العرب يحظون للمرة الأولى بفرصة كبيرة لإدخال مرشح إلى مجلس العموم البريطاني

«الشرق الأوسط» في جولة انتخابية مع المرشح بسام محفوظ

بسام محفوظ أثناء حملته الانتخابية (تصوير: حاتم عويضة)
TT

«السلام عليكم»! بتحية عربية توجه بسام محفوظ، المرشح للانتخابات النيابية في بريطانيا من أصول عربية، إلى مجموعة من الناخبين الصوماليين، في مركز اجتماعي في ايلينغ بغرب لندن. جلس نحو عشرة رجال يستمعون إلى بسام، توزعوا في الصفين الأماميين من الصالة المليئة بكراسي بلاستيكية بيضاء. خلفهم، ملأت النساء، ومعظمهن محجبات، صفين آخرين. بعد أن حياهم بلغتهم الأم، انتقل بسام ليحدثهم بالإنجليزية التي يتقنها بطلاقة أكثر من العربية. يقول إن «عربيته مكسرة»، فهو انتقل مع والديه من بيروت للعيش في لندن، عندما كان يبلغ من العمر 4 سنوات. «شكرا على حضوركم ووقتكم.. أهم شيء يجب أن تتذكروه، هو أن تسجلوا أسماءكم للتصويت، وتقترعوا يوم الانتخاب». كانت أوراق التسجيل توزع عليهم في هذه الأثناء، مع أقلام لملئها. ذكرهم بسام بما يمكن أن يقدمه لهم حزب العمال، الذي ينتمي إليه، لتحسين حياتهم هنا؛ مدارس أفضل، ومراكز اجتماعية، وخدمات صحية.. لم تتعد كلمته الدقائق العشر، أراد بعدها أن يستمع إلى أسئلتهم ومشكلاتهم. سألته امرأة من الحضور عما إذا كان سيعمل لتحسين أوضاع العائلات المهاجرة، وأعطته مثلا عن وضع عائلة تضم 8 أفراد، لم تؤمن لها البلدية إلا منزلا بغرفة نوم واحدة.. وقف رجل يحث الحاضرين للمشاركة في التصويت، وقال لهم: «نحن بريطانيون الآن. علينا أن نشارك.. أعرف أننا صوماليون ولكننا الآن هنا..». ثم هب رجل كبير في السن، ملتح، من الصف الأول، بدا وكأنه «حكيم» الحضور. لم يشأ أن يطرح سؤالا، ولكن أن يتحدث إلى الموجودين باللغة الصومالية. أكثر من 20 دقيقة أمضاها الرجل يتحدث للحضور باللغة الصومالية، بحماس وشغف.. يؤشر بيده تارة ويرفع صوته تأثرا تارة أخرى.. كان بسام، وثلاثة مرشحين للمقاعد البلدية عن حزب العمال يرافقونه، ينظر بعضهم إلى بعض ويتبادلون ابتسامات خجولة. لم يشأ أحد أن يقاطع الرجل.. رغم أنهم لم يفهموا كلمة مما كان يقوله. عرفنا منه لاحقا أنه يدعى طاهر عثمان، وأنه كان يتحدث عن «مفهوم الديمقراطية». قال إنه ناشط في حزب العمال، ويعرف بسام منذ مدة طويلة. «قلت لهم إن بسام لم يولد هنا، ولكنه درس بجهد ووصل إلى هنا.. ولذلك علينا أن نلعب دورا في هذه العملية الانتخابية وندعمه»، شرح طاهر. أراد طاهر أن يحث الجالية الصومالية على المشاركة في التصويت لإدخال أول نائب من أصول عربية إلى البرلمان البريطاني، ويقنعهم بأن صوتهم قد يشكل فارقا. وكذلك أراد بسام. فعلى الرغم من أنه لا يقدم نفسه إلى المرشحين على أنه مرشح عربي، فإنه فخور بأصوله. فهو قدم ترشيحه، كما قال لـ«الشرق الأوسط»، انطلاقا من أنه كبر وعاش وتعلم في هذه الدائرة. وهو يعرف هموم أهلها، مما يسمح له بأن يمثلهم أفضل من غيره في مجلس العموم. ولكن دائرة ايلينغ آكتون، حيث قدم بسام ترشيحه، تعتبر من الدوائر المتأرجحة، وستشهد معركة انتخابية حامية بينه وبين منافسته في حزب المحافظين آنجي براي، في الانتخابات العامة التي ستجري في 6 مايو (أيار) المقبل. وتعتبر هذه الدائرة التي تم استحداثها هذا العام، وكانت جزءا من دائرة أوسع يسيطر عليها حزب العمال، من الدوائر المتأرجحة المهمة التي تتصارع عليها الأحزاب في أكثر انتخابات متقاربة منذ سنوات في البلاد. ويتمتع حزب العمال بحظوظ جيدة فيها، مما يعني أن فوز مرشحه هنا قد يدخل أول نائب من أصول عربية إلى مجلس العموم البريطاني. ولكن المعركة ستكون متقاربة جدا، مما يعني أن أصوات نحو 3 آلاف عربي في ايلينغ آكتون، يمكن أن ترجح كفة أي من المرشحين الرئيسيين.. إلا أن المشكلة الأساسية تكمن في إقناعهم بالاهتمام بالانتخابات، والمشاركة في التصويت. العرب في هذه الدائرة ليسوا مختلفين بشكل عام عن العرب في سائر أنحاء بريطانيا. ويصل عدد البريطانيين العرب إلى نحو نصف مليون شخص في بريطانيا، علما أن عدد الناخبين منهم غير معروف بسبب غياب إحصاءات دقيقة. وعلى الرغم من أن درجة الاهتمام تختلف بين مجموعة وأخرى، وتخف، خاصة، بين الموجة الأخيرة من القادمين إلى البلاد، فإن اهتمام العرب بالانتخابات هنا، يعتبر ضعيفا عموما. ويقول كريس دويل، مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني، لـ«الشرق الأوسط»، إن هناك نوعا من «السلبية بين العرب في بريطانيا، بسبب شعورهم بأنهم لن يقدروا على اختراق المؤسسات.. يشعرون أن هناك لوبيّا إسرائيليا قويا، ولذلك لن يتمكنوا من الوصول (إلى التأثير على القرار)». ولكن دويل يعمل من خلال مجلس التفاهم العربي البريطاني، على حث العرب على المشاركة في التصويت، بغض النظر عن الحزب الذي يختارونه. ويؤمن بأن عدم المشاركة تؤدي إلى عدم التأثير في صنع القرار. ويشير إلى تقصير كبير لدى الناخبين العرب في تقديم تبرعات مالية للأحزاب، ويقول إن غياب التبرعات يعني غياب التأثير. ويربط بين الأمرين، مضيفا إلى أن قوة اللوبي اليهودي في بريطانيا سببها حجم التبرعات التي يقدمونها. ويشير دويل إلى أن مشاركة العرب في الانتخابات الأخيرة عام 2005، التي فاز بها حزب العمال بزعامة توني بلير، كانت ضعيفة. وتمكن حينها بلير من أن يحقق فوزا ثالثا على التوالي لحزبه، على الرغم من الجدل الذي رافقه بسبب حرب العراق، والمعارضة الداخلية الكبيرة لها. إلا أن ذلك لم يمنع الناخبين من أن يعيدوا انتخاب حزب العمال، وإن بنسبة أقل من السنتين السابقتين، لأن الأوضاع الاقتصادية كانت جيدة وخطط حزب العمال الداخلية حاكت الناخبين أكثر من خطط حزب المحافظين. ولكن كثيرا من الناخبين العرب توجهوا حينها إلى حزب الليبراليين الديمقراطيين، لأنه كان الحزب الوحيد الذي صوت ضد الحرب على العراق في البرلمان. ويؤكد عطا الله سعيد، رئيس المجموعة العربية في حزب العمال، لـ«الشرق الأوسط»، إن كثيرين من العرب صوتوا عام 2005 لمرشحي الليبراليين الديمقراطيين، على الرغم من نسبة المشاركة المنخفضة، بسبب حرب العراق. ويقول إن تأييد العرب عموما في بريطانيا كان دائما يميل إلى حزب العمال، إلا أن حرب العراق غيرت ذلك. ولكنه يضيف مستغربا، أن العام الماضي رفعت القضية الفلسطينية أكثر من 40 مرة في مجلس العموم، وفي كل مرة كان طالب الحديث من حزب العمال، ولا مرة واحدة من النواب الليبراليين الديمقراطيين. ويبدو من الانتخابات السابقة، أن كثيرا من الناخبين العرب يركزون على القضايا الخارجية للحزب الذي سيصوتون له. ويقول دويل إن كثيرين منهم، يركزون على القضايا الخارجية أكثر من تركيزهم على القضايا الداخلية التي تطال حياتهم اليومية. ويضيف: «هناك كثير من الأقليات في بريطانيا، ولكن لا أحد يفكر في القضايا الخارجية التي تخص منطقتهم، بالمستوى نفسه الذي يفكر به العرب». وتشير دراسة أجراها معهد «أتلانتك فوروم» للأبحاث في لندن عن العرب في بريطانيا، في العام الماضي، أن نحو نصف الذين شملتهم الدراسة قالوا إن السياسة الداخلية وتلك المتعلقة ببلدهم، هي بالأهمية نفسها بالنسبة إليهم. ومن النتائج التي توصلت إليها الدراسة حول أهمية القضايا الداخلية والخارجية بالنسبة للعرب، أن النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي يحل في طليعة الأولويات. وقال 69.4 في المائة من المستطلعة آراؤهم إن هذا النزاع يعتبر أهم الأولويات السياسية بالنسبة إليهم، وجاء في المرتبة الثانية قضايا خارجية من بينها حرب العراق بنسبة 63.3 في المائة، وفي المرتبة الثالثة سياسة بريطانيا تجاه الشرق الأوسط بنسبة 62.9 في المائة، وبالنسبة نفسها النظام الصحي في البلاد، ثم التعليم بنسبة 62.6في المائة. في الواقع، رد الفعل الأول الذي تتلقاه عندما تسأل كثيرا من العرب في لندن ما إذا كانوا سيشاركون في الانتخابات، هو سؤال: أي انتخابات؟ في بلدهم الأم، أم في بريطانيا؟ ويقول نيسان غوغيس، وهو صاحب مركز لندن الاستشاري في خدمات الهجرة واللجوء في ادجوير رود في لندن، إن معظم العرب الذين يعرفهم لا يهتمون بالانتخابات هنا. إلا أنه يؤكد أنه هو نفسه سيصوت لمرشح حزب العمال لأنه يعرفه، وهو نائب جيد يهتم بدائرته وسكانها. أما طارق، رجل في الستينات من العمر قدم من العراق قبل 15 عاما، فيقول إن الانتخابات في بريطانيا لا تهمه، ولم تهمه منذ أن وصل إلى البلاد، فهو لم يصوت مرة، ولن يبدأ في التصويت الآن. ومن بين الذين قالوا لـ«الشرق الأوسط» إنهم سيصوتون، البعض الذين لم يبدوا اهتماما بمتابعة أخبار الحملات الانتخابية، ولم ينتبهوا إلى المناظرات التي سلطت الضوء على زعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين نيك كليغ. ويقول صلاح مثلا، وهو شاب يعمل في محل لبيع الهواتف الجوالة، إنه سيصوت لحزب العمال «لأن الآخرين عنصريين». إلا أن الدراسة التي أجراها معهد «أتلانتك فوروم»، تقول إنه عكس الشائع عن أن العرب أنهم لا يشاركون في الحياة السياسية في بريطانيا، فقد تبين أن هناك مشاركة فعالة للعرب في السياسة، على الأقل على الصعيد المحلي. وجاء أن من بين 210 شاركوا في الاستطلاع، قال 65.7 في المائة منهم إنهم مارسوا حقهم في التصويت، وهي نسبة أعلى بقليل من المعدل بين المواطنين البريطانيين. وعن الحزب الذي يتعاطفون معه أكثر، ذكرت الدراسة أن نصف المستطلعة آراؤهم قالوا إنهم لا يتعاطفون مع أي حزب. وقال 17.7 في المائة إنهم يتعاطفون مع حزب العمال، و15.3 في المائة مع حزب الليبراليين الديمقراطيين، بينما حصل حزب المحافظين على أقل نسبة وبلغت 8.8 في المائة. وحصل حزب «الاحترام» الذي أسسه النائب الأسكوتلندي جورج غالاوي المعروف بتعاطفه مع القضية الفلسطينية، وتتزعمه اليوم سلمى يعقوب وهي مسلمة محجبة، على نسبة جيدة أيضا من تعاطف المستطلعة آراؤهم بلغت 7.8 في المائة. وعندما سئل المستطلعون عن الحزب الذي يمثلهم أكثر من غيره، بمعنى أنه يأخذ مصالحهم بعين الاعتبار، حصل الليبراليون الديمقراطيون على 24.5 في المائة من الأصوات، بينما حصل حزب العمال على 18.4 في المائة، ثم حزب الاحترام على 13.3 في المائة. واستخلصت الدراسة، أن العرب في بريطانيا يبدون حريصين على المشاركة في العملية الانتخابية، ولكن يجب حثهم على أن يشعروا بارتباط مع أي من الأحزاب البريطانية. ويبدو من الدراسة، أن الحماسة لحزب المحافظين هي الأقل بين العرب بسبب شعور سائد بأن المحافظين عدائيون أكثر تجاه العرب والأجانب بشكل عام. إلا أن وفيق مصطفى، رئيس المجموعة العربية في حزب المحافظين، يفسر ميل العرب في بريطانيا إلى حزبي العمال والليبراليين الديمقراطيين، بأن «التربية العربية هي تربية يسارية، لذلك يميل العرب إلى اليسارية أكثر منها اليمينية». ويقول مصطفى لـ«الشرق الأوسط» إن «معظم التفكير العربي متأثر بالأحداث التي أثرت على العالم العربي، خاصة القضية الفلسطينية وحرب العراق». ويرفض مصطفى الذي كان ترشح لمقعد في مجلس العموم عن حزب المحافظين عام 2005 في دائرة بوتل، وخسر، فكرة أن حزب المحافظين يميل أكثر لتأييد الإسرائيليين من الفلسطينيين، بسبب قوة اللوبي اليهودي داخل الحزب. ويقول: «البريطانيون اليهود هم جزء من النسيج البريطاني ولعبوا دورا كبيرا في الحياة الثقافية والاقتصادية في البلاد». ويرفض وفيق أيضا استنتاجات الدراسة التي أجراها معهد «أتلانتك فوروم» من أن حزب العمال والليبراليين الديمقراطيين يهتمون بمصالح العرب أكثر، ويرى أن سياسة حزب المحافظين الضرائبية (يعتمد على مبدأ فرض ضرائب منخفضة)، تساعد على دفع التجارة إلى الأمام بين البلدان العربية، خاصة الخليج، وبريطانيا. ولكنه يوافق على أن مشاركة العرب في الحياة السياسية في بريطانيا ضعيفة، ويقول إن «سببها خلفية كبت سياسي واجتماعي.. وثقافة الخوف من الحرية والتكلم».

وكشفت الدراسة التي أجراها معهد «أتلانتك فوروم»، عن أسباب عدم اهتمام شريحة كبيرة من العرب بالسياسة في بريطانيا. وتبين أن 16 في المائة قالوا إنهم لا يشاركون خوفا من أن يعاقبوا إذا عبروا عن رأيهم، علما بأنه لم يتم تحديد من أين سيأتي العقاب. وقال أيضا 32.5 في المائة إنهم يشعرون أن الحكومات البريطانية تعمل ضد مصالحهم أو مجتمعهم أو دينهم. وتبين أن 60.4 في المائة من المستطلعة آراؤهم قالوا إن حصول تغييرات كبيرة في السياسات البريطانية بسبب ضغوط سياسية قد تدفعهم للمشاركة، بينما قال 43.6 في المائة إن وجودا عربيا بريطانيا أكبر في الحياة السياسية قد يشجعهم على الاهتمام أكثر. في الواقع، هناك مرشحان من أصل عربي في هذه الانتخابات يتمتعان بحظوظ جيدة للفوز. فبالإضافة إلى بسام محفوظ، هناك نديم زهاوي المرشح عن حزب المحافظين في دائرة «ستراتفورد ابون آفون» القريبة من مدينة برمنغهام. ويحظى زهاوي، وهو من أصل عراقي كردي، أيضا بحظوظ جيدة للفوز بمقعد في مجلس العموم. وزهاوي شارك في تأسيس «يو غوف»، إحدى كبريات شركات استطلاعات الرأي العالمية. وتنازل عن مجلس إدارتها لكي يترشح للانتخابات النيابية. فهل يشجع ترشح محفوظ وزهاوي العرب في دائرته على المشاركة في التصويت؟ يقول سعيد عطا الله، وهو من ايلينغ أيضا، أي المنطقة التي ترشح فيها محفوظ، إنه لم يلتق ناخبا من أصول عربية هناك وقال له إنه لن يصوت لحزب العمال. لا يمكن لعطا الله التأكد من مدى صحة هذه التأكيدات، ولكنه يعرف أمرا مؤكدا هو أن العرب هناك لم يقدموا أي تبرعات بعد للحملة الانتخابية لبسام.

وعلى الرغم من أن بسام لا يقدم نفسه على أنه مرشح عربي، فهو فخور بأصوله، ويقول إنه يأمل أن ينجح ليصبح أول نائب من أصول عربية في مجلس العموم البريطاني. وتمكن عدد من النواب المسلمين من الوصول إلى البرلمان منذ سنوات، معظمهم منتمون لحزب العمال، إلا أنهم جميعهم من أصول آسيوية، وليست عربية. ويأمل بسام أن يساعده واقع أنه يمكنه أن يحدث الناخبين العرب في دائرته بلغتهم، ويجعلهم يشعرون بتواصل أكبر معه. فعلى الرغم من أنه ترك بيروت خلال الحرب الأهلية عندما كان يبلغ من العمر 4 سنوات، فإنه حافظ على لغته لأن والديه ظلا يتحدثان إليه بالعربية. كما يأمل أن يساعده القليل من اللغة البولندية التي يتقنها، تعلمها من زوجته ازبيلا البولندية، على جذب الناخبين من أصول بولندية في الدائرة، وعددهم كبير أيضا. يستيقظ بسام كل صباح في الخامسة والنصف، يلعب قليلا مع طفله ألكسندر الذي ولد العام الماضي، قبل أن ينطلق في السابعة صباحا ليبدأ يومه الانتخابي. تنضم إليه أحيانا في الحملة الانتخابية شقيقته فيكي، التي تصغره بعامين وتبلغ من العمر 27 عاما، خاصة في عطلات نهاية الأسبوع. فهي معلمة في مدرسة ابتدائية في شرق لندن. وتساعدهما في بعض الأوقات شقيقتهما الأصغر ماريا التي تبلغ من العمر 24 عاما. يقول بسام إن حزب العمال اختاره لكي يترشح في هذه الدائرة لأنه كان أفضل المرشحين، وإن إرثه العربي لم يلعب أي دور في ذلك. «أنا أعيش هنا منذ 25 عاما، وانتخبت عضوا في المجلس المحلي قبل 5 سنوات، لذلك فأنا أعرف الناخبين ومشكلاتهم أفضل من غيري»، يؤكد بسام. ولكن ألا ينزعج بعض البريطانيين من واقع أن اسمه عربي وهو من أصول عربية؟ يقول بسام، إنه لا أحد ينتبه. وتؤكد فيكي شقيقته ذلك. يقول: «لا أعتقد أنهم يهتمون بأنني من أصل عربي. عندما أخرج وأتحدث إليهم، أتحدث في الأمور التي تعنيهم، مثل التعليم والصحة والشرطة والاقتصاد. للبعض الآخر قد يكون الاهتمام أكثر بالقضايا الدولية، خاصة الأقليات، فأحدثهم في ما يعنيهم». وترى فيكي أن شقيقها «متحمس كثيرا ويهتم بالعمل الذي يقوم به وبالناس الذين يمثلهم». وتشير إلى أنه منذ صغره، منذ أن كان يبلغ 14 عاما، انضم إلى حزب العمال، وبات ناشطا منذ ذلك الوقت. يشرح بسام أن سبب انجذابه لحزب العمال وليس غيره، لأنه يؤمن «بالعدالة الاجتماعية، وبعدم جواز ترك الفقراء يناضلون وحدهم». لا يقلل من قوة منافسته انجي براين عن حزب المحافظين في الدائرة، ولكنه يراهن على الغضب الذي لا يزال يشعر به البريطانيون من هذا الحزب، في أيام مارغريت ثاتشر. يقول: «انجي انتقلت منذ مدة قصيرة إلى الدائرة، ولكن لديها الكثير من الأموال، هناك مليونير محلي يدعمها، لذا أنا أتنافس مع الكثير من المال.. مقابل الشؤون والقضايا المحلية». لا ينكر أيضا أن أداء زعيم الليبراليين الديمقراطيين نيك كليغ الجيدة في المناظرة الأولى، والدفعة الكبيرة التي أعطاها لحزبه، قد تشكل أيضا خطرا عليه. ولكنه يشير إلى أن مرشح الليبراليين الديمقراطيين غير معروف كثيرا هنا، ولا يقوم بكثير من المجهود.