الفلبين تنتخب رئيسها غدا.. وأكينو الأوفر حظا

أرويو الممنوعة من الترشح للرئاسة مجددا تنافس على معقد برلماني

فلبينيات يحاولن من داخل سيارة جيب الإمساك بقميص (تي شيرت) أرسل لهن من قبل منظمي حملة المرشح الرئاسي مانويل فيلار في مانيلا أمس (رويترز)
TT

يتوجه الفلبينيون إلى صناديق الاقتراع غدا لانتخاب رئيس جديد لبلادهم، فيما يعد بينينيو أكينو، نجل الرئيسة السابقة كورازون أكينو، الأوفر حظا من بين المرشحين التسعة. ولا يمكن للرئيسة غلوريا أرويو الترشح لولاية جديدة بعد عهد استمر تسع سنوات وشابته شائعات بالفساد والتلاعب في الأصوات، وإن كانت مرشحة لمقعد برلماني. وفيما عقد المرشحون آخر لقاءاتهم أمس، تسابق السلطات الزمن لتأمين ماكينات التصويت في الوقت المحدد غدا، وذلك بعدما أثير احتمال تأجيل الاقتراع بسبب مشكلات فنية متعلقة بنظام التصويت الإلكتروني المعتمد حديثا. ويتصدر «نونو» أكينو الخمسيني الأعزب، نجل «كوري» أكينو المتوفاة في أغسطس (آب) الماضي، بفارق كبير استطلاعات الرأي في بلد تهيمن عليه العائلات السياسية، وهو يعد بفرض المبادئ الأخلاقية على الحياة السياسية وبالتصدي للفساد. وقال رامون كاسيبلي، المحلل السياسي في معهد الإصلاح السياسي والانتخابي، إن «الناس يريدون شخصا يثقون به ويعيد النظام إلى الوضع الفوضوي الذي ستتركه أرويو». وتابع أن «كل استطلاعات الرأي تتوقع فوزا كاسحا له»، في وقت حصل فيه المرشح على 39% من نوايا التصويت في آخر استطلاع أجراه معهد «بالس آجيا» ونشرت نتائجه في 29 أبريل (نيسان) الماضي، مقابل 20% فقط لخصميه مانويل فيلار وجوزيف استرادا.

ويفيد بينينيو أكينو السيناتور الحائز لشهادة جامعية في الاقتصاد، من صورة والده الحاكم السابق بينينيو الأب كبطل للديمقراطية حارب نظام فرديناند ماركوس الديكتاتوري واغتيل عام 1983 لدى عودته من المنفى. وقد وصلت والدته إلى السلطة عام 1986 وسط ثورة شعبية أطاحت بماركوس.

وقال أكينو مساء أول من أمس أمام نحو 10 آلاف من مناصريه احتشدوا في مانيلا «الفجر قريب.. الشعب متعطش لرئيس جديد». وشارك مغنون ونجوم سينما في هذا التجمع الانتخابي الضخم الذي استمر ست ساعات في ظل حرارة تجاوزت 35 درجة مئوية.

وبين المرشحين التسعة للرئاسة رئيس الحزب الوطني مانويل فيلار السيناتور المعارض، وهو مليونير حقق ثروته من القطاع العقاري، والرئيس السابق جوزيف استرادا الذي أطيح به عام 2001 وحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة الفساد قبل العفو عنه عام 2007. ويسعى استرادا للعودة إلى الحياة السياسية، ولو أن حظوظه ضئيلة، وهو لا يتردد في توعد منافسيه قائلا «إنهم سيعرفون مفاجأة حياتهم».

كما دعي نحو خمسين مليون ناخب لاختيار 17 ألف مندوب من نواب وممثلي المجالس الإقليمية والمحلية. وبين المرشحين لشغل مقعد في البرلمان بطل الساعة الوطني الملاكم ماني باكياو أفضل الملاكمين من جميع الفئات والمدعوم من مانويل فيلار. كما ترشحت السيدة الأولى السابقة إيميلدا ماركوس.

وفي وقت أكد فيه أكينو أن التزوير الانتخابي وحده سيشكل عائقا على طريقه إلى النصر، حذر وزير الدفاع نوربرتو غونزاليس الأسبوع الماضي من أن محاولات التزوير بدأت بالفعل. وقال مشيرا بالاتهام إلى مسؤولين انتخابيين «يمكنني القول إن التزوير بدأ». وشابت الحملة الانتخابية أعمال عنف وقتل غالبا ما ترافق الحملات في هذا البلد لا سيما «على المستوى المحلي حيث الخصومات تكون على أشدها»، على حد قول جيمس خيمينيز المتحدث باسم اللجنة الانتخابية.

وأعلن قائد الشرطة خيسوس فيرزوسا مقتل ما لا يقل عن 33 شخصا وإصابة 31 بجروح خلال الحملة التي استمرت ثلاثة أشهر. وتضاف إلى هذه الحصيلة المجزرة التي وقعت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في جزيرة مينداناو جنوب الأرخبيل، وراح ضحيتها 57 مدنيا بينهم الكثير من الصحافيين، وقد نفذها مسلحون يعملون لحساب حاكم الإقليم وهو حليف سابق للرئيسة أرويو. والعامل الأخير المثير للقلق هو نظام التصويت الإلكتروني الذي سيوضع للمرة الأولى قيد الاستخدام ويشكك البعض في مصداقيته.

وحسب المسؤول في المفوضية الانتخابية غريغوريو لارازبال فإن العدد الأكبر من البطاقات الإلكترونية ستجرى تجربته بشكل نهائي اليوم الأحد. وأضاف أنه حتى في حال لم يسلم عدد من البطاقات، فإن ذلك لا يمنع الناخبين من التصويت. وتابع «المهم أن يصوت الناس». وسيكون اليوم الأحد هادئا في الفيلبين عشية الانتخابات، فابتداء من منتصف ليل السبت الأحد يحظر بيع الكحول والقيام بأي نشاط انتخابي.