بغداد: مقتل شخصين في انفجار.. والعثور على جثة مسؤول أمني بارز

التحقيق مع مسؤول في «القاعدة» متورط بقتل 120 شخصا في ديالى

جنود عراقيون يفحصون أسلحة وذخائر ضبطت خلال عمليات في منطقة أبو غريب بضواحي بغداد أمس (أ.ب)
TT

أعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين بجروح في انفجار عبوة ناسفة في بغداد أمس. من ناحية ثانية، عثر على جثة مسؤول أمني كبير في صندوق سيارته.

وحسب المصادر الأمنية، فإن «شخصين قتلا وأصيب أربعة آخرون بجروح في انفجار عبوة ناسفة استهدفت المدنيين». وأضافت أن «الانفجار وقع في منطقة المنصور» في غرب بغداد، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. من ناحية ثانية، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أمنية أن الشرطة عثرت على جثة عبد السلام حسن المدير بوزارة الأمن الوطني، في صندوق سيارته في جنوب بغداد أول من أمس. وأضافت المصادر أنه كان مكبل اليدين ومعصوب العينين ومصابا بأعيرة نارية. إلى ذلك، كشف مصدر أمني مسؤول في محافظة ديالى عن تورط أمير في «القاعدة» بقتل 120 شخصا في مناطق متفرقة من المحافظة. وقال المصدر في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن «القيادات الأمنية والمحققين استكملوا إجراءات التحقيق كافة مع أمير تنظيم القاعدة قاسم حسنية، المعتقل لدى وحدة مكافحة الإجرام في ناحية هبهب التابعة لقضاء الخالص (15 كم شمال بعقوبة)». وأضاف: «تضمنت نتائج التحقيق أن المعتقل هو أمير تنظيم القاعدة في منطقة أبو تمر وحتى منطقة الغالبية التابعة لقضاء الخالص، وأنه متورط بقتل 120 شخصا في مناطق متفرقة من محافظة ديالى مع زرع عشرات العبوات الناسفة التي استهدفت المدنيين ومنتسبي الأجهزة الأمنية». يذكر أن شرطة ديالى اعتقلت قبل يومين «أمير» بعقوبة باسم عبد الحسن الملقب بـ«حجي باسم» المتورط في قتل 24 شخصا مع تهجير عشرات العوائل.

وفي كركوك قال فرهاد حمه علي، مسؤول الإعلام في مديرية الأمن الكردي (أسايش) إن قوة من عناصر الأمن الكردية اعتقلت أمس أحد المطلوبين لدى القوات الأميركية والعراقية على خلفية قيامه بزرع عبوات ناسفة وإطلاق صواريخ على القاعدة الأميركية فيها، وذلك في أحد أحياء المدينة». وأضاف أن «مسلحين مجهولين ألقوا اليوم قنبلة يدوية على دورية تابعة للأمن الكردي (الأسايش) وسط كركوك، مما أسفر عن إصابة أحد رجال الشرطة وأحد عناصر الأمن الكردي ومدني تصادف وجوده في مكان الانفجار». وكان الرائد طاهر قادر أحمد مدير الأمن الكردي (الأسايش) في قضاء الطوز (75 كم جنوبي كركوك) نجا في ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية من محاولة اغتيال عندما انفجرت عبوة ناسفة في موكبه وسط البلدة أصيب فيها أحد أفراد الحماية واثنان من المواطنين تصادف وجودهما في مكان الانفجار، بحسب شرطة كركوك.

إلى ذلك أدان مرصد الحريات الصحافية العراقي، مقتل الصحافي سردشت عثمان حسن، بعد اختطافه الثلاثاء الماضي من قبل أشخاص مجهولين من أمام جامعة صلاح الدين في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق. وقالت عائلة عثمان، إن شرطة الموصل عثرت على ابنها مقتولا، بعد أن اختطفه مجهولون صباح الثلاثاء الماضي، من أمام جامعته في مدينة أربيل، وإن جثته وجدت في الموصل وعليها آثار ضرب ومصابة بطلقات نارية في منطقة الرأس. وقال أحد أقارب حسن للمرصد إن «ما يثير الشكوك هو أن مرتكبي الاختطاف قد نفذوا العملية وسط العشرات من طلبة الجامعة عندما كانوا يتوجهون إلى الدوام». وأضاف: «ضربوه، ومن ثم أخذوه قسرا إلى سيارة بيضاء»، متسائلا: «كيف نفذوا الجريمة وأخرجوا الضحية إلى خارج العاصمة أربيل وسط كل نقاط التفتيش والترتيبات الأمنية». وقال نهرو آلايي رئيس تحرير صحيفة «ئاشتينامة»، إنه وزملاءه في الصحيفة قلقون جدا بسبب مقتل حسن، وما زالوا ينتظرون كشف ملابسات حادث الاختطاف وعملية تصفيته. وصحيفة «ئاشتينامة» هي صحيفة نصف شهرية تصدرها الحركة الديمقراطية لشعب كردستان، والحركة تأسست عام 2000.

والصحافي القتيل يبلغ من العمر 23 عاما وهو طالب في كلية اللغة الإنجليزية في المرحلة الرابعة بجامعة أربيل. وبمقتله يصل عدد القتلى من الصحافيين في العراق إلى 248 صحافيا عراقيا وأجنبيا، منهم 137 صحافيا قتلوا بسبب عملهم الصحافي وكذلك 52 فنيا ومساعدا إعلاميا، بينما لف الغموض العمليات الإجرامية الأخرى التي استهدفت بطريقة غير مباشرة صحافيين وفنيين لم يأت استهدافهم بسبب العمل الصحافي. كما اختطف 64 صحافيا ومساعدا إعلاميا قتل أغلبهم وما زال 14 منهم في عداد المفقودين. حسب إحصاءات مرصد الحريات الصحافية. ودعا رئيس مرصد الحريات الصحافية زياد العجيلي، سلطات إقليم كردستان إلى ضرورة الإسراع في كشف عملية خطف وقتل عثمان، محذرا من خطورة التداعيات المترتبة على عدم توفير الظروف الآمنة للعمل الصحافي في كردستان، مبديا استغرابه من السهولة التي توفرت للجناة أثناء ترتيبهم للحادث وقيامهم بارتكابه من دون أن يكون لأجهزة الأمن في الإقليم أي دور في استباق الجريمة ووقفها، خاصة أنها تمت وسط مدينة أربيل المعروفة بالإجراءات الأمنية المشددة والمراقبة الكثيفة لأي تحرك، مما يدعو للقلق البالغ من عودة عمليات استهداف الصحافيين وتصفيتهم مع القدرة على الإفلات من الملاحقة.