وزيران فرنسيان يزوران لبنان ضمن جولتين إقليميتين

مخاوف فرنسية من تصعيد يجهض المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية

TT

رغم أن باريس تستبعد تدهور الوضع على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية إلى حد اندلاع مواجهة جديدة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، فإن المسؤولين الفرنسيين يكثرون من تحذيراتهم إزاء ما يعتبرونه «خطورة الوضع». ويبدو أن الأكثر قلقا هو وزير الخارجية برنار كوشنير الذي اغتنم مجددا مناسبة اجتماعه بعد ظهر الجمعة بنظيره المالطي تونيو بورغ ليحذر من أن الوضع «خطير جدا»، في إشارة بينة إلى الجدل الخاص بموضوع تكدس سلاح حزب الله وادعاءات إسرائيل من أن سورية سلمته صواريخ سكود بعيدة المدى.

وإذا كانت ثمة حاجة لتبيان قلق باريس ورغبتها في تفادي تدهور الوضع واشتعال جبهة جديدة في الشرق الأوسط، فإن عزمها على إرسال وزيرين إلى لبنان يعكس رغبتها في التحرك السريع واستطلاع التطورات على أعلى المستويات. فقد أعلنت وزارة الدفاع أن الوزير هيرفيه موران سيقوم بزيارة لبنان يوم الجمعة القادم في إطار جولة تقوده بداية إلى الأردن. كذلك، قال كوشنير إنه سيحل في المنطقة «في الأيام المقبلة». لكنه تحاشى إعطاء تاريخ محدد. لكن فُهم في باريس أن الزيارة، في حال تمت، ستكون نهاية الأسبوع وستشمل بيروت ودمشق. ومن المنتظر أن يزور موران جنوب لبنان للاطلاع على أوضاع الكتيبة الفرنسية العاملة في إطار قوة «اليونيفيل» والتشاور مع قيادتها والاستماع إلى تقويمها للوضع.

وكان وزير دفاع إيطاليا، أيغناسيو لاروسا، قد زار الجنوب نهاية الأسبوع. واللافت في تصريحاته أنه طالب بإقامة «منطقة خالية من السلاح غير الشرعي جنوب الليطاني»، ما يعني ضمنا أن هذا الهدف المنصوص عليه في القرار 1701 الذي وضع حدا لحرب إسرائيل على لبنان صيف عام 2006 لم يتحقق. ومنذ بداية التوتير بين لبنان وإسرائيل، عمدت الحكومة الفرنسية إلى إرسال «رسائل تهدئة» وتحذير إلى الطرفين. وتلقت من لبنان، عبر رئيس الحكومة سعد الحريري، طلبا للتدخل لثني إسرائيل عن استهداف لبنان.

وقالت أوساط فرنسية إن ما يهم باريس في الوقت الحاضر هو تحاشي أن يؤدي التصعيد مع لبنان إلى المحاولات الأميركية لإعادة إحياء المفاوضات، وإن غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وترى هذه الأوساط أن أكثر من طرف قد لا يتوانى عن صب الزيت على النار لإجهاض المفاوضات.

وستكون هذه المواضيع ومجمل أوضاع المنطقة، من الزاويتين السياسية والعسكرية، مطروحة في مناقشات الوزيرين الفرنسيين موران وكوشنير في 3 عواصم شرق أوسطية هي عمان ودمشق وبيروت، لكن رغم ذلك، ما زالت الأوساط الفرنسية مقتنعة أن لا حرب في المنطقة لأن «لا مصلحة لأي طرف أساسي في الوصول إليها» في الوقت الحاضر. ومن الجانب الإسرائيلي، فإن الحرب «من غير أفق سياسي»، ولذا فإنه ما دامت الضغوط السياسية التي تمارس على إسرائيل ما زالت «مقبولة» فإن المسؤولين الإسرائيليين «لن يغامروا بحرب لن تحل مشكلة سلاح حزب الله»، ولن تكون «مبررة» إذا لم يوفر الحزب الحجة لإسرائيل. فضلا عن ذلك، ترى المصادر الفرنسية أن الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية التي تمارس على إيران «لن تدفع طهران إلى إشعال الجبهة اللبنانية».