فيصل شاه زاد تطرفه تدريجيا.. وأعجب بالعولقي

التحقيق مستمر في «عملية تايمز سكوير»

ضباط شرطة أمام مدخل المحكمة الفيدرالية في مانهاتن بنيويورك ينتظرون مثول فيصل شاه زاد الأميركي من أصل باكستاني منفذ اعتداء نيويورك الفاشل للنظر في الاتهامات الموجهة إليه أمس (أ.ف.ب)
TT

كشف المتهم بمحاولة تفجير حي «تايمز سكوير» في نيويورك، فيصل شاه زاد، الكثير من التفاصيل حول أسباب تطرفه خلال التحقيق المستمر معه في نيويورك.. آخر هذه التفاصيل إعجابه بالشيخ أنور العولقي، المتهم بالتحريض على الإرهاب. وبالإضافة إلى أفكارهما المتطرفة، ما يربط شاه زاد والعولقي هو حملهما الجنسية الأميركية، وسهولة تحركهما في البلاد قبل اتهامهما بقضايا إرهاب. وتفيد تقارير أولية من التحقيق مع شاه زاد بأنه «تطرف تدريجيا».

ويدرس المسؤولون الأميركيون حالة شاه زاد بدقة، بهدف فهم عقلية أميركيين يتجهون إلى التطرف والعنف، مثل ما حصل مع شاه زاد، وقبله الميجور نضال حسن، المتهم بالهجوم على قاعدة عسكرية أميركية على الرغم من انتمائه إلى الجيش الأميركي.

وقالت وزيرة الأمن الداخلي جانيت نابيلوتانو، أمس، بأن هناك «نمطا» يظهر حول تطرف عدد قليل من الأميركيين، مضيفة في تصريحات صحافية، أمس: «كيف تسير هذه العملية وما أفضل طريفة لوقفها، هو أمر ما زال نعمل عليه».

وأفادت تقارير عدة، أمس، بأن شاه زاد تطرف تدريجيا خلال زيارات متتالية إلى باكستان خلال السنوات الماضية، على الرغم من إقامته مع زوجته في الولايات المتحدة، وحصوله على شهادة ماجستير، وعمل مستقر.

ومثل الميجور نضال حسن، يبدو أن شاه زاد لم يكن على اتصال مباشر مع تنظيم القاعدة ولا قادته، مما يصعب على السلطات الأميركية معرفة توجهاتهم أو نياتهم. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى، مطلع على تقارير التحقيق، لصحيفة «واشنطن بوست»، أمس، بأن تطرف شاه زاد كان «أمرا تدريجيا بدأ قبل سنوات». ويبدو أن غضب شاه زاد من التصرفات الأميركية، وبخاصة قصفها للقرى الباكستانية، صعدت من تطرفه. وأضاف المسؤول للصحيفة الأميركية: «إنه مزيج من الدين والغضب».

ويذكر أن شاه زاد زار باكستان مرات عدة منذ وصوله إلى الولايات المتحدة عام 1999، وكان مستاء من القصف الأميركية المتتالي على حدود باكستان مع أفغانستان التي ترعرع بها.

ولكن الغضب وحده لم يكن كافيا، فدعوة العولقي إلى استهداف الولايات المتحدة أيضا أسهمت في تحديد تفكير شاه زاد، وجعله يتخلى عن حياته في الولايات المتحدة، ويتوجه إلى التطرف. وتفيد التحقيقات مع شاه زاد إلى أن العولقي «ألهمه» من خلال خطبه الموضوعة على مواقع إلكترونية. وتعتبر السلطات الأميركية العولقي، الذي يعتقد أنه في اليمن الآن، من بين أكثر المحرضين على التطرف العنيف المتقنين للغة الإنجليزية، والقادرين على الوصول إلى أميركيين أو غيرهم من خلال الإنترنت. وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، بأن أصدقاء لشاه زاد أشاروا إلى أنه ازداد تطرفا وانعزالا خلال العام الماضي. ويذكر أن نضال حسن، المتهم بقتل 13 شخصا في قاعدة فورت هود في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، كان على اتصال مباشر بالعولقي، بينما الشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب المتهم بمحاولة تفجير طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة نهاية العام الماضي، كان قد التقى العولقي.

وبسبب كون العولقي يحمل الجنسية الأميركية، مثل شاه زاد، يدور نقاش متواصل في واشنطن حول إمكان سحب الجنسية من الذين ينتمون، أو يدعمون تنظيمات إرهابية.

يذكر أن العولقي أول أميركي يوضع على قائمة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» للتصفية، مما فتح جدالا حول حق الإدارة الأميركية في استهداف أميركيين من دون محاكمتهم.

ومن جهة أخرى، هناك مطالب متصاعدة من باكستان لمواجهة التطرف في بلادها ومنع تدريب المتطرفين على أراضيها بعد أن كشفت التحقيقات أن شاه زاد تدرب هناك. وأكد الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس، أن الإدارة الأميركية راضية عن تعاون باكستان مع واشنطن في التحقيق الجاري، ممتنعا عن الخوض في المزيد من التفاصيل حولها.