المفاوضات تنطلق اليوم.. والمبعوث الأميركي: لن ألعب دور ساعي البريد

المنظمة تصادق رغم معارضة غالبية الفصائل باستثناء فتح

ابو مازن يترأس اجتماعا مشتركا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وقادة الفصائل واللجنة المركزية لحركة فتح في رام الله امس (أ ب)
TT

وافقت منظمة التحرير الفلسطينية، أمس، على إطلاق المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل لمدة 4 شهور. وصدرت الموافقة عن اجتماع ضم اللجنتين التنفيذية للمنظمة والمركزية لحركة فتح وممثلي الفصائل، برئاسة الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، وحضره رئيس الوزراء سلام فياض.

ونقل أبو مازن رسميا الموافقة إلى مبعوث عملية السلام الإسرائيلي جورج ميتشل، في اجتماع عقد مساء أمس. ومن المقرر أن يعود ميتشل للقاء أبو مازن مجددا صباح اليوم، إيذانا بانطلاق المفاوضات عمليا.

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه في مؤتمر صحافي أمس «القيادة الفلسطينية قررت الموافقة على انطلاق مفاوضات غير مباشرة»، وأضاف «قرارنا يستند إلى الضمانات الأميركية والتأكيدات بوقف النشاطات الاستيطانية، وقراري مجلس الأمن 242 و338، وخطة خارطة الطريق، ومبادرة السلام العربية كمرجعية للمفاوضات». وتابع القول «الولايات المتحدة أبلغتنا بأنها ستتخذ موقفا سياسيا حازما حيال أي استفزازات ستعطل محادثات السلام». وأكد أن من بين الضمانات الأميركية أن تشمل المفاوضات غير المباشرة قضايا الوضع النهائي بما فيها القدس والحدود وقضية اللاجئين والأمن.

وقال عبد ربه إن اتخاذ القرار ببدء مفاوضات يأتي ضمن استراتيجية عمل وطني تستند إلى 3 أسس، وهي مواصلة المنظمة حشد الدعم الدولي والعربي لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، والاستمرار في نهج المقاومة الشعبية لمواجهة الاستيطان والجدار، وتطبيق خطة بناء مؤسسات الدولة.

وأشار عبد ربه إلى أن قرار المشاركة في المفاوضات يأتي كذلك استجابة للمصالح الوطنية الفلسطينية من أجل إعطاء فرصة جديدة لعملية السلام التي ترعاها الولايات المتحدة التي تثمن القيادة دورها في السعي لإقامة دولتين عبر إنهاء الاحتلال.

ونجح أبو مازن في تمرير قرار الموافقة رغم أن فصائل كثيرة في منظمة التحرير تعارض القرار، وقال عبد ربه «إن كل فصيل من حقه أن يعبر عن رأيه بشكل أحادي، لكن الأغلبية الساحقة قررت إعطاء فرصة للجهود الدولية».

ووافقت فتح على بدء المفاوضات من أجل «قطع الطريق على اليمين الإسرائيلي» كما قال نائب أمين سر اللجنة المركزية للحركة جبريل الرجوب، لكن الجبهة الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب وجبهة التحرير العربية أعلنوا رفضهم بدء مفاوضات قالوا إنها تأتي غطاء للسياسة الإسرائيلية.

كما عارضت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، من خارج المنظمة، أي مفاوضات سياسية، وقالت الحركتان إن المنظمة لا تمثل الفلسطينيين، وأكدت حماس أن المفاوضات «عبثية وغطاء لاستمرار التهويد والاستيطان والتجرؤ على الدم الفلسطيني». وطالبت الحركة في بيان منظمة التحرير بـ«التوقف عن بيع الأوهام للشعب الفلسطيني وإعلان فشل خيارهم ومراهناتهم التفاوضية العبثية».

لكن ميتشل أبلغ القيادتين بأنه لن يلعب دور الساعي، وإنما سيقترح أفكارا خلاقة للقضايا محل النقاش، وستبدأ المفاوضات بنقاش قضية الحدود والأمن، حسبما يريد الجانبان.

وكان ميتشل قد التقى عباس مساء الجمعة، قبل يوم من اجتماع اللجنة التنفيذية، وقال عريقات بعد الاجتماع «من جهتنا نريد إنجاح مساعي الرئيس باراك أوباما وميتشل، والجميع يعلم ما الذي نريده، وهو إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، والإفراج عن المعتقلين ووقف الاستيطان».

أما حول الضمانات الأميركية فأكد عريقات أن الولايات المتحدة ستعلن عن موقفها خلال اليومين المقبلين، مؤكدا أن على إسرائيل تنفيذ التزاماتها من وقف الاستيطان والاعتقالات وفتح المؤسسات الفلسطينية في مدينة القدس.

وردا على سؤال حول ما يصرح به وزراء في الحكومة الإسرائيلية والمتعلق بالفشل المسبق للمحادثات غير المباشرة، قال عريقات «أستغرب هذا النهج، بأن يحكموا على فشل المحادثات قبل أن تبدأ، وباعتقادي أنهم سيتخذون الوسائل لإفشالها».