تقديرات إسرائيلية: ميتشل سيعلن استئناف المفاوضات غدا

خطة لليمين المتطرف لإفشال المحادثات حتى باللجوء للإرهاب

ابو مازن لدى استقباله المبعوث الاميركي ميتشل في رام الله امس (أ ب)
TT

ذكرت تقديرات إسرائيلية أن مبعوث السلام الأميركي، جورج ميتشل، سيعلن رسميا انطلاق المفاوضات غير المباشرة غدا.

وكان ميتشل قد أنهى القسم الأول من محادثاته في إسرائيل، أمس، بلقاءين قيل إنهما صوريان مع كل من الرئيس شيمعون بيريس ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان. وردد بيريس في اللقاء الحجج التي تذرع بها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، حول ضرورة بدء المفاوضات بالموضوع الأمني، قائلا «عندما انسحبنا من قطاع غزة سنة 2005 انهالت علينا الصواريخ. ونحن نريد ضمانات كي لا يتكرر الأمر في الضفة الغربية».

وأما ليبرمان، فراح يتحدث عن التحريض على إسرائيل في السلطة الفلسطينية وعن صعوبة التفاوض في ظل هذا التحريض.

وقال النائب زئيف ألكين، رئيس كتلة الائتلاف الحاكم، إن هذه المفاوضات غير مجدية. وأضاف «العالم يرى من يريد السلام ومن لا يريده، وواضح أن القيادة الفلسطينية غير مستعدة للسلام.. رغم أننا مددنا لها يدنا منذ تشكيل الحكومة».

وشكك في نجاح المفاضات نائب نتنياهو وزير التطوير الإقليمي، سلفان شالوم، الذي ادعى أن القيادة الفلسطينية الحالية غير مؤهلة للمضي قدما في مسيرة السلام.

ونشرت قناة التلفزيون التابعة للكنيست، نتائج استطلاع رأي تقول إن 79% من الإسرائيليين لا يؤمنون بأن المفاوضات غير المباشرة ستفضي إلى عملية سلام حقيقية، مقابل 14%. وقال 47% إن نتنياهو مستعد لتقديم تنازلات حقيقية للسلام، مقابل 44% لا يعتقدون. وعندما سئلوا: من سيكون مسؤولا عن فشل المفاوضات في حالة إجهاضها، قال 55% إنه الرئيس الفلسطيني مقابل 17% قالوا إنه نتنياهو.

في الوقت ذاته تدير الحكومة الإسرائيلية رسميا حملة عالمية ضد السلطة الفلسطينية وإظهارها غير صالحة كشريك مخلص في عملية السلام. وكشف النقاب عن خطة وضعتها عدة تنظيمات استيطانية تستهدف إفشال المفاوضات بعمليات تخريب متعددة ضد الفلسطينيين من جهة وضد الفنادق الإسرائيلية التي ستستضيف المفاوضات في المستقبل.

وبادرت إلى هذه الخطة حركة «أرض إسرائيل خاصتنا» التي تضم عناصر غلاة اليمين المتطرف ولا تؤمن بسلام مع الفلسطينيين وترفض فكرة الدولة الفلسطينية، وسبق أن اشتبه في قادتها ايتان بن جبير وباروخ مارزل وغيرهما بتخطيط ومحاولة تنفيذ عمليات إرهاب ضد الفلسطينيين. ودعت كل من يناصرها للانضمام لمشروعها الجديد الهادف إلى التشويش على المفاوضات. وشكلت «غرفة عمليات».

ومع أنها لا تكشف عن كل خططها، إلا أن المذكرة التي أعدتها، اعتبرت المفاوضات «عملا خطيرا يهدف لإقامة دولة إرهاب عاصمتها القدس وطرد عشرات الآلاف (المستوطنين) من بيوتهم ومواصلة الانسحابات والاستسلام، وهذه المرة بقيادة حكومة يمين برئاسة نتنياهو وليبرمان». ودعت إلى إفشال المفاوضات بالعنف «تجري المفاوضات عادة في الفنادق، نذهب إلى هناك، نتظاهر نحدث ضجيجا، وإذا جاءت الشرطة لا نهرب، بل نواجهها ونلهيها، في ما يتسلل بعضنا لأروقة الفندق ويدخلون الغرف ويفجرون جلسات المفاوضات». ولخصت «يجب أن يشعر أصحاب الفنادق بأن استضافة مفاوضات كهذه تخرب عليهم أكثر مما تجديهم نفعا». وجاء في المذكرة أن ممثلي السلطة الفلسطينية في المفاوضات هم «مجموعة إرهابيين يكرهون إسرائيل ولكنهم يرون في المفاوضات أملا لتدميرنا». ونشرت صور المفاوضين حتى يتعرف عليهم نشطاؤها، ما يوحي بأنهم لا يستبعدون إمكانية الاعتداء عليهم.

وقال ايتان بن جبير، في حديث صحافي أمس إنه لا يكترث لما سيحدث للمفاوضين الفلسطينيين، «فهم إرهابيون أيديهم ملطخة بالدماء». وأضاف أن «اليمين حاول وفشل في تخريب اتفاقات أوسلو اللعينة»، ولكنه سينجح هذه المرة.

يذكر أن المستوطنين المتطرفين كانوا قد اتبعوا لأنفسهم أسلوب إرهاب جديدا منذ نحو السنة، وهو الرد على كل قرار أو إجراء لا يعجبهم من حكومتهم باعتداءات انتقامية على الفلسطينيين. وصعدوا هذه الاعتداءات مؤخرا بإحراق المساجد في البلدات الفلسطينية.

والملفت للنظر، أن الحكومة الإسرائيلية لم تحرك ساكنا إزاء هذه الخطة. بل إن صحيفة «هآرتس» كشفت، أمس، أن وزارة الخارجية، تعمل بالتعاون مع عدة منظمات وحركات يمينية لتحطيم سمعة السلطة وقادتها، خصوصا أبو مازن ورئيس الوزراء، سلام فياض، اللذين يحظيان بتقدير كبير في العالم كرجال سلام وإظهارهما كأعداء للسلام. وفي مقدمة هذه المنظمات: «صندوق إسرائيل المركزي» و«نظرة للإعلام الفلسطيني» اللتان تتابعان ما ينشر ويبث في وسائل الإعلام الفلسطينية المكتوبة والمسموعة والمرئية، لتتصيد مواد تحريض على إسرائيل واليهود وغيرها.

وتباهى داني أيلون نائب وزير الخارجية بهذا التعاون، قائلا للصحيفة «حان الوقت لأن نكف عن الدفاع عن أنفسنا في وجه الهجوم الفلسطيني ونشن هجوما مضادا. وفي سبيل ذلك مستعدون للتعاون مع أي تنظيم». وادعى أيلون أن السلطة الفلسطينية تدير حملة تحريض على إسرائيل، وتمجد في الوقت نفسه الإرهابيين الفلسطينيين مثل دلال المغربي. واعتبر ذلك تشجيعا على الإرهاب. وقال إن من واجب إسرائيل أن تكشف الوجه الحقيقي للسلطة الفلسطينية في العالم.