فرنسا تدعو دمشق «لضمان» أمن حدودها المشتركة مع لبنان

رغم أنها لم تتبن الاتهامات الأميركية

TT

قرع برنار كوشنير، وزير الخارجية الفرنسي، أمس ناقوس الخطر محذرا من تدهور الوضع على الحدود اللبنانية -الإسرائيلية ووجه رسالة واضحة إلى المسؤولين السوريين يطالبهم فيها بفرض الرقابة على الحدود المشتركة مع لبنان من غير أن يتبنى الاتهامات الإسرائيلية والأميركية لدمشق الخاصة بنقل صواريخ «سكود» إلى حزب الله. وجاءت تصريحات الوزير الفرنسي في حين يستمر الجدل حول هذه الاتهامات بين دمشق وحزب الله والحكومة اللبنانية من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى.

وقال كوشنير، في مقابلة مع إذاعة «أوروبا رقم واحد»، أمس، لدى سؤاله عن موضوع السلاح، إن «الوضع جدي وخطير بسبب إفراط حزب الله في التسلح بالصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى وربما طويلة المدى كذلك، وهذا يشكل مصدر قلق لنا».

ووجه كوشنير رسالة إلى المسؤولين السوريين دعاهم فيها إلى «ضمان أمن الحدود» اللبنانية - السورية. غير أنه غمز من قناة الأميركيين والإسرائيليين بقوله إنه «لا دلائل» على نقل صواريخ «سكود» إلى حزب الله وإن الحدود مع لبنان ليست فالتة تماما. لكنه مع ذلك نبه إلى أن الوضع «خطير وهو يقوي المتطرفين».

وترى باريس التي طبعت علاقاتها مع سورية وتريد أن تبني معها «شراكة استراتيجية» وتوسيطها مع إيران، أن الوضع في لبنان يتسم بـ«الهشاشة» على الصعيدين الداخلي والحدودي (مع إسرائيل) فضلا عن التخوفات من انعكاسات الملف النووي الإيراني على الاستقرار في لبنان. غير أن المصادر الفرنسية «تستبعد» في الوقت الحاضر توتيرا على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية بسبب سلة العقوبات الجديدة التي تسعى الأسرة الدولية إلى فرضها على إيران من خلال قرار جديد من مجلس الأمن الدولي. وفهم من هذه المصادر أن باريس «سوف تتحاشى حشر لبنان» الذي يترأس منذ 1 مايو (أيار) الحالي مجلس الأمن الدولي.

وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد طمأن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى أن باريس «تقف إلى جانب لبنان واللبنانيين»، لكنه في الوقت نفسه دعا إلى التحلي بحس المسؤولية والامتناع عما من شأنه زيادة التوتر وضرب الاستقرار الإقليمي.