أجواء رعب في عاصمة شمال دارفور بعد صدامات بين الشرطة وضحايا عملية احتيال

المدير التنفيذي لرابطة المتضررين لـ «الشرق الأوسط» : الشرطة استخدمت الأسلحة الثقيلة لتفريق المتظاهرين

TT

عاشت مدينة الفاشر، كبرى مدن دارفور، يوما داميا أمس، حيث لقي أكثر من 11 شخصا مصرعهم وجرح 18 آخرين تتراوح أعمارهم بين 16 - 30 عاما، خلال مظاهرة نظمها المئات من ضحايا عملية احتيال مالية، تعرف باسم «سوق المواسير»، وتدخلت الشرطة لفض المظاهرة، أمام مقر حاكم الولاية، وأطلقت الرصاص الحي، مما أدى إلى وقوع الضحايا، وتم إغلاق سوق المدينة طيلة نهار أمس، تفاديا لتطور النزاع.

وتعود فصول القصة إلى عدة أسابيع، ساد خلالها التوتر في الفاشر عاصمة شمال دارفور، بعد أن خسر مستثمرون صغار ملايين الدولارات وممتلكات في مشروع استثمار وهمي، عرف باسم «سوق المواسير». وباع هؤلاء المستثمرون من دارفور بعض ممتلكاتهم، أو أعطوا قسما من مدخراتهم لقاء وعد بالحصول على أرباح كبيرة وعدهم بها أصحاب المشروع، لم تتحقق. وأثارت تداعيات ما سمي بـ«سوق المواسير» غضب آلاف المدخرين في دارفور، مما أحرج السلطات المحلية. وقال سكان محليون إن والي ولاية شمال دارفور وعد خلال حملة الانتخابات التي جرت في السودان من 11 إلى 15 أبريل (نيسان) بتعويض المتضررين، لكنه لم يف بوعوده.

وقال المدير التنفيذي لرابطة المتضررين ضرار عبد الله ضرار لـ«الشرق الأوسط» بأن الشرطة وجهاز الأمن الوطني استخدما الأسلحة الثقيلة والخفيفة والذخيرة الحية لتفريق المتظاهرين، مما أدى إلى مقتل 11 شخصا وجرح 18 آخرين تم نقلهم بواسطة منظمات العون المدني والمواطنين إلى مستشفي الفاشر، مشيرا إلى أن الشرطة طاردت المواطنين الذين أسعفوا الجرحى داخل مستشفى الفاشر وأطلقت عليهم النار. وأشار إلى أن هناك 3 من المتظاهرين لقوا حتفهم بإطلاق نار من أحد أفراد الأجهزة الأمنية أمام بوابة منزل والي ولاية شمال دارفور، عثمان محمد يوسف كبر.

وقال ضرار إن والي شمال دارفور، الذي أعيد انتخابه، رعى «سوق المواسير» - تعني بالعامية السودانية الاحتيال - وسماه «سوق الرحمة»، وتعهد قبل الانتخابات بتعويض المتضررين للخسائر المالية التي تعرضوا لها، مشيرا إلى أن الخسائر تبلغ نحو 840 مليون جنيه سوداني (350 مليون دولار)، وأضاف: «لكن بعد أن فاز كبر، نكص عن تعهداته وأفتى بأن السوق فيها ربا وثراء حرام». وزاد: «الأشخاص الذين كانوا يديرون عمليات الاحتيال أقاموا في منزل الوالي طيلة الفترة الماضية»، وتابع: «لكن بعد أن فاح فسادهم، ألقي القبض عليهم، والآن هم في سجن شالا من دون تعويض للخسائر». وقال أن «سوق المواسير» بلغ عامت منذ بدئها، ويعمل فيها تجار من مختلف مناطق السودان.