هيئة الحج والزيارة الإيرانية تضيق الخناق على أصحاب الفنادق في النجف وكربلاء

صاحب فندق لـ«الشرق الأوسط»: الحل الوحيد أن تشتري الهيئة فنادقنا

زوار إيرانيون يشترون مصوغات في إحدى أسواق النجف (أ.ف.ب)
TT

يشكو أصحاب الفنادق في مدينتي كربلاء والنجف من أن هيئة الحج والزيارة الإيرانية تضيق الخناق عليهم، قائلين إنهم يحصلون على مستحقاتهم متأخرة وعن طريق الشركات السياحية وليس عن طريق الهيئة مباشرة.

ويقول كاظم مهدي السلطاني رئيس رابطة فنادق النجف لـ«الشرق الأوسط» إن «منظمة الحج والزيارة الإيرانية لا تعطي الأموال إلى أصحاب الفنادق مباشرة بل عن طريق الشركات السياحية مما يسبب متاعب كثيرة لأصحاب الفنادق، حيث تتأخر الأموال إلى شهرين»، مضيفا: «أسعار الفنادق حددت بـ28 دولارا و25 دولارا و23 دولارا في الليلة، والمشكلة التي يواجهها أصحاب الفنادق هي قيام الشركة باستقطاع دولارين، دولار كمصروفات إدارية وواحد في المائة كمصروفات عامة، بالإضافة إلى استقطاع 15 ألف دينار عراقي عن كل حافلة، و5 دولارات للمطبخ المركزي». إلى ذلك قال أحد أصحاب الفنادق لـ«الشرق الأوسط» رافضا الكشف عن اسمه: «إننا نعرض على منظمة الحج والزيارة الإيرانية شراء فنادقنا وهذا الحل هو الوحيد في رأيي».

الدكتورة افتخار عباس هادي رئيسة لجنة السياحة في مجلس محافظة كربلاء قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «وفدا رسميا من منظمة الحج والزيارة الإيرانية زار المحافظة وقد اجتمع بمحافظ المدينة لبحث ومناقشة جميع القضايا التي تدخل في تقديم الخدمات للزوار وخصوصا الإيرانيين منهم»، مضيفة: «توجد لدينا الكثير من الملاحظات حول عمل منظمة الحج والزيارة الإيرانية، ومنها المطبخ المركزي وأجور الزوار وغيرها». وأكدت أنه «تم تشكيل لجنة من قبل الطرفين الإيراني والعراقي لبحث جميع المشكلات وتقديم المقترحات، ومنها مقترح بتدريب 100 شخص عراقي على الأكلات الإيرانية ليديروا المطابخ الحالية، بالإضافة إلى توفير مركبات صغيرة لنقل الزوار داخل المدينة القديمة».

وفيما يخص عدد الزوار الإيرانيين الموجودين يوميا في كربلاء قالت المسؤولة: «لدينا ما بين 15 ألف إلى 18 ألف زائر يوميا يتوافدون عبر منظمة الحج والزيارة الإيرانية، وهذا العدد يتضاعف في بعض الأوقات فضلا عن دخول زوار عن طريق الشركات».

ويؤكد الباحث الاقتصادي محمد جاسم لـ«الشرق الأوسط» أن «ما يدخل للاقتصاد العراقي من مردود مالي تعطيه السياحة الدينية بيد لتأخذه منظمة الحج والزيارة الإيرانية باليد الأخرى، وبالتالي فهو انتعاش كاذب وبطالة مقنعة». وأضاف: «وهذا الحراك الاقتصادي مهدد بالزوال عندما يتوقف توافد الزوار الإيرانيين، وبالتالي فإن هذه المنظمة تتحكم في السوق المحلية برمتها وليس فقط أصحاب الفنادق، باعتبار أن أكثر الزوار هم من إيران، وهي تلعب على هذا الوتر وتستطيع أن تهدد بورقة إيقاف الزوار في أي لحظة لذلك تسكت عنها الجهات المعنية وتخضع لشروطها دائما».

يذكر أن منظمة الحج والزيارة الإيرانية تتحكم في اختيار الفنادق وتملي شروطها على أصحابها، فضلا عن تعاملها مع نحو 10 شركات سياحية فقط من بين أكثر من 500 شركة سياحية في العراق، مما أجبر البعض من أصحاب الفنادق إلى عرضها للبيع بسبب عدم الفائدة منها.