من الموظفين الفيدراليين مزودين بـ300 سفينة ومروحية يعملون في المنطقة. وعين الرئيس أميرالا في خفر السواحل يدعى ثاد ألان ليقود عمليات الطوارئ. وألان كان من الشخصيات القليلة التي لقيت إشادة بأدائها بعد الإعصار كاترينا في 2005 الذي واجه بعده الرئيس السابق جورج بوش انتقادات حادة بسبب البطء في التحرك.

وقال ألان إن هذه البقعة لم تؤثر بشكل كبير على الإنتاج الأميركي للنفط والغاز ولا على النقل البحري على طول السواحل الجنوبية للولايات المتحدة. لكنه أضاف: «على حد علمي، لم يكن هناك تأثير كبير على إنتاج» المحروقات. إلا أنه حذر من أن البقعة النفطية قد تؤثر على حركة الملاحة البحرية التجارية في حال واصلت اقترابها من سواحل ميسيسيبي وألاباما.

من جهته، أكد باحث في جامعة ميامي (فلوريدا، جنوبي شرق) أن البقعة النفطية صارت أكبر بثلاث مرات على الأقل مما كان يعتقد أصلا، مستندا في ذلك إلى صور للأقمار الاصطناعية، وقال إن مساحتها بلغت الخميس تسعة آلاف كيلومتر مربع مقابل 2600 كلم مربع الاثنين.

في غضون ذلك، ذكرت صحيفة «ميل أون صنداي» البريطانية أن احتواء وتنظيف التسرب النفطي في خليج المكسيك قد يكلف شركة «بي بي» أكثر من ثلاثة مليارات جنيه إسترليني (4.6 مليار دولار).