نيويورك: فيديو يصور رجلا أبيض يهرب من السيارة المفخخة

متحدثة باسم الأمن الأميركي لـ «الشرق الأوسط» : يمكن أن يكون العمل إرهابيا

TT

بينما دخل التحقيق في حادث اكتشاف سيارة ملغومة في قلب نيويورك يومه الثالث، عثر المحققون على شريط فيديو يصور رجلا أبيض يبدو أنه في الأربعينات من عمره، يبتعد عن السيارة المفخخة، ثم ينظر نحوها، ثم يوقف ويخلع قميصا أسود، ويضعه في حقيبة كان يحملها، ويواصل السير وهو يرتدي قميصا أحمر كان تحت الأسود.

صورته الكاميرات وهو يبتعد من الشارع الخامس والأربعين، حيث كانت السيارة، ويدخل زقاق «شوبيرت» بين الشارعين الخامس والأربعين والسادس والأربعين، بالقرب من ميدان «تايمز»، حيث مبنى صحيفة «نيويورك تايمز»، وشارع «برودواي»، شارع المسارح ودور السينما والترفيه.

وفي مؤتمر صحافي لريموند كيلي، مدير شرطة نيويورك، أمس، قال إن سيارة «نيسان باثفايندر» التي اكتشفت المتفجرات في داخلها، كان أيضا فيها 8 أكياس من السماد وضعت في وعاء معدني. وأضاف أن السماد لم يكن من النوع الذي يشتعل ويزيد الانفجار. ولم تكن به مادة «نايترايت» المتفجرة.

وكان مدير الشرطة قد قال أول من أمس بأن السيارة فيها: 3 أنابيب غاز «بروبين» من النوع الذي يستعمل في المنازل، و3 جالونات جازولين، أيضا من النوع الذي يستعمل في المنازل، وساعتان، وبطاريتان ملصقتان بها، وأعواد متفجرة من النوع الذي يستعمله الناس خارج منازلهم في احتفالات الألعاب النارية.

وقال مدير الشرطة في مؤتمره الصحافي، أمس: «هذه الأشياء كان يمكن أن تسبب في كرة نارية عملاقة، وانفجار يقتل». وقال بول براون، متحدث باسم شرطة نيويورك لصحيفة «نيويورك تايمز»: «إذا انفجرت السيارة، فمن الممكن أنها كانت ستقتل ناسا، وتحطم زجاج نوافذ، لكنها ما كانت ستدمر مباني». وسأله صحافي: «هل هذا عمل إرهابي؟» وأجاب: «لا يجب أن يرتكب تنظيم عملا إرهابيا. يمكن أن يرتكبه شخص بمفرده».

وقالت متحدثة باسم وزارة الأمن الأميركي في واشنطن، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، بأن الوزارة «تهتم اهتماما كبيرا بما حدث في نيويورك». وعن احتمالات أنه عمل إرهابي، قالت: «نحن نبحث في الموضوع». وأضافت: «يمكن أن يكون إرهابا محليا، ويمكن أن يكون إرهابا خارجيا». وكررت التصريحات بهذا المعنى التي كانت أدلت بها، أمس، جانيت نابوليتانو، في تلفزيون «إن بي سي».

قالت جانيت نابوليتانو، وزيرة الأمن، في مقابلة صباح أمس في تلفزيون «إن بي سي» بأن التحقيقات تجرى لمعرفة الشخص أو الأشخاص الذي وضعوا، ليلة أول من أمس، سيارة مفخخة في قلب مدينة نيويورك، وأن المحققين يعتقدون أن الحادث عمل إرهابي، لكنهم لا يملكون معلومات محددة، ولا يشكون في شخص أو أشخاص أو تنظيم.

وقالت إن المحققين عثروا على بصمات الشخص الذي كان يقود السيارة المفخخة. ويواصلون تحليل شرائط فيديو التقطتها كاميرات مثبتة في المكان وفي الشوارع القريبة منه. وأضافت: «نحن الآن نبحث عن أي دليل. لكني أحذر من إعلان أي اتهامات قبل معرفة الحقيقة». وفي المقابلة التلفزيونية، أشادت ببائع قمصان «تي شيرت» متجول، الذي كان أول من أبلغ الشرطة عن السيارة المفخخة ليلة السبت.

وردت على سؤال عن مكان وقوف السيارة المفخخة بالقرب من مبنى شركة «فايكوم» الإعلامية التي واجهت، في الشهر الماضي، حملة نقد لأن مسلسل «ساوث بارك» التلفزيوني، في قناة «كوميدي» الفكاهية التابعة لها، قدم رسما كاريكاتيريا مسيئا إلى النبي محمد، صلى الله عليه وسلم.

ونقل تلفزيون «آي بي سي»، أمس، مناظر من ميدان «تايمز» حيث اكتشفت السيارة المفخخة، توضح عودة الحياة العادية إليه، وبخاصة زيادة عدد السياح الذين عادة يتجهون نحو نيويورك مع بداية الصيف. وصور التلفزيون شرطة على ظهور خيول يقفون ليتحدثوا إلى الناس ويطمئنوهم بأن كل شيء عادي. وانتشار الشرطة لضمان أمن الناس والمباني. وفي واشنطن، أعلن مكتب التحقيق الفيدرالي «إف بي آي» أنه يحقق في ملكية السيارة المفخخة التي كانت نزعت لوحة رخصتها، ووضعت عليها لوحة أخرى، وأيضا نزع رقمها الذي يوضع داخلها قرب عجلة القيادة. وقال المكتب إن المحققين استطاعوا العثور على رقم السيارة، وعلى رقم لوحة رخصتها الأصلية، وأن رقم السيارة يوضع عادة أيضا على الماكينة وعلى عمود العجلات، في أماكن لا يقدر الشخص العادي على الوصول إليها.

وقال المكتب إن صاحب السيارة رجل في ولاية كونيتيكت، القريبة من نيويورك، وإن محققين انتقلوا إلى هناك. لكن، رفض المكتب إعلان اسم الشخص أو تقديم تفاصيل أخرى.

في البداية، اعتقد المحققون أن السيارة مسجلة في ولاية تكساس، وأن صاحبها تبرع بها لجمعية خيرية في ولاية نورث كارولينا. لكنهم، في وقت لاحق، تأكدوا من أنها من ولاية كونيتيكت.

وفي الساعة الثالثة صباح أول من أمس، ذهب محققون إلى منزل صاحب جراج في ستراتفورد (ولاية كونيتيكت)، وأيقظوه من النوم، وقالوا له إن لوحة الرخصة التي وجدت على السيارة المفخخة تتبع سيارة موجودة في جراجه.

قال ذلك للصحافيين وين ليبلانك، صاحب الجراج، «جراج كريمر لقطع السيارات المستعملة». وقال إنه ذهب مع المحققين إلى الجراج، حيث عثروا على سيارة «فورد 150»، قالوا إن لوحة القيادة المزورة تعود إليها. وقال المكتب إن سيارة «نيسان باثفايندر»المفخخة نقلت إلى مركز تحليلات كيماوية للبحث عن بصمات، وحامض نووي، وشعر وخيوط ملابس وأشياء أخرى تساعد في التحقيقات، وإن محققين يبحثون في الأماكن التي اشتريت منها أنابيب غاز «بروبين» الـ3 وجالونات «جازولين» الـ3، وأكياس السماد الـ8، وغيرها من الأشياء التي وجدت داخل السيارة.

ونشرت صحيفة «واشنطن بوست»، أمس، أن محققين أميركيين سافروا إلى بريطانيا للاطلاع على ملفات التحقيق في انفجارات هناك، حيث استعمل إرهابيون أنابيب غاز «بروبين»، لكنها لم تنفجر، وأن استعمال هذه الأنابيب في عمليات إرهابية كان بدأ سنة 2004 في العراق، بعد الغزو الأميركي.