الأمم المتحدة: مقتل جنديين مصريين من قوات حفظ السلام في دارفور

صراع داخلي في جيش جنوب السودان بعد فشل محادثات مع جنرال متمرد.. ومقتل 53

TT

قتل جنديان مصريان من قوة حفظ السلام في دارفور وجرح ثلاثة أمس في كمين في الإقليم المتوتر غرب السودان، على ما أعلن مسؤول في القوة التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.

ووقعت الحادثة في جنوب دارفور حيث نصب مسلحون مجهولون كمينا، بحسب المسؤول في بعثة السلام المشتركة المنتشرة في المنطقة التي تشهد حربا أهلية منذ 2003. وتعرضت البعثة منذ انتشارها في الأول من يناير (كانون الثاني) 2008 إلى عدد كبير من الهجمات الدامية لم تتبنها أي جهة. وقال بيان للقوة الهجين من قوات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إن عدد القتلى من أفراد القوة في أعمال عدائية ارتفع بعد الكمين إلى 24 فردا منذ تشكيل القوة أوائل عام 2008.

إلى ذلك قال جنرال متمرد من جيش الجنوب إن قوات الحكومة هاجمت مواقعه مما خلف (53) قتيلا، غير أن مسؤولا في حكومة الجنوب قلل من قوة الجنرال المتمرد، واتهمه بأنه مدفوع من جهات خارج الجنوب، في إشارة إلى المؤتمر الوطني الذي ظلت الحركة الشعبية وحكومة الجنوب تتهمانه بزعزعة الاستقرار في الإقليم شبه المستقل، في وقت دعا رئيس حزب الأمة الصادق المهدي إلى تشكيل منبر قومي لجميع الأوساط الجنوبية لخيار الوحدة إلى جانب الدعوة والعمل على برنامج واضح المعالم والتحالف الواسع مع كل القوى الوطنية لنجدة السودان على أساس السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل.

قال الجنرال جورج أثور المارق عن جيش جنوب السودان إن القوات الحكومية اشتبكت مع جنود موالين له مما خلف 53 قتيلا، وكان أثور قد دخل في مفاوضات مع حكومة الجنوب لكنه أهدر الآمال في التفاوض من أجل إنهاء تمرده الصغير مع مجموعة من قواته احتجاجا على نتيجة الانتخابات التي أجريت في أبريل (نيسان) الماضي، والتي شارك فيها أثور مستقلا وخسرها أمام أحد قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تحكم جنوب السودان بزعامة الرئيس سلفا كير، وهو كوال ميانق والي جونقلي الغنية بالنفط.

وقال أثور إنه تحدث إلى كير مباشرة بشأن مسألة الانتخابات، وعن مشاركة بعض قواته في قتال بقاعدة عسكرية لجيش جنوب السودان في 30 أبريل الماضي سقط خلالها ثمانية قتلى، وقال: «لا أعتقد أننا يمكن أن نتحدث إليه ثانية... لقد قررنا ألا تكون هناك أي مفاوضات بعد ذلك»، وأضاف أثور متحدثا إلى «رويترز» من جونقلي حيث تملك شركة «توتال» الفرنسية امتياز البحث عن النفط: «جاءت قوات سلفا كير وهاجمتنا في كوليت أمس... لقد خسر العدو خسائر كبيرة - عثرنا حتى الآن على 50 جثة... ولدينا ثلاثة قتلى»، وكان أثور مرشحا مستقلا ينافس على مقعد والي جونقلي. واتهم مع عدد من المرشحين المستقلين الآخرين الحركة الشعبية بتزوير الانتخابات. ويريد أثور الحصول على عفو عن جنوده وعزل والي جونقلي. ويقدر جيش جنوب السودان عدد قوات أثور بنحو 100 رجل. ولم يذكر أثور عدد قواته.

وقال جيش جنوب السودان إنه أرسل وحدة استطلاع اشتبكت مع قوات حكومية، واعتبره خارجا عن القانون وسيقدم إلى محاكمة في حالة القبض عليه، وقال المتحدث باسم الجيش بالإنابة ملاك أيوين لـ«الشرق الأوسط» إن جنديا واحدا من جيش الجنوب قد أصيب. وأضاف أن جيش الجنوب لم يتلق أي أوامر لمهاجمة أثور، وقال إن بعض القوات طاردت جنود أثور ولم تبلغ عن النتيجة حتى الآن.

من جانبه قال وزير الشؤون القانونية في حكومة الجنوب مايكل مكواي لـ«الشرق الأوسط» إن أثور أصبح خارجا عن القانون وتمرد على جيش نظامي ولا بد من القبض عليه ومحاكمته، واصفا الجنرال المتمرد بالمغلوب على أمره، وقال: «ليس لديه أعداد كبيرة من الجنود كما يحاول الإعلام المحلي والدولي تصوير ذلك... عدد جنوده لا يتعدى الأربعين عسكريا وبعض المواطنين»، وأضاف: «ليست هناك قبيلة خلفه، لكن وراءه أشخاصا... ومن يقف وراءه هم من خارج الجنوب يمدونه بالسلاح ويحرضونه على الحكومة لنسف استقرار المنطقة»، رافضا تسمية الجهات التي تقف وراء أثور، وقال: «عند القبض على الرجل سنكشف الحقائق في المحكمة». وقال مكواي إن أثور قدم استقالته من الحركة الشعبية والجيش الشعبي وترشح مستقلا برفضه الانصياع إلى قرار قيادة الحركة بعدم الترشح ضد كوادرها، وأضاف: «هو اختار الاستقالة وترشح وخسر ورفض القبول بخيارات المواطنين وأراد التنازل عسكريا، وسيتم حسمه قريبا».