زحلة تشهد «أم المعارك» اليوم.. وسكاف يدعو الناس لتحديد خياراتهم

صقر لـ «الشرق الأوسط»: المعركة «ميني» نيابية وسياسية بامتياز

TT

تطلق عند الساعة السابعة من فجر اليوم الأحد صافرة الانطلاق لسباق المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي بيروت والبقاع، وعلى أهمية المتابعة لمجريات اليوم الانتخابي الطويل فإن الأنظار ستكون مشدودة إلى مدينة زحلة عاصمة البقاع اللبناني، التي ستشهد بلا شك معركة سياسية قاسية جدا، ستكون وبحسب المعطيات على الأرض «أم المعارك» بفعل التنوع السياسي والطائفي فيها، سيما أن الانتخابات تخاض بثلاث لوائح مكتملة لكل منها حساباتها السياسية.

لكن مهما كانت عناوين وشعارات الحملة الانتخابية لهذه اللائحة أو تلك فإن الثابت أن معركة زحلة تخاض على جبهتي 8 و14 آذار السياسيتين، وهي امتداد لمعركة الانتخابات النيابية التي لم يستفق بعد تحالف 8 من آذار من صدمة خسارتها المدوية، وانطلاقا من هذه الخلفيات يحاول أحزاب وسياسيو هذا الفريق تعويض هزيمتهم النيابية انتصارا في المعركة البلدية، في حين يستخدم فريق 14 آذار كل طاقاته لتثبيت الانتصار النيابي وتكريس نفوذه في «عروس البقاع» للحفاظ على مكتسباته السياسية فيها، عبر دعمه المطلق للائحة «زحلة رؤية وإنماء» برئاسة رئيس البلدية الحالي أسعد زغيب، في وقت يبتعد فيه رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون عن حليفه الأساسي في المدينة الوزير السابق إلياس سكاف الذي فضل بدوره أن يخوض المعركة منفردا بلائحة تعتمد على العائلات الزحلية رغبة منه أولا في التمايز عن الأحزاب وأعبائها وثانيا تثبيت قوته الشعبية في زحلة عاصمة الطائفة الكاثوليكية. غير أن أيا من الفريقين (8 و14 آذار) ومهما كانت ثقته بقاعدته الشعبية سيبقى حابسا لأنفاسه طيلة هذا اليوم ومترقبا للنتائج التي ستلدها صناديق الاقتراع باعتبار أن المزاج الشعبي في مدينة متنوعة مثل زحلة يصعب على أي زعيم سياسي مهما اشتدت سطوته ونفوذه أن يطوعه أو يضمن تأييده مسبقا أيا كانت ظروف المعركة ومبرراتها.

ورغم عزوفه عن التصريحات خلال هذه المرحلة وانصرافه إلى التواصل مع قاعدته الشعبية عشية فتح صناديق الاقتراع أمام الناخبين أكد النائب والوزير السابق إلياس سكاف لـ«الشرق الأوسط» أنه «مرتاح للوضع على الأرض وللتحضيرات الجارية للاستحقاق الانتخابي»، آملا أن «تمر الانتخابات بهدوء وأن يختار الزحليون الأفضل والفريق الذي يمثل تطلعاتهم ويخدم مدينتهم ويكون حريصا على مصالحهم»، معتبرا «أن طابع الانتخابات البلدية في زحلة عائلي أهلي وليس سياسيا ونحن نتعاطى به على هذا الأساس». وعن رأيه بما يقوله بعض السياسيين من أنه رفض التحالف في زحلة وفضل خوض الانتخابات البلدية بلائحة يدعمها لتعويض خسارته النيابية في زحلة قال سكاف: «كل شخص حر فيما يقوله ولن أرد على أحد، وأترك للناس يحددون خياراتهم وينتخبون من يخدمهم وعلينا في النهاية أن نحترم إرادة الناس والنتائج التي ستفرزها صناديق الاقتراع».

من جهته اعتبر عضو كتلة نواب زحلة النائب عقاب صقر أن «زحلة ستشهد معركة صعبة، بعدما أحبط الوزير سكاف كل مساعي التوافق». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «زحلة ستشهد معركة سياسية بامتياز وسيكون فيها (ميني) انتخابات نيابية، إذ يبدو أن قوى الثامن من آذار أي الوزير سكاف ومن خلفه (حزب الله) يريدون استعادة زحلة سياسيا بعد الخسارة النيابية وإعادة المدينة إلى خياراتهم، لكن ستثبت زحلة اليوم الأحد أنها باقية على ثوابتها وخياراتها، وكل أبنائها يعلمون جيدا أن هناك من يخوض معركة سياسية على هوية مدينتهم ويحاول تطويعها، في حين أن زحلة لن تغير وجهها السياسي ولن تبدل هويتها وخياراتها».

بدوره دعا عضو كتلة زحلة النائب إيلي ماروني الزحليين إلى الاقتراع بكثافة للائحة «رؤية وإنماء»، وقال: «كنا نتمنى أن يكون الاستحقاق البلدي والاختياري مناسبة للتلاقي العائلي والسياسي، وتجنيب المدينة التشنجات، خصوصا على أبواب موسم سياحي نتمناه مزدهرا، لكن الوفاق سقط والمسؤول معروف (سكاف) ويريد أن يسترد دوره ولو على حساب وحدة الناس واستقرارهم».

إلى ذلك أكدت «الكتلة الشعبية» في بيان لها أن «الوزير السابق إلياس سكاف لم يرفض الوفاق حول الانتخابات البلدية، لأنه لم يُعرض عليه أصلا من مرجعيات دينية أو سياسية، والكلام الوحيد حول الموضوع الوفاقي جاء من قبل المهندس أسعد زغيب الذي اقترح ابتعاد كل الأحزاب السياسية عن البلدية، مساويا بين (الكتلة الشعبية) المتجذرة في وجدان الزحليين منذ ستة عقود، والأحزاب الأخرى الناشطة في المدينة». وشددت على أنه «إذا كان الوفاق تعذر أيضا مع (التيار الوطني الحر) والنائب نقولا فتوش لأسباب باتت معروفة، فإن هدف الكتلة من الانتخابات كان وسيبقى منع استكمال مصادرة القرار الزحلي».