نتائج «جبل لبنان» تلقي بظلالها على انتخابات بلدية بيروت وحزب الله و«الجماعة الإسلامية» قد يخرجان من لائحة الحريري

بلدية جبيل تذهب إلى «14 آذار».. و«تيار المستقبل» تحت «ضغط» شارعه

TT

لم تكن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات البلدية في لبنان قد ظهرت بعد، حتى تأزمت في بيروت، حيث المرحلة الثانية من الانتخابات الأحد المقبل. وإذا لم تحصل مفاجآت من العيار الثقيل، فإن المجلس البلدي لمدينة بيروت سيكون خاليا من أي تمثيل لحزب الله، المتضامن مع رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» ميشال عون، المطالب بـ5 مقاعد في بلدية العاصمة، رافضا «التمثيل الرمزي» فيها.

وبينما كانت اللمسات ألأخيرة توضع على اللائحة المدعومة من تيار «المستقبل» الذي يرأسه رئيس الحكومة سعد الحريري، كانت إشارات سلبية أخرى تضاف إلى عوامل التعقيد، تتمثل في احتمال خروج «الجماعة الإسلامية» من اللائحة تحت ضغط «الشارع البيروتي» بسبب اختيار الجماعة المواجهة مع تيار «المستقبل» في بلديات إقليم الخروب، جنوب بيروت، التي انتهت بفوز لوائح «المستقبل» وذهاب الحزب التقدمي الاشتراكي إلى «الحياد» في أماكن، وإلى التحالف مع عون في أماكن أخرى. وقالت أوساط في الماكينة الانتخابية لـ«المستقبل»، لـ«الشرق الأوسط»، بأن إمكانية التفاهم مع عون وحزب الله في الانتخابات المقبلة في بيروت أصبحت «ضئيلة جدا»، انطلاقا من رفضها القول بوجود «مستحيل» في القاموس السياسي. مشيرة إلى أنها تستبعد وجود أعضاء في لائحة التيار من حزب الله، بينما أشارت إلى أنه لا مشكلة مع حركة «أمل» التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقالت الأوساط إن موقف «الجماعة الإسلامية» أحدث رد فعل في الشارع البيروتي، الذي نتلقى منه تهديدات مباشرة بشطب أي عضو من الجماعة على اللائحة، كذلك من حزب الله الذي يطالب بعضوين سنيين. وأشارت أيضا إلى تهديدات أخرى من الشارع المسيحي حول شطب أي عضو من أنصار عون، «لأنه يتجاوز نتيجة الانتخابات التي فاز بها مسيحيو (14 آذار) في بيروت الذين طردوه من باب الانتخابات النيابية، ليأتيهم من شباك الانتخابات البلدية».

وأشاد وزير الدولة عدنان القصار بموقف الرئيس سعد الحريري «المتمسّك بوحدة بيروت، ومنع تقسيمها انتخابيا»، معتبرا أن «النهج الحواري والانفتاحي الذي يعتمده مع الطرف الآخر الغاية الأساسية منه إشراك جميع المكونات البيروتية في المجلس البلدي العتيد، ولا سيما التيار الوطني الحر، وهو بذلك يكون يراعي بالدرجة الأولى التوازن الطائفي والمناصفة المكرسة في المجلس الحالي لبلدية بيروت. وعلى الرغم من عدم حصول التوافق لغاية اليوم، فإنني مقتنع بأن الحريري قادر على إيجاد المخرج المشرف والمناسب للتوليفة النهائية للائحة التوافقية». ودعا إلى «ضرورة تجنيب العاصمة معركة انتخابية لا طائل لأحد فيها، والعمل في سبيل تحقيق التوافق بين جميع القوى السياسية البارزة على الساحة البيروتية، والائتلاف في لائحة موحدة، مما يجنب بيروت كأس المعركة، ويحول في المقابل دون عودة الاصطفافات على الساحة السياسية التي بدأت تتلاشى رويدا رويدا، منذ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي تضم في بوتقتها كل القوى اللبنانية».

وكانت نتائج الانتخابات البلدية في جبل لبنان قد بدأت بالظهور رسميا منذ ما بعد ظهر أمس، مظهرة فوزا كبيرا لقوى «14 آذار» في مدينة جبيل، عوض عنها عون بفوزه في بلدة الحدث في المتن الجنوبي، كما أظهرت الانتخابات عودة الحرارة إلى العلاقة بين عون والنائب ميشال المر، الذي أثبت قدرته في المتن الشمالي.

ورحب عميد حزب «الكتلة الوطنية» كارلوس إدّه بالمنافسة الديمقراطية التي رافقت الانتخابات البلدية والاختيارية في الجبل، لافتا إلى أن «النتائج كانت إيجابية جدا بالنسبة إلينا في بعض المناطق». وفي المقابل، اعتبر عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب نبيل نقولا أن «عون ليس وحده من تبنى ترشيح الوزير قرداحي، بل أيضا (الكتائب)»، وقال: «في جبيل، لم يكن هناك فريق ضد آخر، بل دخل الجميع مع بعضهم بعض» وفي منطقة إقليم الخروب التي فاز بغالبية بلدياتها «تيار المستقبل»، أكد عضو تكتل «لبنان أولا» النائب محمد الحجار، أن «برجا قالت في النهاية رأيها، وقالت نعم لخيار عائلاتها ولـ(تيار المستقبل) الداعم لهذا الخيار»، معربا عن أسفه «لعدم التوصل إلى توافق في برجا مع الجماعة الإسلامية». وأوضح أن دعمه «كان للائحة خيار عائلات برجا المدعومة من (تيار المستقبل)، وكان التصويت كثيفا للائحتنا التي نجحت، والأمر عينه ساد في كترمايا حيث فازت لائحة خيار العائلات المدعومة من (تيار المستقبل)».

أما في دير القمر التي فاز فيها حزب «الوطنيين الأحرار» الذي يرأسه النائب دوري شمعون، في مواجهة لائحة مدعومة من تيار عون المتحالف مع الحزب التقدمي الاشتراكي، فقد أعلن شمعون الفوز بـ13 مقعدا مقابل 5، «وبالتالي النتيجة كانت عظيمة، لأننا لم نكن نفكر في معركة، وسعينا إلى التوافق، بينما الفريق الآخر كان يحضر لها منذ اللحظة الأولى، بينما قررنا نحن المعركة قبل يوم فقط، واستطعنا تحقيق الانتصار».

وفي قرى الجبل الدرزية، فاز التحالف الدرزي الذي قاده النائب وليد جنبلاط من دون صعوبات تذكر، بعد أن أنجز تفاهما ضمه إلى النائب طلال أرسلان وأحزاب أخرى. وفي ضاحية بيروت الجنوبية فاز تحالف عون - حزب الله - أمل بسهولة.