إدانة الناجي الوحيد من منفذي هجمات مومباي

يواجه عقوبة الإعدام بتهم القتل وممارسة الإرهاب وشن حرب ضد الهند

جنود هنود خارج المحكمة التي أدانت أكمل أمير كساب الناجي الوحيد من منفذي هجمات مومباي أمس (أ.ب)
TT

بعد مرور سبعة عشر شهرا على هجمات إرهابية استهدفت مدينة مومباي، العاصمة المالية الهندية، أعلنت محكمة هندية خاصة أن المتهم الوحيد الباقي على قيد الحياة مدان بالتهم الموجهة ضده، بالإضافة إلى 20 آخرين من بينهم قياديون في جماعة «عسكر طيبة» هم حافظ سعيد وزكي الرحمن لاخفي وأبو حمزة.

وأمس أعلن القاضي إم إل تاهالياني إدانة المتهم الباكستاني محمد أجمل كساب بتهم القتل وممارسة الإرهاب وشن حرب ضد الدولة الهندية. وكان كساب قد قتل مع شريك 58 شخصا وجرح 104 آخرين داخل إحدى محطات القطار المزدحمة بمدينة مومباي الهندية.

ويُذكر أن عشرة إرهابيين تلقوا تدريبات وحصلوا على سلاح من جماعة «عسكر طيبة» المحظورة داخل باكستان ووصلوا إلى مدينة مومباي في إطار مهمة انتحارية في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، وعاثوا فسادا داخل المدينة في حصار استمر 60 ساعة. وقُتل في هذه الهجمات 166 شخصا، الكثير منهم من الأجانب. وفي النهاية، ألقي القبض على كساب بعد تبادل إطلاق النار مع الشرطة. واعتبرت السلطات الهندية أن الحكم ينطوي على «رسالة» لباكستان بضرورة التوقف عن «تصدير الإرهاب» للهند. وقال القاضي تهالياني لدى إعلانه الحكم مخاطبا المتهم: «لقد تمت إدانتك بارتكاب أعمال حربية ضد الهند وبقتل أشخاص في المحطة المركزية وبقتل موظفين حكوميين ومساعدة الإرهابيين التسعة الآخرين». وأدين المتهم بمعظم التهم الـ86 التي وُجهت إليه وهو معرض للحكم بالإعدام. وسيتقرر مصيره اليوم. ويواجه كساب عقوبة الإعدام، وإذا ما صدر هذا الحكم فسوف تحول القضية تلقائيا إلى المحكمة العليا بمدينة مومباي. وأمام المتهم الاستئناف أمام المحكمة العليا بمومباي والمحكمة العليا الهندية. وقال القاضي إن الهنديَّين المتهمَين في الهجمات، فهيم أنصاري وصباح الدين أحمد، بريئان من التهم المرفوعة ضدهما. وظهر كساب في أثناء الجلسة في ثياب بيضاء، وكان محني الرأس ولم يصدر منه أي رد فعل تقريبا عندما صدر حكم الإدانة. وبحسب الاتهام فقد سمحت البصمات وآثار الحمض الريبي النووي (دي إن إيه) وصور ولقطات سجلتها كاميرات مراقبة أمنية، بالتثبت من أن المتهم كان أحد المسلحين العشرة الذين ارتكبوا مجزرة مومباي. وكان المدعو كساب دفع في مرحلة أولى ببراءته غير أنه اعترف في يوليو (تموز) الماضي للمرة الأولى، بأنه كان ضمن أفراد الكومندوز الذين شنوا الهجوم على محطة مومباي بالبنادق والقنابل، مما خلف 52 قتيلا. ثم عاد وأنكر اعترافاته في ديسمبر (كانون الأول)، مؤكدا أنه كان ضحية عملية حبكتها الشرطة بعد وصوله إلى مومباي بحثا عن عمل في مجال السينما. وكانت هذه المحاكمة، التي تعد أسرع محاكمة في دعوى قضائية مرتبطة بالإرهاب داخل الهند، قد بدأت في 8 مايو (أيار) 2009. وقال ثلاثون شاهدا أمام المحكمة إن كساب هو الشخص الذي أطلق النار تجاههم.

ونسبت السلطات الهندية هذه الاعتداءات إلى مجموعة «عسكر طيبة» الإسلامية المتطرفة المتمركزة في باكستان. كما نددت نيودلهي بتواطؤ أجهزة الاستخبارات العسكرية الباكستانية فيها. وقال وزير الداخلية الهندي بي شيدامبارام في تصريحات صحافية إثر إعلان المحكمة إن «الحكم في حد ذاته يمثل رسالة إلى باكستان مفادها أنه لا يجب أن تصدر الإرهاب إلى الهند». وأضاف: «إذا فعلوا ذلك، فإننا سنتمكن من توقيف الإرهابيين وسننجح في إحالتهم إلى القضاء وإيقاع أحكام رادعة بهم». كما أشاد الوزير بالنظام القضائي لبلاده الذي قال إنه أظهر أن البلاد يحكمها القانون. وإثر اعتداءات مومباي، توترت العلاقات بين الهند وباكستان الجارتين المتنافستين في جنوب آسيا اللذين تواجها في ثلاث حروب منذ استقلالهما في 1947، وتوقفت عملية السلام، خصوصا بشأن كشمير، التي كانا بدآها في 2004. واستأنف البلدان الحوار في فبراير (شباط) الماضي.