إخوان الأردن يقررون فك العلاقة مع حماس وينتخبون المتشدد بني أرشيد أمينا عاما لـ«العمل الإسلامي»

يتوقع أن تتأزم العلاقة مع الحكومة في المرحلة القادمة

TT

قرر مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين في الأردن في اجتماع طارئ عقده الليلة قبل الماضية، تطبيق قرار مكتب الإرشاد العالمي القاضي بفك الارتباط التنظيمي بين إخوان الأردن وحركة حماس، بينما قرر بالأغلبية أن يكون زكي بني أرشيد أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي للمرحلة المقبلة. وبهذا القرار تكون الجماعة قد حسمت الخلافات الرئيسية التي عصفت في صفوفها خلال المرحلة الماضية. ومن المنتظر أن ينتخب مجلس شورى حزب الجبهة في اجتماع يعقده اليوم بني أرشيد بالتزكية أمينا عاما للإخوان للمرحلة المقبلة إلى جانب انتخاب أعضاء للمكتب التنفيذي الجديد. وقال الناطق الإعلامي باسم الجماعة جميل أبو بكر إن حسم هذين الملفين جاء بالتوافق بين تياري الحركة (الحمائم والصقور) في جلسة وصفت بالهدوء. وأضاف أبو بكر لـ«الشرق الأوسط» أن ملف المكاتب حسم بكل هدوء وأعطي الإخوة صفة مراقب في المجلس أي لا يحق له التصويت. ونفى أن يكون لهم علاقة بحماس، مشيرا إلى أن طبيعة وجودهم خارج الأردن (دول الخليج) ولأسباب تنظيمية تم إعطاؤهم صفة مراقب. وكانت ساحة الإسلاميين خلال الأيام الماضية، قد ازدحمت بمرشحين لمنصب أمين عام حزب الجبهة ثم توافق تيار الحمائم في ما بينه على مرشح واحد وهو المراقب العام الأسبق للجماعة سالم الفلاحات بينما دفع تيار الصقور ببني أرشيد إلى هذا المنصب. غير أن الفلاحات كان قد اشترط قبوله المنصب بوجود توافق عليه من قبل جميع التيارات.

ويشار إلى أن تيار الصقور اكتسح نتائج المؤتمر العام الثالث للحزب جبهة العمل لانتخاب مجلس شورى ففاز بعشرة أعضاء من أصل 11 عضوا. وبهذه النتيجة، كما أكدت مصادر في الحركة، استطاع تيار الصقور تقليص الفارق بينهم وبين تيار الحمائم الذي حقق أغلبية في نتائج فروع الحزب.

وأكدت المصادر أن انتخاب مجلس شورى جماعة الإخوان، زكي بني أرشيد أمينا عاما لحزب الجبهة، جاء بعد حصوله على أغلبية أصوات أعضاء المجلس. ويخلف بني أرشيد بذلك الدكتور إسحاق الفرحان الذي تولى المنصب لمدة عامين.ويرى مراقبون سياسيون أن انتخاب بني أرشيد جاء عقب صفقة تمت بالموافقة على إعادته إلى الساحة التنظيمية في الإخوان عبر الذراع السياسية للحركة (جبهة العمل الإسلامي) مقابل استقلال إخوان الأردن عن المكاتب التنظيمية لحماس وفقا لطلبات حثيثة من داخل صفوف الإخوان لتنقية أجواء الجماعة من أي تدخلات خارجية. وعليه قرر مجلس شورى الإخوان تطبيق قرار مكتب الإرشاد العالمي للجماعة القاضي بفك العلاقة التنظيمية بين إخوان الأردن وحماس. وبني أرشيد من مواليد مدينة الزرقاء عام 1957، حصل على دبلوم هندسة كيميائية من كلية عمان الهندسية وانخرط في نشاط الإخوان عام 1973، وأصبح من الأعضاء المؤسسين في حزب الجبهة، وعضوا في مجلس شورى الجماعة 1990 - 1994 وعضوا مجلس شورى الحزب لعدة دورات وعضو المكتب التنفيذي، وتولى رئاسة فرع الحزب في الزرقاء لدورتين، وعضو جمعية المركز الإسلامي الخيرية. ويعتقد المراقبون أن العلاقة بين الحركة الإسلامية وحكومة سمير الرفاعي ستزداد حدة نظرا لشخصية بني أرشيد المتشددة في التعامل مع الأحداث، مما يؤشر إلى أن العلاقة في المرحلة القادمة مع الحكومة ستكون حادة.