نموذج متكرر لابن عائلة ثرية نجل مسؤول رفيع بالقوات الجوية

التقى قيادات طالبان باكستان في الشريط القبلي

فيصل شاه زاد (أ.ب)
TT

ألقت قوات الأمن الباكستانية القبض على أحد معارف فيصل شاه زاد (المواطن الأميركي من أصل باكستاني الذي خطط المحاولة الفاشلة لتفجير ميدان تايمز سكوير) داخل باكستان، والذي اعترف بتنظيمه لقاء بين شاه زاد وزعيم طالبان الباكستانية في بيشاور. وأخبر محمد ريحان، الذي ألقي القبض عليه في كراتشي ليلة أمس، المحققين الباكستانيين بأنه اصطحب شاه زاد إلى بيشاور، حيث عقدا لقاء مع مندوبين عن قاري حسين، زعيم طالبان.

جدير بالذكر أن قاري حسين يعد العقل المدبر وراء حملة الهجمات الانتحارية التي شنتها طالبان داخل مدن باكستانية منذ بدء تنفيذ عملية عسكرية داخل المناطق القبلية الباكستانية. واعترف محمد ريحان أمام المحققين بأنه ترك شاه زاد مع طالبان باكستان، الذين اصطحبوه إلى وزيرستان الشمالية أو الجنوبية. وقد ألقت قوات الأمن الباكستانية القبض على افتخار ميان، والد زوجة شاه زاد، في كراتشي. وأخبرت مصادر «الشرق الأوسط» بأن زوجة شاه زاد وطفليه موجودين أيضا في كراتشي. لكن لم يتضح ما إذا كان قد جرى احتجازهم أم لا. يذكر أن شاه زاد نجل مسؤول رفيع المستوى متقاعد بالقوات الجوية الباكستانية يدعى بحر الحق. وينتمي شاه زاد إلى أسرة من الطبقة المتوسطة. وقد خدم والده في عدد من المناصب الحكومية ويعد من الشخصيات المعروفة في الدوائر الحكومية. وهو يعتبر نموذج متكرر لابن عائلة ثرية مثل عمر الفاروق عبد المطلب، الذي اتهم بمحاولة تفجير الطائرة المتجهة من أمستردام إلى ديترويت ليلة عيد الميلاد، إلا أن هذا الشاب الذي أعلن عن ارتباطه بتنظيم القاعدة فرع اليمن، كان محاطا بامتيازات استثنائية، وهو شاب مسلم من شمال نيجيريا درس في لندن، وهو ابن مصرفي نيجيري ثري (70 عامًا) وزير سابق وشخصية معروفة في نيجيريا، عاش في لندن ودبي. أثار قلق عائلته باعتماده نظرة راديكالية إلى الإسلام، وقبل أشهر نبذ نمط حياته الغربي وقطع علاقاته مع والديه واختفى عن الأنظار، وظن عدد من أفراد عائلته أنه توجه إلى اليمن موطن والدته الأصلي. وهو أيضا مثل محمد عطا زعيم الانتحاريين في هجمات سبتمبر (أيلول)، الذي كان يدرس الدكتوراه في الهندسة بجامعة هامبورغ قبل أن يلتحق بـ«القاعدة»، وزياد الجراح أحد الانتحاريين الـ19 في هجمات سبتمبر. في هذا الصدد، قال كفاية الله خان، المحامي البارز، وهو أحد جيران والد شاه زاد في مدينة بابي، على بعد 40 دقيقة بالسيارة من بيشاور: «بحر الحق رجل نبيل بحق وليست لديه أي صلة بأحزاب سياسية أو منظمات مسلحة». وعلى الرغم من تقلد والد شاه زاد عددا من المناصب الحكومية الرفيعة في إسلام آباد، فإنه يعيش حياة هادئة الآن بعد التقاعد في بابي. بعد تقاعد بحر الحق، اقتصرت نشاطاته على اقتفاء أصول عائلته. وعن هذا الأمر، قال أحد جيرانه: «إنه يقوم ببحث تاريخي عن جذور عائلته». يعيش جزء من أسرة شاه زاد في كراتشي، إلا أنه منذ إلقاء القبض عليه، هجر أقاربه منازلهم في بابي وكراتشي. يذكر أن شاه زاد متزوج من عائلة نبيلة من ماردان (مدينة أخرى بالقرب من بيشاور) ولديه وزوجته هوما ميان، طفلتان. وكانت زوجته وطفلتاه في كراتشي عندما وردت أنباء عن إلقاء القبض عليه. ومنذ ذلك الحين، اختفت أسرته. وأخبر جيران شاه زاد في بابي «الشرق الأوسط» بأن أسرته تحظى باحترام بالغ داخل المدينة. لكنهم وصفوا أفراد الأسرة بأنهم «غير متدينين بصورة لافتة». من جهته، نفى مسؤول باكستاني احتجاز السلطات أفراد أسرة شاه زاد.