مصادر يهودية في واشنطن: أوباما مع تأجيل موضوع القدس إلى آخر مرحلة في المفاوضات

ميتشل التقى نتنياهو.. وعباس تباحث مع مبارك والعاهل الأردني في آخر التطورات و60% من الفلسطينيين يؤيدون إطلاق المفاوضات

ميتشل خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس أمس (إ.ب.أ)
TT

مع بدء المبعوث الرئاسي الأميركي إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، لقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين بغية استئناف المفاوضات غير المباشرة بينهما حول التسوية الدائمة للصراع، ذكرت مصادر يهودية أميركية أن الجهود التي بذلتها مع الإدارة الأميركية قد أثمرت وأن الرئيس باراك أوباما اقتنع بتأجيل البحث في موضوع مستقبل القدس إلى المرحلة الأخيرة من المفاوضات. وبالمقابل يؤكد الفلسطينيون أن موضوع القدس سيكون من أوائل المواضيع التي ستطرح على بساط البحث. وأن السلطة الفلسطينية ستنسحب من المفاوضات في حالة إقدام إسرائيل على استفزاز لها في الاستيطان.

والتقى ميتشل أمس رئيس وزراء إسرائيل، في وقت أجرى فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس مباحثات مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة، أتبعها بمحادثات أخرى مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، شملت آخر التطورات على صعيد المفاوضات.

وكان البروفسور إيلي فيزيل، الشخصية اليهودية المعروفة في الغرب بفضل نشاطه بملاحقة ضباط الجيش النازي الألماني الهاربين من العدالة، قد تناول طعام الغداء على مائدة الرئيس أوباما في البيت الأبيض، أول من أمس، وقال لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إنه تكلم في موضوع تأجيل البحث في موضوع القدس إلى آخر جولة في المفاوضات. وقال إنه شرح للرئيس أهمية القدس بالنسبة لإسرائيل والشعب اليهودي وصعوبة بدء المفاوضات بها قبل الاطمئنان لقضايا الأمن والحدود. وشار إلى أن اللقاء كان حميميا وعمق الصداقة بينهما. وأضاف فيزل في حديث للصحيفة نشر أمس أن «الانطباع الذي خرج به من هذا اللقاء هو أن الرئيس أوباما اقتنع برأيه بضرورة تأجيل البحث في مستقبل القدس إلى مرحلة لاحقة من المفاوضات».

من جهة ثانية، ذكرت صحف يهودية أميركية أن المستشار السياسي للرئيس أوباما، ديفيد إكسلرود، قال خلال لقاء مع مراسليها السياسيين جرى بعد اللقاء مع فيزل، الليلة قبل الماضية، إن «الرئيس موافق.. فمن غير المعقول أن تبدأ المفاوضات بموضوع شائك كموضوع القدس». وأكد، حسب تلك الصحف، أن هذا الموضوع سيكون آخر المواضيع المطروحة.

يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وقبل لقائه مع ميتشل، عقد لقاء مع أعضاء المجلس الوزاري الأمني المصغر، بحضور طاقم المفاوضات الإسرائيلي، وأعدوا برنامج المفاوضات مع ميتشل لهذه الجولة. وقرروا في هذا الاجتماع الإصرار على بدء المفاوضات غير المباشرة بطرح موضوع الأمن، وفقط بعد ذلك التوجه لموضوع الحدود ثم القدس واللاجئين. وأكدوا على ضرورة الإسراع في إنهاء المفاوضات غير المباشرة، التي يكرس لها ميتشل أربعة شهور، والانتقال إلى المفاوضات المباشرة في أقرب وقت ممكن.

من جانب آخر، أدلى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بتصريحات لشبكة «سي إن إن» التلفزيونية الأميركية، قال فيه إنه سيوقف المفاوضات وينسحب منها إذا أقدمت إسرائيل على مزيد من المشاريع الاستيطانية في القدس أو غيرها من الأراضي التي احتلت عام 1967. وأضاف أبو مازن أن الحكومة الإسرائيلية هي حكومة يمينية متطرفة ذات أجندة بعيدة بل مناقضة لعملية السلام. ومع ذلك، فلا مفر من التعامل معها، حيث إنها الحكومة المنتخبة في إسرائيل.

المعروف أن ميتشل يخطط للإعلان عن افتتاح المفاوضات غير المباشرة فورا. ولكن الطرف الفلسطيني طلب إمهاله حتى استكمال الأبحاث حول الموضوع في مؤسسات حركة «فتح». وسيعطي جوابه على ذلك بعد غد السبت.

وستجتمع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير السبت القادم لاتخاذ قرار بشأن استئناف المفاوضات. وقال ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن التوجه الفلسطيني هو اتخاذ قرار باتجاه استئناف المفاوضات. مشيرا إلى أن القرار لن يتوقف فقط عند حد القبول بالمحادثات غير المباشرة واستئنافها، وإنما الشروط والالتزامات التي تضبط هذه الخطوة. وقرر ميتشل أن يبقى في المنطقة حتى يوم الأحد المقبل، على أن يعود إليها بعد أسبوعين. واجتمع ميتشل مع نتنياهو مرتين على الأقل، خلال هذه الفترة. وسيمضي نهاية الأسبوع في رام الله مع القادة الفلسطينيين.

وهاجمت فصائل فلسطينية بدء مفاوضات غير مباشرة، وقالت حماس «هذا رضوخ لسياسة فرض الأمر الواقع التي يمارسها الاحتلال»، وقالت الجهاد «القرار اتخذ في البيت الأبيض، وأصحابه لا يملكون حق التحدث باسم الشعب الفلسطيني». وانضمت فصائل قي منظمة التحرير لحماس والجهاد، وطالبت الجبهة الشعبية، الفصيل الثاني في المنظمة بعد «فتح»، الجماهير الفلسطينية في كل أماكن تواجدها للتحرك الشعبي وعلى مختلف المستويات والأشكال للتعبير عن رفض هذا القرار المذل الذي لا يخدم سوى إسرائيل وأميركا. أما الجبهة الديمقراطية، فقالت إن المفاوضات غير المباشرة ستكون «عبثية» ما لم يكن هناك وقف كامل للاستيطان في القدس وكل أنحاء الضفة الغربية. ودعت الجبهة السلطة الوطنية والدول العربية إلى رفض هذه المفاوضات ما لم يتوقف الاستيطان.

وفي لقاء استمر نحو ساعة بمنزله في القاهرة استقبل الرئيس المصري حسني مبارك الرئيس عباس وأطلعه على نتائج زيارة نتنياهو إلى مصر، كما بحثا آخر التطورات، قبل أن يغادر إلى عمان، حيث التقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وبحث معه الموضوعات نفسها.

إلى ذلك أظهر أحدث استطلاع للرأي أعده ونشره المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي (PCPO) أن نسبة كبيرة من الفلسطينيين وصلت إلى %60.8 يؤيدون انطلاق المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الوقت الحاضر. وقال %15.4 إنهم يؤيدون بشدة استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، «لو وافقت إسرائيل على تجميد الاستيطان لأربعة أشهر في القدس الشرقية»، وقال %45.4 أؤيد نوعا ما، و%20.5 أعارض نوعا ما، و%0.9 أعارض بشدة، %9.7 أجابوا « لا أعرف». وأجري الاستطلاع خلال الفترة 15 - 28 أبريل (نيسان) 2010 وشمل عينة عشوائية مكونة من 1153 شخصا يمثلون نماذج سكانية من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة أعمارهم 17 عاما فما فوق.