مصدر في الوفد الإسرائيلي: نتنياهو حاول إقناع مبارك بجدية توجهه للسلام

لقاء شرم الشيخ بحث تهيئة أجواء استئناف المفاوضات غير المباشرة

الرئيس المصري حسني مبارك مستقبلا في شرم الشيخ أمس رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
TT

في إطار التحركات والاتصالات الجارية بين الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة في عملية السلام بالشرق الأوسط لحلحلة الملف الفلسطيني، واستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، استقبل الرئيس المصري حسني مبارك أمس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما يستقبل غدا الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن). واستعرض لقاء نتنياهو ومبارك بمنتجع شرم الشيخ المصري آخر التطورات والجهود المصرية والدولية لتهيئة الأجواء اللازمة لإجراء المحادثات غير المباشرة من أجل تحقيق حل الدولتين.

وجاءت زيارة نتنياهو لمصر أمس في وقت تشهد فيه المنطقة تحركات سياسية ودبلوماسية مكثفة لمختلف الأطراف، حيث يعود جورج ميتشل المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط إلى المنطقة اليوم، وتستمر زيارته أسبوعا يلتقي خلالها مع الرئيس الفلسطيني ويسبقه بمحادثات مع الطرف الإسرائيلي.

وكان نتنياهو وصل إلى مطار شرم الشيخ الدولي ظهر أمس، وكان في استقباله وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، ومحافظ جنوب سيناء محمد عبد الفضيل شوشة، وسفير إسرائيل لدى القاهرة.

وسوف تتناول محادثات أبو مازن ومبارك غدا تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط في ضوء قرار لجنة المتابعة العربية الأخيرة بإجراء مفاوضات غير مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فيما أعلن عباس في تصريحات له أمس بأن المفاوضات ستبدأ فور موافقة منظمة التحرير الفلسطينية وأنها ستستمر لمدة 4 أشهر.

ومن المقرر أن ينقل مبارك للرئيس الفلسطيني نتائج لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وفي تل أبيب، قال مصدر إسرائيلي رفيع، أمس، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حاول خلال ساعة ونصف الساعة من الزمن قضاها أمس مع الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ، أن يقنعه بأنه جاد في توجهه لعملية السلام. وأن السير البطيء في هذه العملية ليس مماطلة، بل هو «نوع من الحذر الضروري لضمان استقرار حكومته وتجييش أكبر قدر من قيادات اليمين الإسرائيلي إلى جانبه».

وقال هذا المصدر إن الرئيس مبارك ورغم نقاشه العميق لأفكار نتنياهو، أعرب عن تقديره له وثقته بقدرته على اتخاذ قرارات مصيرية. وأضاف أن هذه الزيارة جاءت مليئة بالرموز والإشارات الإيجابية من الطرف المصري، حيث إن مبارك يمضي فترة نقاهة صحية في شرم الشيخ، كما أن الأجواء التي جرى فيها اللقاء كانت إيجابية للغاية.

وكان نتنياهو قد وصل إلى شرم الشيخ يرافقه وزير التجارة والصناعة، بنيامين بن اليعازر، ورئيس مجلس الأمن القومي عوزي آراد، وسكرتيره العسكري يوحنان ليكير، ومستشاره الإعلامي نير حيفتس. ولكنه اجتمع مع مبارك وحيدا. وتناول الحديث مفاوضات السلام والعلاقات الثنائية وقضايا الأمن المشتركة على الحدود لمواجهة التهريب والتسلل من سيناء المصرية إلى إسرائيل. كما تطرق البحث إلى الجهود المصرية لتطهير الشرق الأوسط من السلاح النووي بوصفه «الضمان لتسوية المشكلة الإيرانية على أكمل وجه»، وهي الجهود التي تزعج إسرائيل وتعتبرها خطوة عدائية تفيد إيران على حساب إسرائيل.

وفي قضية مفاوضات السلام، طلب نتنياهو من مبارك التأثير على الرئيس الفلسطيني وإقناعه باتخاذ موقف مرن في عملية السلام يأخذ فيها بالاعتبار مصاعبه الداخلية، مؤكدا أنه جاد للغاية في هذه العملية وأنه يعمل كل ما في وسعه لإنجاحها ومنع تكرار سياسة «زرع الأوهام وحصد الخيبات» التي كانت تدار في هذه العملية في السابق.

ورد مبارك أن الرئيس الفلسطيني يعاني هو أيضا من مصاعب داخلية، فلديه حماس ولديه معارضة في فتح ولديه معارضة في العالم العربي. وهو بحاجة إلى تحرك جدي في العملية يكون ملموسا على الأرض.

واتفق مبارك ونتنياهو على أن يواصلا اللقاءات والتنسيق من أجل ضمان نجاح المفاوضات التي ستستأنف قريبا بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وكان مرافقو نتنياهو قد اجتمعوا هم أيضا مع المسؤولين المصريين، وفي مقدمتهم وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، ووزير شؤون المخابرات عمر سليمان.