حرب «بناء» و«استيطان» فلسطينية إسرائيلية في الضفة الغربية

الفلسطينيون يبنون مزيدا من المدن الجديدة.. وحكومة نتنياهو ستشرع نقاطا استيطانية عشوائية

TT

أثارت المدينة النموذجية الأولى في الضفة الغربية التي بوشر بناؤها قرب مدينة رام الله في يناير (كانون الثاني) الماضي، غضب اليهود المتطرفين في المستوطنات القريبة، فصعدوا من حملتهم لوقف أعمال البناء بزعم أنها تضعف الوجود اليهودي في منطقة بنيامين.

ورغم هذه المناوشات أخذ صندوق الاستثمار الفلسطيني على عاتقه إقامة مدن نموذجية أخرى بالإضافة إلى مدينة الروابي الخاصة، في محاولة لاستثمار أراض مفتوحة في الضفة. ويأتي هذا في إطار خطة حكومة سلام فياض للانتهاء من بناء مؤسسات الدولة في غضون عامين.

ولا يرضي هذا إسرائيل فقررت مواجهة ما تصفه بـ«الاستيطان» الفلسطيني، باستيطان يهودي. وقالت حكومة بنيامين نتنياهو إنها ستشرع نقاطا استيطانية عشوائية في الضفة، وهذا ما يسمح بتوسيعها لاحقا إلى مستوطنات كبيرة.

وهذا الأسبوع هاجم نحو 200 مستوطن، مدينة «الروابي»، ولاحقوا العمال ومنعوهم من مواصلة العمل في المدنية التي باتت تمثل حلما لكثير من الشباب الفلسطينيين محدودي الدخل. وقال مسؤول مراقبة العمل في المشروع/ المدينة إن نحو مائتي مستوطن قدموا من مناطق مختلفة وتجمعوا في محيط المدينة، مما اضطر العمال إلى مغادرتها خوفا على حياتهم.

وحاول مستوطنون من حركة ما يسمى «شباب من أجل أرض إسرائيل» في الشهر الماضي، كعمل انتقامي، إنشاء بؤرة استيطانية جديدة قرب الروابي، تحمل اسم «بير زيت».

ويدعي نشطاء يمينيون أن الروابي ستشكل خطرا على أمن إسرائيل، وستؤدي إلى اختناقات مرورية، وتلوث في البيئة.

وتدرس جماعات استيطانية احتمال اللجوء إلى القضاء يدعمها أعضاء كنيست. وحرض النائب اليميني زفولون أورليف، المستوطنين بقوله إن أعمال بناء الروابي تجري بوتيرة جنونية في الوقت الذي تشهد فيه أعمال البناء في المستوطنات فترة تجميد، معتبرا أن الأزمة لدى الفلسطينيين ليس في إقامة مدن جديدة بل أحياء إضافية لمدن قائمة.

وتجرأ المستوطنون على مهاجمة «روابي»، رغم أنها تقع في المنطقة (أ) التي تخضع لسيطرة السلطة ودعمت المشروع الخاص، المقام على أرض مساحتها 250 فدانا (نحو مليون متر مربع) شمال رام الله.

يذكر أن الطرق المؤدية إلى المدينة تخضع للسيطرة الإسرائيلية. ويرى يهودا إلياهو، مدير عام حركة «رغافيم»، التي تدرس اتخاذ إجراءات قضائية ضد «روابي»، أن المدينة تشكل جزءا من خطوة شاملة لإقامة دولة فلسطينية في الواقع من دون إجراء أي نقاش عام، ومن دون اتخاذ قرارات بشكل مرتب ومنظم من قبل سلطات الدولة.

وتصل تكلفة إقامة المدينة إلى أكثر من 350 مليون دولار، ومؤخرا أخذت شركات كبيرة على عاتقها إقامة مشاريع مماثلة في رام الله، وبعضها جاء بدعم حكومي، منها ضاحية الريحان في منطقة رام الله أيضا. وهناك أيضا ضاحية الجنان قرب جنين والقمر في أريحا، كما أكد ذلك لـ«الشرق الأوسط» الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن).