زعيم طالبان باكستان يهدد باستهداف المدن الأميركية الكبرى

في تسجيل جديد بعد أشهر من الإعلان عن مقتله بضربة صاروخية

محسود كما ظهر في شريط التسجيل محاطا باثنين من المسلحين الملثمين أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

توعد زعيم طالبان باكستان حكيم الله محسود، بمهاجمة مدن أميركية كبرى في شريطي فيديو نشرا بعد مرور أشهر على الأنباء عن مقتله في ضربة صاروخية أميركية.

وأفاد المركز الأميركي لرصد المواقع الإسلامية «سايت» بأن محسود هدد بالرد على الولايات المتحدة في غضون شهر على مقتل قادة إسلاميين، بحسب ما جاء في التسجيل الذي صور في 4 أبريل (نيسان) الماضي على ما يبدو، وبلغت مدته 9 دقائق.

وقال محسود في التسجيل: «إن الوقت بات قريبا عندما سيهاجم فدائيونا المدن الكبرى في الولايات المتحدة». وظهر محسود في الشريط محاطا برجلين مقنعين، وبعض المسلحين.

وهذا الشريط هو الأول الذي يظهر فيه محسود منذ يناير (كانون الثاني)، ونشر بعد إعلان حركة طالبان الباكستانية مسؤوليتها عن محاولة تفجير سيارة مفخخة في ساحة تايمز سكوير، في نيويورك أول من أمس. وكانت أنباء تحدثت عن مقتل محسود في ضربة صاروخية أميركية في 14 يناير، بطائرة من دون طيار في شمال غرب باكستان، لكن مجموعته نفت ذلك، كما أن بعض تقارير الاستخبارات الباكستانية أشارت الأسبوع الماضي إلى أنه نجا من الغارة.

وندد محسود الذي تولى قيادة حركة طالبان الباكستانية في أغسطس (آب) الماضي بالتقارير التي أشارت إلى مقتله، واصفا إياها بأنها «كذب ودعاية من الكفار». وقال: «إن شاء الله في وقت قريب جدا، في غضون أيام أو أشهر، ستشهد الأمة الإسلامية على نتائج أنجح الهجمات التي يقوم بها فدائيونا في الولايات المتحدة».

وقد أدلى بتصريحات مماثلة في شريط فيديو ثان لحركة طالبان الباكستانية، تم بثه الاثنين، ويبدو أنه سجل في 19 أبريل، ويظهر فيه محسود إلى جانب خريطة للولايات المتحدة تظهر عدة انفجارات في أنحاء البلاد.

وقال مركز «إنتل سنتر»، الذي يراقب المواقع الإسلامية على الإنترنت ومقره في الولايات المتحدة، بأنه يعتقد أن كل أشرطة حركة طالبان الباكستانية التي نشرت منذ الكشف عن محاولة تفجير السيارة في نيويورك، أصلية.

وأضاف المركز: «نعتقد أن هذا التهديد ذو مصداقية، وأن هناك تهديدا كبيرا بمحاولة شن هجمات أخرى على غرار محاولة نيويورك في الأيام والأسابيع المقبلة».

وكان مسؤولون أميركيون اعتبروا في وقت سابق، أن إعلان حركة طالبان الباكستانية مسؤوليتها ليس له أي مصداقية.

وقال رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ: «لا يوجد دليل على أن هذا الأمر مرتبط بـ(القاعدة)، أو أي تنظيم إرهابي كبير آخر».

وكانت حركة طالبان الباكستانية تبنت في تسجيل فيديو نسب إليها، وبث على موقع يوتيوب، محاولة الاعتداء في نيويورك، السبت.

وفي حال التأكد من صحة التبني، فإنه سيكون أول هجوم لحركة طالبان باكستان ضد هدف في الولايات المتحدة.

وقد تولى محسود قيادة حركة طالبان الباكستانية المسؤولة عن مقتل آلاف الأشخاص في هجمات في أنحاء باكستان كافة، خلفا لبيت الله محسود، الذي قتل في الخامس من أغسطس الماضي في هجوم صاروخي أميركي في وزيرستان الجنوبية.

وتم شن الضربة الصاروخية التي استهدفت محسود في يناير، بعدما أعلن مسؤوليته عن هجوم انتحاري استهدف وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» في أفغانستان في ديسمبر (كانون الأول)، وكان الأكثر دموية ضد الوكالة الأميركية منذ 26 عاما، وقد أدى إلى مقتل 7 من عناصرها. وقد عرضت إسلام آباد مكافأة بقيمة 50 مليون روبية (590 ألف دولار) مقابل أي معلومات تقود إلى الحصول على محسود حيا أو ميتا.

ومحسود، الذي يعتقد أنه في الثلاثين من العمر، قال إن حركة طالبان الباكستانية ستهاجم الولايات المتحدة «لأنها وراء استشهاد الكثير من قادتنا المسلمين الكبار، من بينهم بيت الله محسود، وغيره من الإخوة المحترمين من (القاعدة)». وأضاف: «لقد اخترق فدائيونا أميركا الإرهابية، وسنسدد ضربات مؤلمة لأميركا المتعصبة».

كما حذر الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي وغيرها من حلفاء الولايات المتحدة بالابتعاد عن هذه الأخيرة، متوعدا «ستواجهون إذلالا ودمارا وهزيمة أكثر من أميركا نفسها».

وكان متحدث باسم البنتاغون أعلن الأسبوع الماضي، أنه من غير الواضح ما إذا كان محسود حيا أو ميتا، لكنه أشار إلى أنه لم يعد يتولى قيادة حركة طالبان الباكستانية. وقال الناطق باسم البنتاغون جيف موريل: «ليس لدي بالتأكيد أي دليل على أن الشخص الذي تتحدثون عنه لا يزال يقوم بأي تحرك اليوم أو ينفذ أو يمارس سلطة على حركة طالبان باكستان كما فعل في السابق».

وأضاف: «لا أعلم ما إذا كان ذلك يعني أنه حي أو ميت، لكن من الواضح أنه لم يعد يتولى قيادة حركة طالبان الباكستانية».