مقتل أبرز «المجاهدين الألمان» في اشتباك مع القوات الباكستانية

مواقع أصولية تهنئ باستشهاد «عبد الغفار الألماني»

TT

نقلت مجلة «دير شبيغل» وصحيفة «دي فيلت» اليومية، عن مواقع إلكترونية محسوبة على «اتحاد الجهاد الإسلامي»، مقتل الألماني اريك برايننجر (22 سنة) الذي يعتبر أبرز «المجاهدين الألمان» الناشطين في أفغانستان.

ونقلت «دير شبيغل»، عن الموقع الإلكتروني التابع لـ«الطائفة المنصورة»، مقتل المجاهد «عبد الغفار الألماني»، وهو الاسم الحركي الذي اتخذه برايننجر في أفغانستان، وأخيه «صلاح الدين التركي» في اشتباك مع القوات الباكستانية جرى قرب مدينة «مير علي» الواقعة في مقاطعة وزيرستان. ويضم تنظيم «الطائفة المنصورة» المجاهدين الأتراك عموما ويتعاون مع اتحاد الجهاد الإسلامي ومع تنظيمي طالبان باكستان وطالبان أفغانستان.

والاسم الحركي «صلاح الدين» يتخذه التركي، أحمد م. (32 سنة)، الذي يعتبر خبير الدعاية والإنترنت في تنظيم «المجاهدين الألمان». وسبق للمحاكم البافارية أن حكمت على أحمد م. بالسجن عدة سنوات، بتهمة تهريب المخدرات، ورحلته قسرا إلى تركيا عام 2000 كي يقضي بقية محكوميته فيها. ولد أحمد م. في مدينة زالسجيتر، في ولاية بافاريا. نال حكما مخففا بسبب شموله بقانون عقوبات الشباب الساري في ألمانيا، وتم ترحيله إلى تركيا في إطار القوانين البافارية الخاصة بمعاقبة مرتكبي الجرائم المتكررة من الشباب من أصول أجنبية.

وفي حديث هاتفي أجرته «الشرق الأوسط» مع النيابة الألمانية العامة في كارلسروهة، امتنع متحدث رسمي باسم النيابة عن تأكيد الخبر، وذكر أنه لا تتوافر أي معلومات حول الخبر حتى الآن من وزارة الخارجية الألمانية، كما لم تؤكد الوحدات الألمانية العاملة في أفغانستان صحة الخبر. لكن المتحدث أكد أن المعطيات المتوافرة حول برايننجر، المطلوب وفق أمر إلقاء قبض دولي، أنه يتخذ بالفعل اسم «عبد الغفار الألماني».

وينتمي «الشهيدان»، حسب معطيات الدوائر الأمنية الألمانية، إلى خلية «زاور لاند» المحسوبة على تنظيم اتحاد الجهاد الإسلامي الذي تأسس في أوزباكستان وتنشط خلاياه السرية على الحدود بين باكستان وأفغانستان. وظهر برايننجر في السنوات الأخيرة في أكثر من شريط فيديو، على موقع «الطائفة المنصورة» وغيره، داعيا الشباب الألمان إلى الانضمام إلى «العمل الجهادي»، وموجها تهديدات مصورة مباشرة، وباللغة الألمانية، إلى القوات الألمانية والأميركية العاملة في أفغانستان. ويفترض، حسب الخبر الذي نقلته «دي فيلت»، أن يكون برايننجر قد لقي حتفه في اشتباك مع القوات الباكستانية جرى ليلة الأحد - الاثنين الماضية في شمال وزيرستان، بينما كان يقود سيارة، مع أحمد م. تنفيذا لمهمات خاصة. وهنأت «الطائفة المنصورة» العالم الإسلامي باستشهاد صلاح الدين التركي وأخيه المجاهد عبد الغفار الألماني الذي أصبح رابع ألماني يقتل في أفغانستان. ونقلت «الطائفة المنصورة» عن جنود باكستانيين أن صلاح الدين التركي، على الرغم من جروحه البليغة، سحب صمام الأمان عن قنبلة يدوية وجر 4 جنود باكستانيين معه إلى الموت.

وقبل مقتل برايننجر لقي التركي الأصل كونيت سيفتجي حتفه في أفغانستان في عملية انتحارية نفذها ضد القوات الأميركية في مارس (آذار) 2008. وقتل جواد صديقي، وهو ألماني من أصل أفغاني، في الخريف الماضي في اشتباك مع القوات الباكستانية. سبقه سعد الله قبلان، التركي الأصل، في اشتباك مماثل جرى في خريف 2007 على الحدود الباكستانية الأفغانية. على صعيد ذي صلة، قال وزير الدفاع الألماني كارل - ثيودور تزو غوتنبريغ أنه ينتظر سقوط المزيد من الجنود الألمان في أفغانستان. وبرر هذا التوقع بقوله إن مهمات الوحدة الألمانية في أفغانستان ستكون أخطر، في إشارة واضحة إلى احتمال خوض الوحدة المزيد من المهمات ذات الطابع الهجومي. وعلى الرغم من سقوط 7 جنود ألمان في أفغانستان في أبريل (نيسان) الماضي، رفض الوزير تحديد فترة زمنية لانسحاب القوات الألمانية من أفغانستان، وقال إن ذلك يتعلق بمدى إنجاز الوحدة لمهماتها.