مخاوف في لائحة «وحدة بيروت» من ضعف الإقبال واحتمالات تشطيب المرشحين المسيحيين

حزب الله بعد عون ينسحب من انتخابات بيروت البلدية

لبنانية تشارك في اعتصام نُظم أمس قبالة مبنى سفارة الإمارات العربية في بيروت احتجاجا على قرار دولة الإمارات ترحيل عدد من اللبنانيين لأسباب أمنية (رويترز)
TT

انضم حزب الله إلى حليفه رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون في مقاطعة انتخابات بيروت البلدية، بعد سقوط التوافق فيها، معللا السبب بـ«التنكر أساسا لوجود شريحة كبيرة تمثل قوى المعارضة السنية، إضافة إلى التنكر للحجم الحقيقي الذي يمثله التيار الوطني الحر (الذي يرأسه حليفه)، أدى إلى تعطيل التوافق على مستوى العاصمة»، نافيا تقديمه أي مطالب تعجيزية في هذا الإطار، معلنا أنه سيقاطع الانتخابات ترشيحا واقتراعا «حتى لا تستغل المنافسة الانتخابية لمصلحة التحريض المذهبي المظلم».

وبعد أن أعلن المرشح لرئاسة بلدية بيروت بلال حمد لائحة «وحدة بيروت» المدعومة من تيار المستقبل، الذي يرأسه رئيس الحكومة سعد الحريري، يتخوف داعمو لائحة «وحدة بيروت» من عدم التزام جميع أهالي بيروت بالنزول إلى صناديق الاقتراع لعدم وجود لائحة منافسة قوية، بالإضافة إلى خوفهم من أن يشطب الناخبون السنة البيروتيون، وهم النسبة الأكبر بين الطوائف البيروتية، المرشحين المسيحيين من اللائحة ظنا منهم أنهم «يزيدون من جماعة أهل السنة»، كما قالت مصادر في اللائحة لـ«الشرق الأوسط».

وأوضح عضو الهيئة التنفيذية في التيار الوطني الحر، زياد عبس، لـ«الشرق الأوسط»، أن «التيار الوطني الحر عزف عن خوض الانتخابات لأنه كان أمام خيارين: إما توافق يحتكم لمعيار علمي، وهذا لم يحصل، وإما مشاركة رمزية تكون استفتاء لنوضح أن نسبة كبيرة في بيروت، لا تصل إلى الـ50%، تعترض على القانون الذي لا يراعي صحة التمثيل». وقال عبس «اخترنا أن يكون التمثيل في الصندوق الاختياري، وليس في البلدي، بعد أن عرض علينا مقعد واحد في اللائحة التوافقية».كما أكد أنه «تم التنسيق بين (الوطني الحر) وحزب الله في مقاطعة الانتخابات البلدية»، لافتا إلى أن «حزب الطاشناق سيكون حليف التيار في (الاختيارية)».

وأصدر حزب الله بيانا أعلن فيه عزوفه عن خوض الانتخابات في بيروت لـ«ظهور نغمة التحريض المذهبي وبدايات التجييش للرأي العام في الكثير من التصريحات والمواقف والبيانات ووسائل الإعلام، بعدما برز احتمال حصول منافسة انتخابية طبيعية بين لائحتين، يوجد حزب الله في واحدة منهما، مقابل لائحة تيار المستقبل». كما أوضح البيان أن من أسباب المقاطعة «التنكر للحجم الحقيقي الذي يمثله التيار الوطني الحر، أدى إلى تعطيل التوافق على مستوى العاصمة».

بدوره، أكد عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك ثقة كبيرة في الناخب البيروتي، الذي يريد المحافظة على المناصفة والعيش المشترك»، مشددا على أن «معركة الآخرين خاسرة، في محاولة التأثير على أبناء بيروت الواعين لأهدافهم». وأوضح حوري أن «تشديد الدكتور بلال حمد والنواب والوزراء على انتخاب اللائحة كاملة هو من باب التوعية، وخوفا من المصطادين في الماء العكر».

إلى ذلك، أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية، أمين الجميل، أن حزبه سيكون «حاضرا بقوة» في الانتخابات البلدية في بيروت، مثنيا على مشاركة رئيس مجلس النواب نبيه بري في هذه الانتخابات. واعتبر أن «اعتكاف حزب الله يعود إلى مراعاة خواطر حليفه النائب ميشال عون، وهذا منطقي ويمكن أن نفهمه، فالعماد عون عنده اعتباراته، إنما معركة بيروت قائمة وسنكون موجودين فيها بقوة». أما نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري فقد رأى أن «رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عمل بكد على مبدأ المناصفة، وهذا تجلى في اللائحة التي تم الإعلان عنها»، مشيرا إلى أن «عون لم يأخذ بعين الاعتبار أن الحصص تقل ما دام هناك توافق». وأضاف «عون لم يسأل الرئيس الحريري وباقي الأفرقاء لمشاركتهم في المناطق الموجود هو فيها، فهو يتبع المبدأ المعروف أينما يكون قويا يريد كل شيء له وحده، وفي المكان الذي يكون فيه ضعيفا يريد أن يشارك الجميع بحصة أكبر من حجمه».

وأوضح عضو كتلة المستقبل النائب محمد قباني أن «التيار الوطني الحر طرح حجما للمشاركة الانتخابات البلدية في بيروت غير منطقي وغير واقعي ولا يتناسب مع حجمه السياسي مقارنة بالقوى السياسية الأخرى». وأضاف «عندما رأى الوطني الحر أن توجهه لن يؤخذ به تجنب المعركة لأنها ستكشف حجمه السياسي، واكتفى بخوض انتخابات المخاتير لأن الانتخابات الاختيارية لا يفوز فيها خط سياسي على الإطلاق». وعلق على امتناع حزب الله عن المشاركة في المعركة الانتخابية في بيروت، بالقول «إن الحزب فضل ألا يخوض المعركة في بيروت مراعاة لحليفه التيار الوطني الحر، الذي قرر عدم المشاركة، كما أنه لا يريد أن يخوض معركة تجنبا لإثارة العصبيات»، واصفا هذا الموقف بالـ«سليم».