الملكة لم تنتظر الفائز في قصر باكنغهام.. وتعطي السياسيين فرصة ليتفقوا

عادة لا تتدخل في تقديم النصائح السياسية للأحزاب

TT

عادة بعد يوم الانتخابات في بريطانيا وصدور النتائج خلال الساعات القليلة المقبلة، تكون الملكة بانتظار زعيم الحزب الفائز في مقرها بقصر باكنغهام، لتتناول معه فنجانا من الشاي وتطلب إليه تشكيل الحكومة المقبلة، وتثبته رئيس وزراء البلاد. إلا أنه في هذه المرة، لم تكن الملكة حتى في قصر باكنغهام، ولم تكن بانتظار الفائز في الانتخابات.. لأنه لم يكن هناك من فائز واضح.

وبغياب فائز واضح، تبقى الملكة إليزابيث الثانية بانتظار أن تتوصل الأحزاب السياسية إلى اتفاق في ما بينها، ضمن مهلة زمنية معقولة، ولا تتدخل في المبدأ أو تقدم النصائح للأحزاب. وبعد أن تتوافق الأحزاب، عندها تدعو رئيس الحكومة الحالي غوردن براون إلى القصر لتسأله إذا ما كان باستطاعته أن يشكل حكومة. إذا قال نعم، يمنح الفرصة لكي يحاول تشكيلها. إذا قال لا، عندها يستقيل وتدعو الملكة فورا زعيم أكبر كتلة نيابية، وهو حزب المحافظين، أي ديفيد كاميرون، وتسأله «هي يمكنك تشكيل حكومة؟»، عندها يقول نعم ويحاول تشكيلها. إلا أن الوصول إلى هذه النقطة قد يأخذ أياما تتناقش خلالها الأحزاب حول أشكال الحكومة الممكنة.

إلا أن دور الملكة قد يتوسع إذا ما رأت أن هناك حاجة لتدخلها، وأن مفاوضات الزعماء مثلا تأخذ وقتا طويلا ينعكس سلبا على الأوضاع في البلاد. فهي عادة، تدعو زعيم الحزب الفائز لتشكيل حكومة. إلا أن ما ستفعله هذه المرة سيكون مسألة حساسة. فهي نظريا، لديها القدرة لكي تمارس حكمها حول من تعتقد أنه أقدر على تشكيل حكومة ائتلافية، وقد تدعو أيا من رئيس الوزراء غوردن براون أو زعيم حزب المحافظين دايفيد كاميرون، لتطلب إليه ذلك. إلا أن ذلك سيكون تدخلا سياسيا غير معتاد في بريطانيا من قبل الملكة التي تملك ولا تحكم. وكتبت صحيفة الـ«ديلي تليغراف» اليمينية أمس، أن الملكة إليزابيث الثانية قد تؤخر دعوة أي من الزعيمين للقائها، بانتظار إشارات واضحة حول أي منهما سيتمكن من تشكيل ائتلاف. وقالت الصحيفة نقلا عن أحد مستشاري الملكة الذين ينصحونها حول كيفية التعاطي مع المسألة «إذا فاز حزب العمال بعدد أكبر من المقاعد، فإن الملكة ستطلب إلى براون أن يحاول تشكيل حكومة.. إلا أنه إذا كان كاميرون قد حقق فوزا واضحا، فعندها سيكون براون تحت ضغط شديد لكي يتنازل ويسمح لزعيم المحافظين بأن يحاول تشكيل حكومة ائتلافية، أو ربما حكومة أقلية».