حركات السلام الإسرائيلية تباشر مسيرة «عودة الروح» إلى الشارع

حاخامات يطالبون الجيش بكشف المعتدين على مسجد في نابلس

TT

بعد التأكد التام من أن الحريق الذي وقع في مسجد قرية «اللبن الشرقية» قرب نابلس، يوم الثلاثاء الماضي، نجم عن حريق متعمد، توجه عدد من رجال الدين اليهود أنصار السلام، إلى قيادة الجيش الإسرائيلي مطالبين بأن تكشف ما لديها من صور للحادث وقت وقوعه حتى يتم ضبط المجرمين ومحاكمتهم.

وقال الحاخام بيري لاف، رئيس حركة «حاخامات من أجل حقوق الإنسان» الذي قاد وفد حركات السلام الإسرائيلية إلى القرية، أول من أمس، إن لديه معلومات موثوقة على أن هناك كاميرات منصوبة على بوابة معسكر الجيش المقابل للمسجد المذكور بالضبط، وهي تعمل طيلة 24 ساعة. وأن كاميرات من هذا النوع توثق ما يدور في المنطقة بالضبط. وأكد أن مراجعة أفلام التصوير ستوصل المحققين إلى هوية المجرمين الذين حاولوا إحراق هذا المسجد.

ووصف ما رأت عيناه في المسجد فقال: «أمر مرعب. فقد تعمد المجرمون جمع كتب القرآن الكريم (قالها بالعربية) في كومة واحدة ووضعوا فوقها مجموعة من الأحذية. وفي هذا جريمة مزدوجة. فالحريق في حد ذاته أمر خطير، وخصوصا أنه ليس الأول في الشهور الأخيرة. وثانيا: هناك جريمة بشعة في وضع الأحذية فوق الكتب المقدسة. أمر كهذا لا يمكن السكوت عنه. واليهودي الحقيقي لا يمكن أن يقدم على عمل كهذا، لأن المساس بالأماكن المقدسة حرام حسب الديانة اليهودية».

وكانت شركة الإطفاء الإسرائيلية قد أجرت تحقيقا في هذا الحريق، وخرجت بنتيجة مؤداها أنه لم ينجم عن تماس كهربائي، مما يعني أنه حريق متعمد. ويعتبر هذا ثالث اعتداء على مساجد في منطقة نابلس في الشهور الأخيرة، حيث أقدم المستوطنون على إحراق مسجد ياسوف منتصف ديسمبر (كانون الأول) وألحقوا به أضرارا، وفي 14 أبريل (نيسان) كتب مستوطنون شعارات مسيئة للإسلام على جدار مسجد حوارة قرب نابلس. ومنذ أشهر يمارس المستوطنون سياسة ثأر ممنهجة تهدف إلى الاعتداء على أهداف فلسطينية في كل مرة تتخذ فيها إسرائيل تدابير يعتبرونها مناهضة للاستيطان.

من جهة ثانية، وبعد غياب سنوات عن الشارع، خرج آلاف من نشطاء حركات السلام الإسرائيلية في مظاهرة، أمس، في ساحة صهيون في القدس الغربية. واختاروا هذه الساحة بالذات لكونها المكان المفضل لمظاهرات اليمين الإسرائيلي. وفيها جرت المظاهرة الشهيرة في سنة 1995 بقيادة رئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو، التي رفعت فيها صور مفبركة لرئيس الحكومة آنذاك، إسحاق رابين، بزي ضابط نازي بسبب اتفاق أوسلو. وقتل رابين بعد أيام من تلك المظاهرة. وبادر إلى مظاهرة أمس تنظيم جديد يدعى «اليسار القومي»، وشاركت فيها حركة «سلام الآن» وتنظيمات طلابية والحركة الكيبوتسية «تعاونيات ريفية» وحركة الشباب الاشتراكي «هشومير هتسعير» و«مبادرة جنيف». وجرت المظاهرة تحت عنوان: «الصهيونيون ليسوا مستوطنين»، ورفع نشطاء السلام عددا كبيرا من أعلام إسرائيل، تأكيدا على أنهم «الوطنيون الحقيقيون». وطالبوا بإنجاح المفاوضات مع الفلسطينيين، وبوقف مشاريع الاستيطان اليهودي في القدس والضفة الغربية التي تعتبر عقبة في وجه السلام.

وقال الداد ينيف، رئيس حركة «اليسار القومي»، إن هذه المظاهرة جاءت لتثبت أن اليسار حي وموجود وأن طريق اليسار، الذي يعتمد الشعار «دولتان للشعبين» قد انتصر أيديولوجيا، ونحن نستعد للانتصار عمليا. «فقد قررنا أن نعود إلى الشارع ولا نترك الساحة لليمين».