سلفاكير يبدي قلقه من تحركات الجيش السوداني تجاه الجنوب.. والبشير يعتبرها عادية

وزير الخارجية السوداني لـ «الشرق الأوسط» : نريد أن نعرف أكانت بعلم البشير أم لا

مناصرات للرئيس البشير يلوحن بالأعلام خلال احتفالات بالخرطوم (أ.ف.ب)
TT

أبدى سلفاكير، النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب التي تتمتع بحكم ذاتي، قلقه من تحركات الجيش السوداني تجاه الجنوب، في رسالة وجهها إلى الرئيس عمر البشير، نقلها وزير الخارجية دينق ألور. ورد الرئيس عمر البشير على الرسالة بقوله إنها مجرد تحركات عادية.

وقال وزير الخارجية عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» إن سلفاكير كلفه بنقل رسالة إلى البشير حول انتشار الجيش السوداني في ولايتَي النيل الأزرق وجنوب دارفور، المتاخمتين لحدود الجنوب، مشيرا إلى أن الحركة تريد التأكد مما إذا كان البشير على علم بهذه التحركات للجيش أم لا. وردّ إن البشير، بقوله إن تحركات القوات المسلحة لا تخرج عن التحركات العادية، ووجه القوات المسلحة والجيش الشعبي التابع للحركة، بالابتعاد عن المناطق الحدودية لتفادي حدوث أي احتكاكات.

وقال ألور لـ«الشرق الأوسط» إن الحركة ستتعامل مع الموقف بمسؤولية وحذر باعتبار أن القضية تحتوي على تفاصيل أمنية لا يمكن الكشف عنها. وقال إنه نقل رسالة كير إلى البشير، تشتمل مجمل الأوضاع السياسية والأمنية بالجنوب عقب الانتخابات، وما ترتب عليها من رفض بعض الجهات لنتائجها وأحداث العنف التي صاحبتها، معلنا أن الحركة ستحدد خلال اليومين القادمين رؤيتها السياسية وترتيبات ما بعد المرحلة الانتقالية وتكوين الحكومة الجديدة.

وأدى إعلان نتائج الانتخابات إلى توترات في ولايات أعالي النيل، وشمال بحر الغزال، وغرب بحر الغزال، كما في ولاية الوحدة جنوب البلاد حيث أطلقت الشرطة النار على مناصري المرشحة الخاسرة أنجلينا تيني مما أدّى إلى مقتل شخصين. والجمعة، اتهم الجيش الجنوبي مناصري جورج اثور دينق المرشح الخاسر لمنصب حاكم ولاية جونغلي بمهاجمة ثكنة عسكرية قرب ملكال في ولاية أعالي النيل، مما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص على الأقل. والأسبوع الماضي، اتهم الجيش الشعبي القوات السودانية بشن عمليات انطلاقا من ولاية جنوب دارفور الشمالية باتجاه ولاية غرب بحر الغزال الجنوبية.

وأكد البشير، خلال استقباله أمس في مقر إقامته، ألور، حرص المؤتمر الوطني على تحقيق الوحدة، داعيا الحركة الشعبية إلى الاتجاه في ذات المنحى، منوها بأهمية الشراكة بين الطرفين في الفترة القادمة، وأعرب عن أمله في أن تصبح العلاقة أقوى.

وأكد البشير خلال رده على استفسار الحركة الشعبية عن تحركات القوات المسلحة داخل ولايتي النيل الأزرق وجنوب دارفور، أن تلك التحركات لا تخرج عن إطار التحركات العادية، لافتا إلى أنه ليس من مصلحة أحد إثارة أي مشكلات خلال هذه المرحلة التي قال إنها تحتاج إلى العمل السياسي أكثر من أي وقت آخر، موجها الجيشين بالابتعاد عن المناطق الحدودية لتفادي حدوث أي احتكاكات.

من جهة أخرى قال البشير أمام حشد جاء للاحتفال بفوزه بأرض المعارض ببري إن الغرب كان يأمُل في أن تقود الانتخابات إلى فوضى خلاّقة تصاحبها تفجيرات وعمليات تخريب، وأضاف أن الشعب السوداني خذلهم بالتصويت العالي وممارسة انتخابية راقية كانت نموذجا في المنطقة، داعيا المشككين في نزاهة الانتخابات إلى مراجعة نتائج مراكز الاقتراع الخارجية في واشنطن ولاهاي وكينيا، «الانتخابات خذلت الذين يتوقعون حدوث المذابح والقتل في البلاد»، مؤكدا أن فوزه في الانتخابات كان نصرا، لا على الأحزاب التي شاركت في المنافسة في الانتخابات أو التي قاطعت، وإنما لأعداء السودان.

وقال: «لقد خيبت الانتخابات آمال الذين يسعون من أجل زعزعة استقرار السودان وكانوا يظنون أن يحدث إعلان النتائج ما يُعرف بالفوضى الخلاقة التي ينتج عنها التخريب والدمار»، وأضاف: «العملية مرت بسلام وخذلت الذين يريدون المذابح والاقتتال في السودان».