زيارة نادرة للزعيم الكوري الشمالي إلى الصين على متن قطار مدرع

في فترة تشهد توترا إثر غرق سفينة حربية وبسبب طموحات بيونغ يانغ النووية

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل في قطاره الشخصي المدرع أثناء زيارته إلى الصين (إ.ب.أ)
TT

وصل الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ ايل، إلى الصين أمس كما أعلن مسؤولون، في فترة تشهد توترا إثر غرق سفينة حربية كورية جنوبية وبسبب طموحات بيونغ يانغ النووية.

ويرى محللون أن هذه الزيارة النادرة إلى الحليف الوحيد لكوريا الشمالية قد تحرك المحادثات السداسية حول البرنامج النووي الكوري الشمالي، لكن الغموض حول غرق السفينة الكورية الجنوبية لا يزال يلقي بثقله على أي آمال باستئناف الحوار.

وقال مسؤول من «جسر الصداقة» في داندونغ، المركز الحدودي الرئيسي بين البلدين في إقليم لياونينغ شمال شرقي الصين، إن «كيم وصل قرابة الخامسة هذا الصباح (أمس)». وأضاف «لقد وصلنا قبل ذلك بلاغ من مكتب الأمن العام والجيش بوجوب تعليق العمليات السياحية قبل الظهر».

وأكد مسؤولو السكك الحديد في إقليم لياونينغ الصيني أن قطارا خاصا من كوريا الشمالية عبر إلى البلاد في وقت مبكر صباح أمس الاثنين لكن الخارجية الصينية رفضت تأكيد وصول كيم.

وهي الزيارة الأولى لكيم جونغ ايل منذ أكثر من 4 سنوات إلى الصين، المزود الأبرز لكوريا الشمالية بالمال والمواد الغذائية والوقود. وتعتبر الصين من الدول القليلة جدا القادرة على ممارسة ضغط على نظام بيونغ يانغ. وكيم المعروف عنه أنه لا يحب السفر بالطائرة، زار الصين 4 مرات بواسطة القطار منذ عام 2000. وكانت آخر زيارة له في يناير (كانون الثاني) 2006 وأحيطت بسرية تامة وأعلن عنها فقط عند انتهائها.

وأفادت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) نقلا عن مصادر لم تكشفها في سيول وبكين، بأن القطار المؤلف من 17 عربة كان متجها إلى مدينة داليان في شرق الصين في طريقه إلى بكين.

وأعلن مركز الإعلام لحقوق الإنسان والديمقراطية ومقره في هونغ كونغ أن كيم التقى قادة حكومة مدينة داندونغ في فندق قبل أن يتجه إلى داليان.

وقال أحد موظفي الفندق في داندونغ لوكالة الصحافة الفرنسية: «لقد غادر كيم جونغ ايل، والاجتماع كان سريا» من دون إعطاء تفاصيل إضافية.

ويرى محللون أن الصين قد تمارس ضغوطا على كيم جونغ ايل للعودة إلى المفاوضات السداسية حول نزع الأسلحة النووية لكوريا الشمالية مقابل المساعدات التي يحتاجها بشدة نظام بيونغ يانغ.

وهذه المفاوضات التي تجري بين الكوريتين واليابان والولايات المتحدة وروسيا والصين وتستضيفها بكين، معلقة منذ أبريل (نيسان) 2009.

وتعاني كوريا الشمالية من نقص مزمن في المواد الغذائية منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق قبل عقدين. وقد تفاقم نقص المواد الغذائية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إثر إصلاح مالي.

وتأتي زيارة كيم بعدما التقى الرئيس الصيني هو جينتاو، الجمعة، الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك والرجل الثاني في كوريا الشمالية كيم يونغ - نام على هامش مراسم افتتاح المعرض الدولي في شنغهاي.

وقال يانغ مو جين من قسم الدراسات الكورية الشمالية في جامعة سيول إن «كيم سيعبر على الأرجح عن التزامه بالعودة إلى المحادثات السداسية مع ترك الصين تقرر الموعد». وأضاف «في المقابل، سيتلقى كيم مساعدات اقتصادية من الصين».

وكانت كوريا الشمالية وافقت في جولات سابقة من الحوار على وقف برنامجها النووي مقابل ضمانات أمنية ومساعدة من الوقود. لكنها انسحبت من هذه المفاوضات في أبريل الماضي وتوعدت بإنتاج البلوتونيوم المستخدم لأغراض عسكرية مجددا كما أجرت تجربتها النووية الثانية في الشهر التالي.

وتقول بيونغ يانغ إنها لن تعود إلى طاولة المفاوضات إلا بعد أن ترفع الأمم المتحدة العقوبات وحين تلتزم الولايات المتحدة بإجراء محادثات حول معاهدة سلام رسمية.

لكن مسؤولين أميركيين وكوريين جنوبيين يقولون إن المحادثات لا يمكن أن تستأنف إلا بعد تبديد الشبهات حول أي ضلوع لكوريا الشمالية في غرق السفينة الحربية الكورية الجنوبية في 26 مارس (آذار) الماضي، مما أدى إلى مقتل 46 بحارا. ولم تتهم كوريا الجنوبية مباشرة كوريا الشمالية بالحادث لكن بيونغ يانغ نفت أي مسؤولية لها.