رئيس بيلاروسيا يرفض تسليم رئيس قرغيزستان المخلوع

حذر بوتين وميدفيديف من مغبة المساس ببلاده

TT

عاد ألكسندر لوكاشينكو، رئيس بيلاروس، ليؤكد أنه غير عازم على تسليم قرمان بك باقييف، الرئيس القرغيزي المخلوع الذي قال إنه لا يزال يعتبره الرئيس الشرعي الوحيد لقرغيزستان.

وإذ أعلن رفضه الاعتراف بما اتخذته الحكومة القرغيزية المؤقتة من رفع حصانة عن باقييف وتكليف النيابة العامة بإثارة الدعوى الجنائية ضده والمطالبة بتسليمه، قال لوكاشينكو إن موسكو سبق واتخذت نفس الخطوة حين استقبلت لديها الرئيس السابق عسكر عكايف ووفرت له الملجأ والعمل منذ خمس سنوات حين لجأ إليها بعد أن أطاحت به «ثورة السوسن».

وكانت الحكومة المؤقتة قد أعلنت عن مكافآت مالية تتراوح بين عشرين ومائة ألف دولار لكل من يدلي بمعلومات تساعد على القبض على ثلاثة من أشقاء الرئيس المخلوع وابنه الأصغر والرئيس السابق للحكومة القرغيزية دانيار حسينوف.

وحذر رئيس بيلاروس سلطات قرغيزستان من مغبة التفكير في طلب تسليم باقييف حتى لا تتعرض لمواجهة المهانة - على حد قوله. وفي الوقت الذي اعتبر فيه الكثيرون أن ما يتخذه لوكاشينكو من خطوات تتسم بالعداء لموسكو في محاولة منه لخطب ود الغرب، أعرب لوكاشينكو في حديث صحافي لوكالة «رويترز» عن خيبة أمله من العلاقات الراهنة مع الغرب بسبب عدم استجابته لما يقوم به من خطوات في اتجاهه. وقال إن بيلاروس قامت بالكثير تجاه الغرب في الفترة الأخيرة لكنه لم يستجب بالقدر الذي كانت تنتظره.

وكانت بيلاروس قد كشفت عن الكثير مما أسهم في تحسن علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في وقت تزامن مع الكثير من نزاعاتها مع روسيا التي تعتبر أهم حلفائها، وهو ما استجاب له الغرب حين سمح برفع الحظر عن زيارات لوكاشينكو وأعضاء حكومته للبلدان الغربية، لكنه عاد وأفصح عن انتقاداته لعدد من جوانب سياسات مينسك الرسمية تجاه متطلبات الإصلاح وحقوق الإنسان على حد تعبير «رويترز». ووصف لوكاشينكو سلوك بعض الساسة الغربيين بافتقاد المسؤولية وقال إنه كان من المفروض أن يبادر هؤلاء بإعادة الحوار السياسي مع مينسك والكف عن استخدام سلاح العقوبات ورفض منح التأشيرات. وأشار إلى أن بلاده ستقوم في المستقبل بنفس القدر من الخطوات التي يتخذ مثلها الغرب، معيدا إلى الأذهان أنه سبق أن عمل الكثير دون استجابة من جانب الغرب الذي قال إن لوكاشينكو وسياسات بيلاروس لا تروق له على حد تعبيره.

وحول علاقات بلاده مع روسيا قال لوكاشينكو إن موسكو قد تفقد بيلاروس في حال استمرار سياساتها البراغماتية التي تقضي بإلغاء الامتيازات السابقة التي سبق وأقرتها لصالح اقتصاد بيلاروس. وأكد أن ضم روسيا لبلاده في دولة واحدة أمر لا تقبله بيلاروس، مؤكدا ضرورة بناء الدولة الاتحادية التي تضم الدولتين على أساس التكافؤ. وحذر لوكاشينكو من تجاوزات روسيا فيما يتعلق بسياسات وقوانين الاتحاد الجمركي الذي يضم أيضا قزقستان، وإن قال إنه لا ينوي في الآونة الراهنة إعلان قراره حول الخروج من هذا الاتحاد. ووصف الرئيس البيلاروسي فرض رسوم على صادرات روسيا من النفط إلى عضو في الاتحاد الجمركي دون الآخر - ويقصد به قزقستان - أمرا يثير الريبة ويتسم برائحة الفساد. وحول احتمالات عدم مشاركته في لقاءات رؤساء بلدان الكومنولث التي ستجرى في العاصمة الروسية على هامش الاحتفالات بعيد النصر في التاسع من مايو (أيار) الجاري، قال لوكاشينكو إنه لا يريد السفر إلى موسكو لكنه مضطر إلى أن يفعل ذلك. لكنه عاد ليقول إنه إذا كان هناك من يظن أن علاقاته مع بوتين وميدفيديف علاقة سيئة فإنه مخطئ. وأكد أنه والرئيس ميدفيديف ورئيس حكومته بوتين رجال سياسة من نفس المستوى عمرا وتفكيرا على حد قوله. وأضاف أن الخلافات معهما من النوع الذي يمكن تجاوزه. واتهم الصحافيين الذين يعتبرون ميدفيديف ظلا لبوتين بأن ما يقولونه من وحي خيالهم. وفسر ذلك بقوله إنه يجب إعطاء الوقت اللازم لميدفيديف ليحكم قبضته على دولة بمثل حجم روسيا وقدراتها النووية، مؤكدا ضرورة الحذر والانضباط. وضرب مثالا على مدى قوة ميدفيديف كرئيس بما وقعه مع كل من أوكرانيا والنرويج من اتفاقيات، فيما أشار إلى أنهما، أي ميدفيديف وبوتين، سيتفقان فيما بينهما قبيل حلول موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأن الذي يتمتع أكثر بثقة الشعب هو الذي سيخوض هذه الانتخابات.