تزايد الضغوط الأميركية على باكستان لاستهداف المسلحين

انضم إلى قائمة من المتطرفين تدربوا مع مسلحين في الشريط القبلي قبل التخطيط لهجمات في الغرب

TT

بعد إلقاء القبض على باكستاني أميركي له علاقة بمحاولة تفجير سيارة ملغومة في ميدان تايمز بنيويورك، سلطت الأضواء على باكستان كبؤرة لتدريب الإرهابيين، مما يطرح احتمالية تزايد الضغوط الأميركية من أجل الهجوم على الشبكات المسلحة.

وفي وثائق محكمة، قالت السلطات الأميركية، أول من أمس، إن فيصل شاه زاد (30 عاما) اعترف بأنه تدرب على صنع القنابل في وزيرستان، وهي منطقة قبلية نائية تقع على حدود باكستان مع أفغانستان. وإذا تبين صحة ذلك، سوف ينضم شاه زاد إلى قائمة متنامية من المتطرفين تدربوا مع مسلحين في باكستان قبل التخطيط لهجمات في الغرب، ومن بينهم المسؤولون عن التخطيط لهجمات داخل شبكة مترو أنفاق لندن عام 2005، وعن التخطيط لهجوم مشابه أحبط داخل نيويورك.

ويحتمل أن يدفع هذا الأمر المسؤولين الأميركيين إلى الضغط على باكستان من أجل تعزيز حربها ضد المتطرفين الإسلاميين، لا سيما في معقل المسلحين شمال وزيرستان. ولكن تمثل هذه فترة ذات حساسية من نوع خاص فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية مع باكستان، فهي حليف أميركي تنظر إليه إدارة أوباما على أنه عنصر هام لتحقيق نجاح داخل أفغانستان.

ويذكر أن باكستان قد غضبت من مطالب أميركية سابقة بالضرب بحزم أشد على أيدي المسلحين داخل أراضيها، وقالت إنها دفعت ثمنا كبيرا مقابل الجهود التي بذلتها ضد التنظيمات المتطرفة. وقد أثنى مسؤولون أميركيون، يسعون من أجل تحسين العلاقات الثنائية بين الدولتين، على باكستان لهجماتها العسكرية داخل المناطق القبلية وإلقاء القبض على قيادات بارزة في حركة طالبان الأفغانية.

وخلال العام الماضي، واجه الجيش الباكستاني المسلحين المحليين بقوة غير مسبوقة، وقد عزز من هيبته بعد أن أخرج حركة طالبان من وادي سوات وجنوب وزيرستان. ولكن، قوّض ذلك هجمات تقع من حين لآخر، وظهور زعيم طالبان الذي كان يعتقد أنه قتل.

ومع ذلك، تقاوم باكستان ضغوطا أميركية من أجل الضرب على يد المتمردين داخل شمال وزيرستان أو في إقليم البنجاب، وهي منطقة في قلب باكستان تمثل قاعدة لتنظيمات مسلحة مثل جماعة «عسكر طيبة» المشتبه في وقوفها وراء الهجمات التي استهدفت مدينة مومباي الهندية في عام 2008.

وقال شاه زاد للمحققين إنه تدرب في وزيرستان، حسب ما تظهره وثائق المحكمة، التي لم توضح ما إذا كان يقصد جنوب وزيرستان، المعقل السابق لحركة طالبان الباكستانية، أم شمال وزيرستان، حيث يعتقد أن قيادات الحركة تقيم حاليا مع مقاتلين تابعين لتنظيم القاعدة وطالبان الأفغانية.

ويوم الثلاثاء، قال مسؤولون استخباراتيون في باكستان إنهم ألقوا القبض على شخصين على الأقل لهما علاقة بقضية ميدان تايمز في كراتشي، حيث يوجد أقارب لشاه زاد، وتقوم تنظيمات مسلحة بجمع الأموال والاختباء. ويقول مسؤولون حكوميون في باكستان إنهم سوف يتعاونون مع التحقيق الأميركي.

وقد أدت الأخبار التي تناولت صلة المتهم بباكستان إلى تنامي مخاوف من تعرض الباكستانيين إلى تمييز في الولايات المتحدة وإلى المزيد من عمليات الفحص في المطارات. وألقي القبض على شاه زاد عقب نشر مقاطع فيديو تظهر زعيم حركة طالبان الباكستانية حكيم الله محسود. وكان مسؤولون أميركيون وباكستانيون يعتقدون أن محسود قتل في هجوم بطائرة من دون طيار خلال يناير (كانون الثاني). وفي مقاطع فيديو انتشرت على شبكة الإنترنت الأسبوع الحالي، يظهر محسود وهو يتعهد بأن حركته ستضرب مدنا أميركية.

ويدرس محققون أميركيون ما إذا كان شاه زاد له صلة بحركة طالبان الباكستانية، وهي الحركة التي نفذت سلسلة من التفجيرات الانتحارية وعمليات الاغتيال ضد أهداف حكومية باكستانية.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»