نقيب بالجيش الأميركي يأسر عقول وقلوب مشايخ الأفغان

بمساعدات في مجال التنمية الزراعية والمياه والكهرباء والمدارس والوساطة في النزاعات القبلية

TT

يعرف كاسي ثورين (30 عاما) النقيب بالجيش الأميركي، بين أقرانه هنا بلقب «ملك مقاطعة مايواند»، وهي شهادة لهذا النقيب الذي لولاه لما تمكنت الحكومة المحلية هنا، كما هو الحال في الكثير من مناطق التمرد في الجنوب، من العمل على الإطلاق، حيث تقوم الاستراتيجية الأميركية على إقامة حكومات مدنية فاعلة على مستوى المقاطعات، طمعا في أن تتمكن هذه الحكومات من تقديم الخدمات الأساسية، مما يؤدي إلى انحسار الدعم عن طالبان خاصة هنا في إقليم قندهار معقل الحركة.

لكن في هذا المجتمع الزراعي الذي يبعد 60 ميلا غرب قندهار اكتشف ثورين أن تعزيز سلطة حاكم المقاطعة الذي يعتمد عليه بصورة كلية من أجل الموارد المالية والمصداقية عمل حساس للغاية، وأن هذا الجهد ما كان ليقوم دون دعم كبير من الحكومة المركزية في كابل.

وقال ثورين: «إننا نضع رهانات كبرى على ذلك. وأي الأمور التي نقوم بها هنا لا يقتصر على الجيش الأميركي فقط، لكن الـ800 مليار التي أنفقناها حتى الآن في هذه البلاد تتوقف على فعالية الحكومة أيضا».

يعمل ثورين الآن إلى جانب حاكم مايواند عبيد الله باواري، حسب الإمكانات المتاحة لديهم، التي تعتبر قليلة إلى حد ما. فباواري (49 عاما) الذي شغل المنصب لمدة عام لا يملك فريقا معاونا له سوى مساعد شخصي لا ميزانية حكومية عدا راتب شهري يبلغ 400 دولار شهريا يتلقاه من كابل. وهو مسؤول عن عمليات الحكومة المدنية في المقاطعة مثل المياه والكهرباء والمدارس والوساطة في النزاعات القبلية.

تبلغ قوة الشرطة في المقاطعة 150 رجل شرطة، لكنهم يقدمون تقاريرهم لمدير شرطة قندهار وحاكم الإقليم.

وقال باواري وهو متجه إلى وسط هوتال، عاصمة المقاطعة، حيث دفع الجيش ثمن مقر الحكومة الجديدة ومركز زراعي وعدد من المشاريع الأخرى: «كل ما تراه هنا هو من صنع قوات التحالف».

إنها صورة تتكرر عبر البلاد بما في ذلك معقل قبائل البشتون في الجنوب الأفغاني حيث بدأت المعارضة ضد الحكومة والدعم الموجه لطالبان في الانحسار بصورة تدريجية. وقد دشنت الحكومة الأفغانية مؤخرا مشروعا جديدا بدعم من الحكومة الأميركية لزيادة الدعم إلى 80 مقاطعة رئيسية في البلاد الكثير منها يقع في منطقتي الجنوب والشرق.

لكن حاكم إقليم قندهار توريالي ويسا، زار مايواند للمرة الأولى مؤخرا، وقال إنه لا يملك أي موارد إضافية لتقديمها للمقاطعة. وقال ثورين، خريج كلية وست بوينت العسكرية في سياتل بواشنطن: «حدثتني نفسي، كيف وصل الحال إلى هذه الدرجة رغم مرور 9 سنوات على وجودنا في أفغانستان».

عندما وصل جنود الكتيبة الثانية من الفوج الأول مشاة للمرة الأولى هنا في سبتمبر (أيلول) لم يكن باواري يحظى بسلطة داخل المقاطعة لأنه لا يتحدر من عائلة قوية ولم يحظ بتعليم عال. وقال ثورين: «كان يتعرض للمضايقات وكان عاجزا عن أداء مهامه، وليس لديه إحساس بمسؤولياته».

حاول الجنود دعم باواري عبر تشجيعه على تولي أمر المشاريع التنموية التي يمولها الجيش، وأقاموا سلسلة من اللقاءات التقليدية المعروفة بمجالس الشورى مع القادة القبليين في محاولة للحصول على دعمهم.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»