المحققون يبحثون عن آخرين يقفون وراء محاولة الاعتداء الفاشلة في نيويورك

شريط مصور يظهر المشتبه في تورطه في حادث «تايمز سكوير» وهو يشتري مفرقعات

TT

قال رجال جمارك، اعتقلوا فيصل شاه زاد منفذ اعتداء نيويورك الفاشل عندما كان في طائرة تستعد للإقلاع إلى دبي، بأنه كان يتوقع أن يلقى القبض عليه.

وأعلن الجمركي روبرت ماكونكي، ردا على سؤال لشبكة «آي بي سي نيوز» أن شاه زاد قال لدى اعتقاله مساء الاثنين في مطار نيويورك: «كنت أنتظركم.. وتساءلت: لماذا استغرق (توقيفي) كل هذا الوقت؟».

إلى ذلك، توصل المحققون الأميركيون الذين يحاولون تحديد الجهة التي تقف وراء الاعتداء الفاشل في نيويورك، إلى رسم مسار فيصل شاه زاد المتهم الرئيسي في محاولة الهجوم في الأيام التي سبقت اعتقاله. وقال مسؤولون كبار لصحيفة «نيويورك تايمز»، الخميس: «من المرجح جدا أن حركة طالبان الباكستانية لعبت دورا في الهجوم الفاشل الذي وقع مساء السبت في ساحة تايمز سكوير وسط نيويورك».

وكان المحققون قد شككوا أولا في هذه الفرضية، حتى بعد تبني طالبان باكستان العملية في شريط فيديو نسب إليها. لكن الناطق باسم الحركة نفى أول من أمس أي علاقة لطالبان الباكستانية بمنفذ الهجوم.

وقال عزام طارق المتحدث باسم طالبان باكستان، الذي كان يتحدث من مكان مجهول: «نحن لا نعرفه حتى.. ولم ندربه».

وأشار إلى احتمال أن يكون المتهم فيصل شاه زاد تدرب في باكستان على أيدي جماعة أخرى. وإلى جانب طالبان باكستان، تتمتع حركات مثل جيش محمد وعسكر طيبة، بوجود في المناطق القبلية القريبة من الحدود مع باكستان.

وتفيد دعوى القضاء الأميركي بأن فيصل شاه زاد الباكستاني، الذي حصل على الجنسية الأميركية منذ عام، بأنه تلقى في نهاية 2009 تدريبا على إنتاج قنابل في إحدى المناطق القبلية في وزيرستان، التي تنتشر فيها الجماعات الباكستانية المتطرفة وتنظيم القاعدة. ولم تقدم السلطات الباكستانية، التي تعهدت التعاون بشكل كامل مع الولايات المتحدة في التحقيق، معلومات قليلة عن نتائج تحقيقاتها، وعن عدد الذين اعتقلوا في البلاد. وأكد الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس، أن واشنطن مرتاحة لتعاون إسلام آباد في هذه القضية.

وفي نيويورك، ما زال شاه زاد - 30 عاما - الذي اعتقل مساء الاثنين، يرد على أسئلة المحققين الذين لم يحيلوه بعد أمام النيابة. وقالت صحيفتا «نيويورك بوست» و«ديلي نيوز» من دون تحديد مصادر، بأن فيصل شاه زاد عاد إلى ساحة تايمز سكوير غداة محاولة الهجوم ليستعيد سيارة كان قد نسي مفاتيحها. وفي الواقع، كان شاه زاد قد أوقف سيارة أخرى على بعد نحو مائة متر عن المكان الذي اختاره للهجوم، وكان ينوي الهرب فيها. لكنه نسي مفاتيح هذه السيارة في السيارة رباعية الدفع التي وضع فيها المتفجرات. لذلك اضطر الرجل إلى العودة إلى بيته بالقطار، والعودة في اليوم التالي حاملا مفاتيح ليستعيد سيارته. وتوجه، الاثنين، على متن سيارته هذه إلى مطار كينيدي، حيث اعتقلته الشرطة قبل دقائق من إقلاع طائرته إلى دبي.

من جهة أخرى، بث شريط مصور في الولايات المتحدة، يظهر فيه المشتبه في تورطه في محاولة التفجير الفاشلة في ساحة تايمز سكوير، في نيويورك، وهو يشتري مفرقعات. وأذاعت شبكة «سي إن إن» الأميركية الإخبارية اللقطات المصورة أول من أمس، التي التقطتها كاميرات في متجر «فانتوم فاير وركس» للمفرقعات في ماتامراس، في ولاية بنسلفانيا، التي قيل إنها تظهر فيصل شاه زاد وهو يشتري مفرقعات.

وكانت هذه المفرقعات جزءا من مكونات القنبلة التي وضعت داخل السيارة السوداء، التي كانت متوقفة يوم السبت في قلب نيويورك، ولم تنفجر القنبلة على الإطلاق. وأبلغ بائع متجول الشرطة عن السيارة المشتبه فيها فور مشاهدته للدخان المتصاعد منها.

واعتقل شاه زاد، وهو مواطن أميركي من أصل باكستاني، يوم الاثنين الماضي بينما كان يحاول الفرار من البلاد في مطار جون إف كينيدي الدولي.

ويواجه شاه زاد اتهامات تتضمن محاولة تنفيذ هجوم إرهابي.