خلال الـ100 عام الماضية، أفرزت الانتخابات في بريطانيا 5 برلمانات معلقة، وكان آخرها في عام 1974. في فبراير (شباط) من ذلك العام، لم يتمكن أي من الحزبين الكبيرين، العمال والمحافظين، من الفوز بأغلبية مقاعد مجلس العموم، كما حصل في هذه الانتخابات.
حاول رئيس الوزراء المحافظ إدوارد هيث أن يشكل حكومة، إلا أنها انهارت خلال أيام بعد أن فشل في التوصل إلى اتفاق مع الحزب الليبرالي حينها أو النواب الآخرين. عندها، دعت الملكة زعيم حزب العمال هارولد ويلسون، الذي ترأس الحكومة بين عام 1964 وعام 1970، لكي يشكل حكومته. عاشت حكومته شهورا، ودعي بعد أشهر لإجراء انتخابات أخرى.
فحصلت انتخابات في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 1974، وأسفرت عن فوز العمال بأغلبية ضئيلة. إلا أن ويلسون استقال في عام 1976. وانتخب حزب العمال بعده جايمس كالاهان كزعيم جديد للحزب، وتسلم رئاسة الوزراء. إلا أن حزب العمال خسر أغلبيته بعد أن أجريت انتخابات فرعية، فنحته مارغريت ثاتشر زعيمة حزب المحافظين في عام 1979 عن الحكم.
وفي القرن العشرين، كان أول برلمان معلق حظيت به بريطانيا في عام 1910 عندما انتخب الحزب الليبرالي بزعامة رئيس الوزراء هيربرت أسكيش، وحكم كأقلية. إلا أن الحزب أراد أن يجمع أغلبية فدعا لانتخابات في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، إلا أن النتيجة كانت شبه متطابقة للانتخابات الســـابقة. فاستمر الحزب في الحكم كأقلية حتى عام 1915 بدعم حزب العمال والأحزاب الوطنية الأيرلندية.
في الانتخابات العامة في عام 1923، حصل حزب المحافظيـــــــن الحاكم على أكبر كتلة نيابية في برلمان معلق، إلا أن رئيس الوزراء ستانلي بالدوين اســـــــــــــــــتقال لصالح زعيم العمال رامزي ماكــــــــــدونلد. وقد كوفئ بالدوين على تكتيكه في الانتخابات التالية التي جرت بعد أقل من عام، وفاز حزبه بفارق كبير.
وفي عام 1929، شكل حزب العمال بزعامة ماكدونلد حكومة أقلية بدعم الحزب الليبرالي، على أساس إدخال تعديلات جذرية على النظام الانتخابي. إلا أن هذا التحالف انهار في عام 1931 بسبب انقسام داخل الحكومة بين أعضاء حزب العمال حول كيفية تقسيم الميزانية. ولكن رئيس الوزراء ماكدونالد، شكل حكومة ائتلافية تضم المحافظين، وبعض الليبراليين، وعددا صغيرا من حزبه، وكان الكساد الكبير أحد أهم الأسباب التي دفعته إلى فعل ذلك. وقد شكلت «الحكومة الوطنية» أيضا بعد انتخابات عام 1931 وعام 1935، ولكن تحت سيطرة أكبر للمحافظين.