فريق من المباحث الأميركية في باكستان للتحقيق في مؤامرة «تايمز سكوير»

إسلام آباد: التحقيق مع 4 من «جيش محمد» المحظور لعلاقتهم بفيصل شاه زاد

صورة فيصل شاه زاد المواطن الأميركي من أصل باكستاني المتهم بتدبير محاولة تفجير فاشلة في نيويورك الأسبوع الماضي تتصدر الصحف الناطقة بالأوردو خارج أحد متاجر نيويورك (رويترز)
TT

أعلن مسؤولون باكستانيون أمس أن عددا من أعضاء مكتب المباحث الأميركية (إف. بي. آي) وصلوا إلى العاصمة الباكستانية إسلام آباد لتبادل معلومات بشأن مخطط تفجير ميدان تايمز سكوير في نيويورك. كان الفريق المكون من ثلاثة من محققي (إف. بي. آي) وصل باكستان أول من أمس ليطلع على ما لدى المسؤولين المحليين فيما يتعلق بتحقيقهم في احتمال ارتباط متطرفين إسلاميين بالأميركي الذي يتحدر من أصول باكستانية فيصل شاه زاد، 30 عاما، والمتهم في مخطط التفجير الذي تم إحباطه. وقال مسؤول أمني باكستاني «يركز مسؤولو مكتب المباحث الأميركية على أمرين، الأول.. أنهم يريدون استجواب والد فيصل شاه زاد ووالد زوجته وأصدقائه كي يتمكنوا من تصور كيف «تم استقطابه للتطرف.. وما إذا كانت هناك أي صلات تربطه بالمتطرفين». وأضاف المسؤول مشترطا عدم الإفصاح عن هويته «ثانيا.. هم يريدون معرفة ما إذا كانت أي منظمة متشددة في باكستان أرسلت نقودا لفيصل شاه زاد لتمويل مخطط التفجير» ويريدون منا «معرفة ما إذا كانت أي معاملات مالية تمت عن طريق نظام الحوالة غير الرسمي الذي يستخدمه ملايين الباكستانيين في الخارج لتحويل أموالهم إلى بلادهم». ويقول المسؤولون الأميركيون إن شاهزاد أقر بالمخطط وأخبر المحققين أنه شارك في معسكرات على استخدام السلاح في باكستان. وقال المسؤول «احتجزنا اثنين من أصدقاء فيصل وأشخاصا يعرفونه.. غير أنه لم يتم تحقيق أي تقدم ملحوظ في التحقيقات حتى الآن». «لا نعلم ما إذا كان هذا الشخص تربطه اتصالات مباشرة أو غير مباشرة بطالبان أو (القاعدة) أو أي جماعة إرهابية أخرى». من جهة أخرى قال مسؤولون أميركيون كبار إن الولايات المتحدة حثت باكستان على التحري عن الصلات المحتملة بين شاه زاد الباكستاني المولد المتهم بمحاولة تفجير سيارة ملغومة في ميدان تايمز سكوير في نيويورك وحركة طالبان.

وشاه زاد ابن قائد عسكري متقاعد بسلاح الجو الباكستاني واكتسب الجنسية الأميركية العام الماضي وعمل كمحلل مالي في شركة تسويق. وقال شاه زاد على الأقل في اعترافاته الأولية إنه عمل منفردا وهو ما يشك فيه المسؤولون الأميركيون والباكستانيون. وقال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك لـ«رويترز» في مقابلة أثناء زيارة لبكين حسب المعلومات المتاحة فإنه يقول إنه عمل بمفرده. لا أميل لتصديق ذلك. وإذا ثبتت علاقة طالبان الباكستانية بهذه المحاولة في نيويورك فستكون تلك المرة الأولى التي تحاول فيها الجماعة القيام بهجوم في الولايات المتحدة. وقال مسؤولون أمنيون باكستانيون إن شاه زاد كان قريبا من جماعة جيش محمد وهي جماعة تقاتل القوات الهندية في إقليم كشمير المتنازع عليه ولها أيضا صلات بـ«القاعدة» وطالبان الباكستانية. وفي الوقت نفسه الذي يضغط فيه السيناتور جو ليبرمان لإصدار قانون بنزع الجنسية الأميركية عن «كل من ينتمي إلى منظمة إرهابية خارجية»، بما في ذلك فيصل شاه زاد، الباكستاني الذي حصل في السنة الماضية على الجنسية الأميركية، بدا محققون أميركيون في دراسة طلب التقديم لنزع الجنسية عنه إذا قدم معلومات خطأ، حسب القانون. وقالت أخبار أمس إن وزارة الأمن تبحث بتفصيل في الملف، وذلك بهدف معرفة إذا كان قدم معلومات خاطئة. وأن الهدف ليس فقط إضافة تهم جديدة له، ولكن إعلان أنه كذب في طلبه، لأن ذلك ينزع منه الجنسية الأميركية.

يقوم مسؤولون أمنيون أميركيون وباكستانيون باستجواب أربعة أعضاء في تنظيم «جيش محمد» المسلح المحظور لعلاقتهم بفيصل شاه زاد، وهو مواطن أميركي ذو أصول باكستانية ألقي القبض عليه في نيويورك ومتهم بالتخطيط لمحاولة تفجير سيارة مفخخة بميدان تايمز في نيويورك.

وألقت الهيئات الاستخباراتية الباكستانية القبض على الأربعة بعد إلقاء القبض على شاه زاد في نيويورك. ويعتقد أن أحد المشتبه فيهم ساعد فيصل شاه زاد على الاتصال بمسلحين في حركة طالبان شمال وزيرستان. وقال مسؤول باكستاني إن الأربعة المشتبه فيهم اعتقلوا بعد أن تأكد أن شاه زاد اتصل بهم خلال زيارته الأخيرة لباكستان.

وللحصول على صورة شاملة لنشاطات شاه زاد في باكستان خلال هذه الزيارة، يقوم مسؤولون باكستانيون باستجواب أفراد في عائلة شاه زاد، ولا سيما والد زوجته افتخار ميان ووالده ضابط القوات الجوية المتقاعد بحر الحق.